ماذا أفعل مع أمي التي ترفض زواجي من هذا الشاب؟

0 709

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,

أنا فتاة أبلغ من العمر 26 سنة وشهرين, لا أعرف من أين أبدأ الحديث, أمنيتي أن أعيش حياة هانئة سعيدة, لا أعرف للسعادة طريقا, بيئتي غير ملائمة لي تماما, أنا أعيش في تفكك أسري, كل فرد له شأنه الخاص, أريد احتواء واستقرارا بعد انعدام الثقة والحب الذي كان مني تجاه والدي الذي ملأ دنياي بالحب لظروف قاسية مر فيها, أما والدتي فقصتي معها طويلة, ولا أحبذ ذكرها, كانت بعيدة عني كل البعد في طفولتي ومراهقتي ونضجي.

ولكن في الفترة الأخيرة أصبحت قريبة مني جدا بعد حادثة أثرت علينا, وغيرت مجرى حياتنا, وهي اتهامها لي بمكالمة شاب في تفكير وهمي, بعد أن تقدم لي شخص كان يرغب بالاقتران بي عن طريق صديقة مقربة مني, وهو صديق زوجها بعد ثناء منها, وكرر الطلب أكثر من مرة, وفي كل مرة كنت أتهرب من النقاش لأسباب غير مقنعة؛ لأني لم أبح بالحقيقة وهي أن والدتي لا ترغب أن أكون زوجة لرجل أجنبي غير سعودي, وهذه الفكرة حطمتني ووقفت أمامي كعائق عن الزواج ممن أحبني من أقربائي, حبا طاهرا ليس حبا فاضحا بعلم من أهله, أو بالأصح لحب أهله لي مما كان دافعا كي يحبني, بعدها أمي رفضت بشدة هذا الشاب الذي يريد خطبتي, واتهمتني بأني تآمرت مع صديقتي بأني أخفي عنها حب هذا الشخص, ويعلم الله أني لا أعرفه, ولا صلة لي بالموضوع, حينها تمنيت لو رأيت ملك الموت, علما أن هذه رغبتي الملحة، فجأة لا أجد لوجودي معنى في الحياة رغم تفوقي الدراسي دون الاجتماعي.

لم يخطر ببالي في يوم أن فكرة الزواج سوف تسيطر على تفكيري، فجأة تحولت مشاعري, وغدا حلمي بزوج يحبني ويحتويني, ومشاعر الأمومة التي طالما أخفيت عبرتي لها ؛ لا أعلم, ربما لأني أصبت بورم وكيس على مبايضي بعد كشف, ونزيف دام معي سنين طويلة, ولا أحد يعلم بذلك سوى ربي (إنما أشكو بثي وحزني إلى الله) حتى حلم الأمومة أصبح كابوسا يدق في عالم حزني, اتخذت جميع الأسباب من رقية -قيل إني مصابة بعين, أو تلبس- ودعاء في السحر, وصبر, وعلاج, علاقتي الدينية شبه ممتازة, والطامة أن الدكتورة نصحتني بالزواج وأنه الحل لمشكلتي المرضية, وقدرتي المادية والنفسية لا تسمح لي بمتابعة علاجاتي, هذا جزء من صراعي الداخلي.

إن لم تجدوا لي حلا فأتمنى أن تكون لي دعوة مستجابة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فمرحبا بك -ابنتنا العزيزة- في موقعك استشارات إسلام ويب, نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يفرج كربك، وأن يرزقك الزوج الصالح الذي تقر به عينك, وتسكن إليه نفسك.

نصيحتنا أولا -أيتها الكريمة-: أن تعرفي قيمة الحياة التي تعيشينها, وأن هذه اللحظات هي مزرعة الآخرة، فكل لحظة من لحظات عمرك ونفس من أنفاسك لا يقدر بثمن، فإنك تزرعين فيه ما تحصدين به غدا السعادة الأبدية -إن أنت أحسنت استغلال أوقاتك وعمرك-، ولهذا قال لنا النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث: (ولا يتمنين أحدكم الموت، إما محسنا فلعله يزداد خيرا، وإما مسيئا فلعله أن يستعتب).

فالعمر -أيتها الأخت- والإمهال في هذه الحياة نعمة عظيمة من نعم الله عز وجل علينا، ينبغي لك أن تدركي قيمة هذه الحياة، ولا تسمحي للشيطان بأن يقنطك من الفرج, وييئسك من السعادة، فإن الله عز وجل يغير الأمور بين لحظة وأخرى.

فنصيحتنا لك: أن تتوجهي إلى الله سبحانه وتعالى بصدق واضطرار, وأن تحسني علاقتك به بكثرة الاستغفار, والمداومة على ذكره سبحانه وتعالى؛ فإن الاستغفار من أعظم الأسباب التي يفرج الله عز وجل بها الهموم، وهو كذلك من أعظم الأسباب التي تستجلب به الأرزاق، وقد دل على هذا كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

فأكثري من الاستغفار لله تعالى، كما قال جل جلاله في كتابه الكريم: {فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا* يرسل السماء عليكم مدرارا* ويمددكم بأموال وبنين* ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا*}.

ولا تقنطي أبدا من رحمة الله تعالى، وأحسني الظن بالله، فإن الله يقول في الحديث القدسي: (أنا عند ظن عبدي بي), وكوني على ثقة -أيتها الكريمة- بأن الله لا يعجزه شيء، إذا أراد شيئا إنما يقول له كن فيكون، بيده خزائن السموات والأرض، وهو الغني الحميد.

فتوجهي إلى الله باضطرار، وسليه سبحانه وتعالى وأنت على يقين بالإجابة، فسيستجيب لك، فقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: (ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة).

وأما ما ذكرت عن والدتك، فنحن نرى -أيتها الكريمة- أن هذا لا يعني عدم حبها لك، ولكنه حرص الأم على بقاء ابنتها بجنبها، فهي ربما تخاف إذا تزوجت أن تبتعدي عنها، وهي كذلك ربما يكون لديها حرص على أن تبقي بجوارها، فيدعوها هذا إلى ارتكاب الحيل لتحول بينك وبين من يريد أخذك منها، فينبغي أن تلتمسي لها العذر، وأن تكوني على يقين بأن محبتها لك أمر فطري فطر الله عز وجل عليه الناس، فلا تشكي أبدا في حبها لك، ولكن هذا الحب قد يبعثها أحيانا على بعض التصرفات الخاطئة، ينبغي لك أن تكوني متفهمة لهذه المشاعر لتلتمسي لها الأعذار، حتى لا يحول ذلك بينك وبين البر بها والإحسان إليها بقدر استطاعتك.

وأما في شأن الزواج: فإذا كان هذا الشاب كفئا لك مناسبا، فنصيحتنا لك أن تستشيري العقلاء ممن حولك من أهلك وقرابتك من محارمك، فإن كان الشاب مناسبا فلك أن تتزوجيه ولو لم ترض أمك بذلك، ما دام منعها ليس لسبب مقنع، وإذا امتنع الولي القريب فإن من حقك أن ترفعي أمرك إلى القاضي الشرعي ليزوجك، وهذا كله ننصحك أن لا تلجئي إليه إلا إذا كنت ترين أن فرص الزواج بالنسبة لك قليلة، أما إذا كنت ترين أن الفرص لا تزال كثيرة, وأن غيره يطلبك كذلك للزواج فنصيحتنا لك أن تنزلي عند رغبة أمك, وتوافقي على من يتحد الرأي على قبوله، وخير ما نوصيك به وننصحك استخارة الله سبحانه وتعالى قبل أي قرار تتخذينه، وأن تكثري من دعائه سبحانه وتعالى بأن يقدر لك الخير حيث كان.

نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يرزقك الزوج الصالح، وأن يكتب لك السعادة في دنياك وآخرتك.

مواد ذات صلة

الاستشارات