هل أقبل بخاطب خلوق وطيب القلب إلا إنه يؤخر صلاة الفجر؟

0 497

السؤال

بارك الله فيكم على هذا الموقع الرائع، وجزاكم جنات الفردوس الأعلى.

كنت قد أرسلت لكم استشارة، ولم تتم الإجابة بعد عليها، وأنا بانتظار الرد، لم أكن مستعجلة حين أرسلت الاستشارة الأولى، ولكن الآن حدث أمر جعلني أحتاج إلى الرد في أقرب وقت على هذه الاستشارة والتي قبلها، وأعتذر عن طلب تعجيل الرد، ولكني في أمس الحاجة إلى ذلك، ولكم جزيل الشكر على مجهوداتكم.

كنت قد استشرتكم في موضوع إرجاع خطبتي، والآن تقدم لي خاطب آخر، وأود أن أستشيركم في إرجاع خطبتي بالأول، أو الموافقة على الثاني أو رفضه.

الخاطب الثاني خلوق وطيب القلب وطموح ومتفوق، ومن تعامل معه يمدح حسن تعامله مع الناس، وهو يدرس الآن في الجامعة (بكالوريوس)، وسيتخرج هذه السنة - بإذن الله - وغالبا ما يستغل فترة الإجازات في العمل، وسألت من يعمل معه فأخبرني بأنه متفوق في عمله، بالإضافة إلا أنه يعمل خلال أيام دراسته في مجال التسويق عبر الانترنت، إلا أنني حين سألت عنه قيل لي: إنه يصلي صلاة الفجر صباحا بعد انقضاء وقتها، وحين سأله من وجده يؤخر صلاته عن ذلك قال: إنما الأعمال بالنيات! وقيل لي أنه يملئ هاتفه النقال بالمقاطع والصور الإباحية.

علما بأن الزواج لن يتم قريبا، وسيتم تأجيله إلى أن يتخرج ويستقر في العمل، وقد يحتاج ذلك إلى أكثر من سنة.

أتمنى الإجابة بأقرب وقت، فأنا بأمس الحاجة لاتخاذ القرار، شاكرة لكم حسن تعاونكم، وأعتذر مجددا على طلب تعجيل الرد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريح العبير حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فمرحبا بك ابنتنا العزيزة في استشارات إسلام ويب، نشكر لك تواصلك معنا وثقتك فينا، ونسأل تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به، وأن يرزقك الزوج الصالح الذي تقر به عينك وتسكن إليه نفسك.

نصيحتنا لك أيتها الكريمة أن تقارني بين الخاطبين من حيث الخلق والدين، وأن تختاري أحسنهما دينا وخلقا، فهذه وصية نبي الله صلى الله عليه سلم حين قال: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه) وسعادة الحياة الزوجية تقوم على هاتين الركيزتين: الركيزة الأولى (الدين) فإن الزوج إذا كان صاحب دين منعه دينه من ظلم زوجته وبخسها حقوقها، والركيزة الثانية (حسن خلقه) فإذا كان صاحب خلق حسن دعاه ذلك إلى حسن العشرة مع زوجته، وما عدا هذا من المواصفات في الزوج فإنها لا تؤثر كثيرا في سعادة حياتهما.

ومن ثم فنصيحتنا لك أن تقارني بين هاتين الصفتين، مع من ترغبين فيه من الصفات الأخرى في الزوج، فإن الله عز وجل فطر المرأة على حب صفات في الرجل، كما فطر الرجل أيضا على حب صفات في المرأة، فلا حرج عليك في أن تتخيري أكثرهما قبولا عند نفسك، لكن نصيحتنا لك أن تجعلي دين الرجل وخلقه هي الركيزة الأولى التي تفضلين فيها بين الرجلين.

ونحن على ثقة أنك إذا استخرت الله تعالى وسألته بصدق واضطرار أن يقدر لك الخير وييسره لك حيث كان فإنه سبحانه وتعالى لن يردك خائبة.

كما ننصحك أيضا باستشارة من يعرف الرجلين من قراباتك ومحارمك، ولا شك أن من كان أكبر منك سنا فإنه أعرف منك بالحياة وبأهلها، ولذلك نصيحتنا لك أن لا تغفلي مشورة من يشير عليك من أهلك كالوالدين ومحارمك الرجال الذين يعرفون أحوال الرجلين، وإذا تحريت بقدر استطاعتك في هذه الجوانب، فإننا نأمل من الله سبحانه وتعالى أن يوفقك لحسن الاختيار، وأن يقدر لك الخير، وكوني بعد ذلك راضية مطمئنة بما يقدره الله عز وجل لك.

أما ما ذكرت من الصفات في هذا الخاطب الثاني، فإن هذه الصفات فيها الخير الكثير من صفاته، كونه يصلي ويواظب على الصلوات، ولا يضيع إلا صلاة الفجر بسبب النوم، ربما يكون معذورا في هذا التضييع، فلا ينبغي أن يكون هذا سببا لرده ورفضه.

أما ما قد يقع فيه من بعض الممارسات بسبب طيش الشباب المعهود عند كثير من الشباب، فإن هذا لا ينبغي أن يكون سببا لرده وحده إذا كان الآخر يماثله أو يقاربه في هذه الصفات، فإذا وجدت في نفسك رغبة في هذا الشاب فما ذكر من الصفات لا ينبغي أن يكون مانعا وحائلا دون القبول به، مع بذلك بعد ذلك ما بوسعك من المحاولات لإصلاحه وإصلاح نفسك، ونسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان وييسره لك.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات