السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
أولا: أود أن أشكركم على ما تقدمونه، وجعلكم الله ذخرا للإسلام والمسلمين
ثانيا: تمت ولادتي بحمد الله قبل شهرين، وقد قضيت فترة النفاس، ولكن اكتشفت قبل يومين وجود قطعة لحم صغيرة بالقرب من مكان الغرز، فأرجو منكم الإيضاح بهذا الخصوص.
ثالثا: ابنتي كثيرة البكاء و خصوصا في فترة الليل وعند انقطاع الكهرباء.
و بارك الله فيكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ غدير حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نشكر لك كلماتك الطيبة، ونسأل الله عز وجل أن يوفقنا جميعا إلى ما يحب ويرضى دائما.
ورغم أنه يصعب الجزم بشكل مؤكد بما تشعرين به بدون فحص نسائي, إلا أنني أستطيع أن أقول لك من خلال وصفك أن أكثر احتمال ممكن هو أن تكون هذه القطعة عبارة عن بقايا من غشاء البكارة، خاصة إن كانت تتدلى من فوهة الفرج, حيث يتمزق الغشاء بشكل كامل بعد الولادة المهبلية, مما يؤدي إلى أن يتشكل مكانه قطع صغيرة تشبه الحليمات نسميها ( الحليمات الآسية).
أما إن كنت ما تشعرين به هو على جلد الفرج من الخارج وقرب منطقة الشق الولادي، فهي على الأغلب نسيج حبيبي تشكل فوق الندبة, وفي هذه الحالة يكون حساسا جدا ومؤلما باللمس.
إذا كنت لا تشتكين من ألم ولا تسبب لك هذه اللحمية أي مشكلة, فيمكنك تركها إلى أن تراجعي الطبيبة لسبب آخر, وحينها يمكن الكشف عليها وإزالتها إن لزم الأمر.
أما إن كانت مؤلمة وتسبب لك بعض المشاكل, خاصة خلال الجماع، فيجب عمل الكشف الآن, فإن كانت نسيجا حبيبيا من الندبة فيمكن عمل كي لها أو استئصالها في العيادة تحت التخدير الموضعي بشكل سريع وسهل إن شاء الله.
وبالنسبة لطفلتك فعندما تبدأ بالبكاء عليك دوما التأكد من عدم حاجتها للرضاعة, ففي هذا العمر بالذات تختلف حاجات الأطفال بشكل سريع ومفاجئ للرضاعة، ويجب التأكد أيضا من عدم حاجتها لتغير الحفاظ, فإن لم تكن جائعة وكان الحفاظ نظيفا (حتى من البول) فهنا تأكدي من أنه قد يكون بسبب حدوث مغص وهو( يترافق عادة بعطف الفخذين والساقين على البطن وكثرة تحريكها) أو ألم في مكان آخر كالأذن مثلا: (تلامس بيدها منطقة الأذن وتفركها) أو أي علامة على وجود شيء مؤلم في مكان ما في الجسم.
فإن تأكدت من عدم وجود أي سبب واضح، فقد تكون طفلتك فقط بحاجة إلى أن تشعر بوجودك بقربها, وهنا ننصح في مثل هذا العمر بالعمل على تلبية هذه الحاجة, عكس ما هو شائع بين النساء، حيث يعتقدن بأن الاستجابة لبكاء الطفل وحمله ستؤدي إلى اعتياده على ذلك, فلقد تبين بأن الطفل الرضيع الذي تلبى حاجته العاطفية عندما يبكي فتحمله والدته أو والده ويضمه, سيشعر بالاطمئنان أكثر فيما بعد، وسيشعر بأن حاجاته تلبى مما يكسبه الثقة في المحيط الذي حوله, وفيما بعد سيخف بكاؤه لأنه سيشعر بالأمان.
إذا يا عزيزتي لا مانع بل ومن الأفضل في هذه المرحلة أن تلبي رغبات طفلتك وتهدئي من بكائها, فالبكاء بالنسبة لها هو طريقة التواصل الوحيدة التي تعبر بها عن حاجتها.
نسأل الله عز وجل أن يمن عليك وعليها بثوب الصحة والعافية دائما.