السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعدني أن أكتب لكم هذه الرسالة راجيا من الله أن أن يجزيكم خيرا.
بعثتم لي استشارة لم تكن لي، ورسالتي هي:
لما كنت في الشهر الثالث بحملي جاءتني أعراض غريبة، وهي حرارة تبدو بقدمي، وأحس أن روحي تخرج من جسدي، وتتسارع دقات قلبي، وأحس أني قد أقع وأموت، وكانت تأتيني كل يوم، وعندي ذوخة داخل رأسي، وأحس بجاذبية الأرض أسفل وفوق، ولما أكون نائمة كأن شيئا يوقظني، يهبط في صدري ويرافق ذلك خوف! وأحس كأن خلعا حدث في صدري والقلب، ولما أشتغل بالبيت أحس بشيء غريب، لم أفهم!
ساعدوني أنا حيرانة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ casha حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
إن هذه الأعراض النفسية التي حدثت لك شائعة جدا، وهي بالفعل محيرة لصاحبها، ولكنها مفهومة لدى المختصين.
أعراض تسارع القلب والشعور بالحرارة، والإحساس كأنك سوف تسقطين أرضا، وسوف يأتي الموت، وكل الأعراض التي صاحبت هذه الظاهرة هي ناتجة من حالة خاصة من حالات القلق يسميها الأطباء بنوبات الهلع أو الهرع، وهي كما ذكرت لك نوع من القلق النفسي الحاد جدا، والذي قد يأتي دون أي مقدمات ولا عوامل ولا أسباب.
الحالة بالرغم مما تسببه من خوف شديد لصاحبها ويبدأ المريض غالبا في التنقل بين الأطباء، يذهب إلى أطباء القلب، أطباء الصدر، وغيرهم من المختصين، وقل ما يذهب إلى الطبيب النفسي، إلا إذا وجد من يوجهه.
الحالة حالة نفسية لا علاقة لها أبدا بأمراض القلب، وهي إن شاء الله تعالى تعالج تماما إذا تم اتباع الإرشادات المطلوبة.
أهم شيء في العلاج أن تفهمي أن حالتك بسيطة، وأن لا تحتاري، فهي نوع من أنواع القلق.
ثانيا: عليك أن تتجاهلي هذه الأعراض بقدر المستطاع.
ثالثا: تمارين الاسترخاء جيدة ومفيدة، فكوني حريصة على تطبيقها، وللاطلاع على كيفية التدرب عليها أرجو أن تتصفحي أحد المواقع على الإنترنت.
رابعا: العلاج عن طريق الدواء، وهنالك أدوية متعددة تعالج هذه النوبات، من أفضل هذه الأدوية دواء يعرف تجاريا باسم (سبرالكس) واسمه العلمي هو (إستالوبرام) والجرعة المطلوبة هي نصف حبة، ابدئي في تناولها يوميا، ونصف الحبة تحتوي على خمسة مليجرام، استمري على هذه الجرعة التمهيدية لمدة عشرة أيام، بعد ذلك ارفعيها إلى حبة كاملة – أي عشرة مليجرام – يوميا، واستمري عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفضي الجرعة إلى خمسة مليجرام يوميا لمدة شهر، ثم خمسة مليجرام يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، وبعد ذلك تكون فترة العلاج الدوائية قد انتهت، وإن شاء الله تعالى تزول عنك الأعراض زوالا كاملا.
أرجو أن يكون الأمر قد أصبح واضحا بالنسبة لك، وأسأله تعالى أن ينفعك بما ذكرناه لك من إرشاد ووصف للدواء.
ولمزيد الفائدة يراجع العلاج السلوكي للمخاوف: ( 262026 - 262698 - 263579 - 265121 )
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.