السؤال
السلام عليكم.
أنا من العراق، منذ فترة -وفجأة- أصبحت ابنتي تخاف عندما تكون وحدها في الليل، أو عندما تنام وحدها وأحست بوجود أحد، وترى حلما يتكرر دائما، وهو: أنها تحلم أنها تركض وشخص يركض وراءها، لكنها لا ترى أحدا، ولا من هو وراءها، ثم ترى بأنه يرفعها من رجليها ويسقطها على الأرض، ولخوفها تقرأ المعوذتين في الحلم, ثم تستيقظ.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حكيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت, وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يصرف السوء عن ابنتك، وأن يجنبك كيد شياطين الإنس والجن، وأن يرد عنها ظلم الظالمين, وحقد الحاقدين, واعتداء المعتدين, وكيد الكائدين، وأن يحفظها بما يحفظ به عباده الصالحين.
وبخصوص ما ورد برسالتك - أخي الفاضل الكريم – من أنك منذ فترة وجدت أن ابنتك أصبحت تخاف عندما تكون وحدها في الليل, أو عندما تنام وحدها تحس بوجود أحد، وترى حلما متكررا دائما، وهو أنها تركض وهناك أحد يركض وراءها، ولكنها لا ترى أحدا وراءها، ثم ترى بأنه يرفعها من رجليها ويسقطها على الأرض، ولخوفها تقرأ المعوذتين ثم تستيقظ.
أقول لك - أخي الفاضل الكريم - : إن هذه الحالة تدل على أن هناك نوعا من الاعتداء الجني على ابنتك، وهذا الجني المعتدي عليها قد يكون جنيا عاشقا، وقد يكون مسا عاديا، وقد يكون نوعا من الحسد, أو نوعا من السحر, أو العين، ولذلك أرى ضرورة عمل رقية شرعية لها، فإذا كانت تستطيع أن ترقي نفسها فذلك أفضل؛ لأنه مما لا شك فيه أن الإنسان يشعر بالألم أكثر من شعور غيره به، فلو استطاعت أن تقوم برقية نفسها بنفسها فهي تستطيع أن تقرأ الرقية من بعض الكتيبات, أو الكتب, أو المطويات التي توجد بها آيات وأحاديث الرقية، والأمر ليس سرا، وإنما يحتاج إلى قدر من الإخلاص فقط.
إن استطاعت أن تفعل ذلك بنفسها فحسن، وإن لم تستطع ذلك فمن الممكن أن تقوم أنت شخصيا بذلك, أو تقوم والدتها, أو يقوم أحد من أقاربها, من أرحامها برقيتها، إذا لم يتيسر ذلك فلا مانع من الاستعانة ببعض المشايخ الثقات المعروف عنهم التزام السنة في العلاج، ليقوم برقيتها في حضورك, أو حضور أي محرم من محارمها، وإن شاء الله تعالى هذا الأمر سهل ميسور؛ لأن الأمر الذي تعاني منه علاجه -بإذن الله تعالى- بكلام الله تعالى وكلام النبي - صلى الله عليه وسلم – وبإذن الله تعالى ما أن يتم القراءة عليها مرة واحدة حتى تستريح تماما, خاصة إذا وجدت أخا من إخواننا القراء الثقات الذين يعالجون وفق السنة، ولا يذهبون إلى أشياء من البدع, أو الخرافات, أو غير ذلك.
ولذا أقول إن الأمر سهل ميسور، إذا لم توجد لديكم كتب, أو كتيبات تتكلم عن ذلك فمن الممكن البحث في موقع جوجل عن الرقية الشرعية، وسوف تظهر أمامك عشرات المواقع التي تتكلم عن كيفية الرقية, وآيات الرقية, وأحاديث الرقية, ومحظورات الرقية، إلى غير ذلك من الأمور الطيبة النافعة التي تم استعمالها, مع الإخلاص, وحسن الظن بالله تعالى, فسوف تؤتي أكلها, وسوف يتم شفاؤها -بإذن الله تعالى- وتزول عنها هذه الأعراض تماما, وتصبح طبيعية جدا -بإذن الله تعالى-.
وعليها أيضا بأذكار النوم حين تبدأ في النوم، وقبل ذلك عليها بالوضوء, والنوم على طهارة، فإن ذلك نافع لها, وحصن حصين من تلك الأحلام, خاصة آية الكرسي, والمعوذتين, وسورة الإخلاص، وآخر آيتين من سورة البقرة، وقول (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق), وغيرها من الأذكار.
فعليكم بالبحث عن وسيلة من وسائل العلاج، إما أن تقوم برقية نفسها بنفسها، أو أن تستمع إلى أشرطة الرقية، أو أن تقوم أنت أو أمها برقيتها، أو تستقدموا لها من يرقيها في حضوركم، وأسأل الله العلي الأعلى أن يشفيها, وأن يصرف عنها السوء، وأن يعافيها من كل بلاء، وأن يجنبها الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يصرف عنها كيد شياطين الإنس والجن، إنه جواد كريم.
هذا وبالله التوفيق.