السؤال
أنا فتاة عمري 25 عاما، تقدم لخطبتي شبان كثر، لكني لم أر فيهم ما يجعلني أرتبط بهم، مؤخرا طلب يدي شاب ارتضيت دينه وخلقه وكفاءته العلمية والاجتماعية، لكنه يعمل ببنك ربوي، فاشترطت عليه ترك عمله المحرم؛ رحب بالشرط وأشاد بحرصي على ديني، قطع لي عهدا أنه لن يتزوج بغيري، وأنه سيعاود خطبتي فور حصوله على وظيفة أخرى، كل هذا تم برضى الأهل، لكن ما إن مر شهر حتى أرسل إلينا أهله أن ابنهم قد عقد قرانه مع فتاة أخرى بمحض اختياره، صدمت وأسرتي بالخبر، وبلغ أثر الصدمة في نفسي حتى جعلني محبطة، أفقد الثقة في جميع الرجال مهما بلغت درجة صدقه، رغم حسن ظني بالله، ويقيني بإنه سيعوضني خيرا منه؛ ينتابني خوف شديد من إدراجي في لائحة العوانس فقد قل خطابي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سهام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
شكرا لك على السؤال، ولو سألتني من قبل لنصحتك بالزواج منه، ومن بعد يمكن أن يغير عمله بالطريقة المناسبة، فليس من السهل أن يغير الشاب عمله، وخاصة في مثل هذه الأيام، وارتباطك به في حينها لا يعني موافقتك على عمله بالبنك الربوي، والآن حدث ما حدث، والخيرة فيما اختاره الله.
لا شك أن تصرف هذا الشاب وأسرته بهذه الطريقة فيها ما يعيب، فالإنسان عند عهده ووعده، وكان الأولى أن يتصرفوا بطريقة مختلفة، ولكن هذا لا يصم كل الشباب وكل الأسر وكل الناس بالخطأ، والإسلام علمنا أنه {ولا تزر وازرة وزر أخرى}.
من المتفهم أنك أصبت بالصدمة، وهذا ما ستشعر به أي فتاة في مكانك، وخاصة أنه كان قد تقدم لك العديد من الشباب، ولم تقبلي حتى تقدم هذا الشاب والذي ارتحت لدينه وكفاءته، فهذا ربما مما زاد لديك شعورك بالصدمة، وخاصة بعدما وعدك بأنه لن يتقدم لخطبة فتاة غيرك.
أقول إن هذه المشاعر متفهمة تماما، حيث يشعر الإنسان في مثل هذه المواقف بالرفض من قبل الآخر، وإن لم يكن هذا بالضرورة صحيحا، فلربما راجع الشاب أموره ورأى أنه مثلا لا يستطيع الآن، ومع هذه الأزمة الاقتصادية التي تجتاح العالم، شعر أنه غير قادر وفي هذه الظروف على تغيير عمله، وأمامه تكاليف الخطبة، ومن ثم الزواج وتأسيس أسرة جديدة، فموقفه ليس رفضا شخصيا لذاتك، بقدر ما هو تكيف مع ظروفه الخاصة، وخاصة أنه كان قد أعجب بك، ورضيك خطيبة له من دون كل الفتيات.
إن ما تمرين به الآن هي حالة من الصدمة وإعادة التكيف مع ظروف الحياة، وهي فترة من الوقت، وستعود إليك ثقتك في نفسك وبالشباب والناس عموما، وخاصة بعد أن يخف ألم ما حدث، وما يمكن أن يطمئنك أنه قد تقدم ويتقدم إليك العديد من الشباب.
وفقك الله لكل خير، وكتب لك خطبة، ومن ثم زواجا ناجحا، وبمهنة للزوج ترتاحين بأنها مهنة حلال، وجزاك الله خيرا على حرصك على المال الحلال، وهذا لن يضيع عند الله تعالى {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا، وإن الله لمع المحسنين}.
وبالله التوفيق.