السؤال
أنا امرأة متزوجة منذ ثلاث سنوات برجل أهلي عارضوا زواجي منه؛ لأن أمي حلفت وقالت لن أتزوج بابن منطقتي، وأراد الله أن أتزوجه، وحملت منه في ليلة زفافي، ورزقني الله بصبي -ما شاء الله- أسميته مصعب، لكن حياتي مع زوجي منذ الأيام الأولى في جحيم، لم أستطع التأقلم مع عاداتهم وتقاليدهم، وأصبحت في صراع دائم مع زوجي، وأصبح يشتمني ويشتم أهلي، ودعا على أخي في بيت أهلي لأنه عديم المسؤولية.
وأنا أسكن مع أهله في بيت واحد، ولدي شقة فقط، وأنا من شدة انتقاداته السلبية أنني إنسانة مهملة وغير منظمة أصبحت أكره العيش معه، ولا أريد المكوث في بيته، وأختلق أتفه الأسباب للذهاب إلى بيت الأولياء، وهو الآن يشتمني أمام ابني الذي أصبح عمره عامين وسبعة أشهر، وأنا حامل في الشهر السابع، وأنا خائفة أن يبقى على هذا الحال، وهو يريد أن يأخذ المال الذي أجنيه من عملي، على الرغم أني أصرفه على بيتي وابني وحالي، وهو يتهمني بالتبذير.
وقد طلبت منه الطلاق عدة مرات، والآن لا أدري ما الحل؟
أرجوكم, أنا أختكم في الله, ساعدوني في إيجاد طريقة للتعامل معه, وحماية نفسي التي أصبحت أحتقرها لشدة احتقاره لي، وخوفي أن ولدي لا يحترمونني عند كبرهم، وأرجو أن تدعوا لي بإصلاح الحال، وأريد منكم أن تدلوني على طريقة لتنظيم وقتي في العمل وفي البيت، وأن تدعوا لي بولادة سهلة، وأن يرزقني المولى بصبي صالح ومعافى.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أشكرك على تواصلك معنا، وإن شاء الله تعالى سنعينك للخروج من أزمتك هذه.
نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يخفف عليك ولادتك، ويرزقك الذرية الصالحة، وأن يصلح لك زوجك وولدك.
بالنسبة لمشكلتك مع زوجك: أنت تقولين أن عادات وتقاليد الزوج تختلف عنكم، رغم أنكم من منطقة واحدة، ومهما كانت العادات والتقاليد مختلفة فلا تكون السبب الرئيس في نشوب اختلافات ومشاكل بينكما، ولكن أظن -والله أعلم- أن البداية في الاختيار لم تكن صحيحة، قد يكون هناك اختلاف في المستوى العلمي, أو المستوى الثقافي, أو حتى المستوى الاجتماعي.
والخطأ الكبير هو: عدم وجود جسر تواصل وتفاهم من البداية، وكان من الأولى والأحرى أن تفهما بعضكما البعض من البداية، وأن تحل المشاكل من بدايتها قبل أن تتراكم وتتفاقم، ولكن قدر الله وما شاء فعل.
وعليك -أختي الفاضلة- أن تصبري، ولا تقولي صبرت كثيرا؛ فالحياة الزوجية تحتاج إلى تجديد الصبر كل يوم.
ثم لا بد من الحوار مع زوجك، وإياك أن تخرجي أسرار البيت إلى الآخرين، وخاصة أهلك، واعلمي أن بيتك أمانة، ومهما حدث مع زوجك فحافظي على أسرار بيتك، إن لم يكن عليك ضرر، والمشاكل في الحياة الزوجية عبارة عن بهارات الحياة، ولا يمكن أن يستساغ الطعام بدون بهارات، وكذلك الحياة الزوجية فيها من الصراع في الأفكار والصراع في وجهات النظر، وكل هذا الاختلاف لا يفسد الحياة الزوجية، ولا يفرق بين الزوجين ، بل بالعكس يزيد من تقاربهما.
واعلمي أن هناك مفاتيح في الحياة الزوجية نستخدمها، فأحيانا قد ينفع مفتاح ولا ينفع الآخر، فأنت أقرب وأدرى بزوجك ، فانظري إلى أي مفتاح تستطيعين به التقرب إلى زوجك وفتح قلبه وعقله، ماذا يحب زوجك؟ وماذا يكره؟ فإذا أنت عرفت هذه المهارات فستستطيعين أن تخففي من المشاكل بينك وبين زوجك.
ولا تنسي موضوع العبادات، فلا بد من المحافظة على الصلوات وقراءة القرآن والأذكار، وأنت تعلمين أن الحياة الزوجية بدون إيمان تعتبر حياة خاوية خالية من الحياة، يجب أن تشجعي نفسك وزوجك على المحافظة على العبادات.
اجعلي نصب عينيك دائما تربية وإعداد الأولاد، ولا تفكري في نفسك فقط، فالأولاد بحاجة إلى أب وأم، ومتى نقصت حلقة من حياتهم فسيؤثر ذلك على حياتهم، وينعكس عليهم بالسلب، فاصبري من أجل تربية أولادك، ولا تقولي تعبت فالحياة كلها تعب، والعاقل من تخطى هذه المتاعب بنجاح.
حاولي أن ترتبي حياتك، ولا يكون عملك على حساب بيتك وأولادك، وأعطي كل ذي حق حقه، وإياك أن تنقلي هموم العمل إلى البيت، فزوجك وأولادك محتاجون إلى زوجة وأم تنظر إلى مطالبهم، وليس إلى موظفة.
وأخيرا: أريدك أن تتركي باب الأمل مفتوحا، ولا تيأسي ولا تقنطي من رحمة الله تعالى فالفرج سيأتيك، وزوجك سيتغير -بإذن الله تعالى- إذا أنت غيرت تعاملك معه، واستخدمت المفتاح الحقيقي الذي يفتح قلب وعقل زوجك.
وبالله التوفيق.