السؤال
أنا -يا شيخ- فتاة في الخامسة والعشرين من عمري, مخطوبة منذ سنتين لشاب ميسور ماديا, لكنه أقل مني في المستوى التعليمي والثقافي, وحتى في الالتزام الديني, هو طيب معي, ويحبني, لكن المشكلة أنه وقعت بيننا العديد من التجاوزات, ووقعنا في الكثير من الذنوب, وكل مرة نتوب, ولكنه يعود إلى الذنب, وأنا في كل مرة أقرر أن أتركه؛ لأنه لا يستطيع أن يمسك نفسه عن ارتكاب المعاصي, وأنا أريد أن أتوب توبة نصوحا, ولكني أضعف في كل مرة عندما أتذكر طيبته معي, ومن ناحية أخرى فعندما أعود إليه أحس أني لا أريده زوجا لي -خاصة أن مستواه التعليمي والثقافي لا يرضيني- لذلك أنا في حيرة من أمري هل أتركه أم أواصل معه؟
آسفة للإطالة, وأرجو إجابتي في أسرع وقت ممكن؛ فأنا لا أستطيع فعل أي شيء غير التفكير في هذا الأمر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ سنية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فمرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب, نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان, ويرضيك به.
ونصيحتنا لك -أيتها الكريمة- أن لا تجعلي من الفارق بينك وبين خطيبك في المستوى التعليمي سببا للنفور منه، أو مدخلا للشيطان يحاول من خلاله إيجاد الوحشة بين قلبيكما, ونفرة كل منكما من الآخر، فإن تدني مستوى هذا الخاطب عنك لن يحول أبدا دون قيام حياة زوجية سعيدة, ما دامت مبنية على تقوى من الله ورضوان.
وأهم ما ينبغي للمرأة أن تختاره في زوجها: أن يكون صاحب دين وخلق، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه).
وهاتان هما الركيزتان الأساسيتان لقيام حياة زوجية سعيدة؛ فإن دين الزوج يمنعه ظلم زوجته، وحسن خلقه يدعوه إلى حسن معاشرتها، وما عدا ذلك عوارض وأمور تطرأ وتزول, لا ينبغي أن تكون مقياسا تقيس به المرأة من تختاره زوجا لها.
ومن ثم فنحن ندعوك إلى مواصلة الطريق, وإبرام عقد الزواج - إذا لم يكن قد تم قبل ذلك - ولعل الله تعالى أن يقدر لك في هذا الزوج الخير، كما قال الله تعالى: {وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون}.
ولكننا في الوقت ذاته -أيتها الكريمة- ندعوك وننصحك - وهي نصيحة من يحب لك الخير, ويتمنى لك السعادة - أن لا تفتتحي حياتك الزوجية بمعصية الله, والوقوع في سخطه، حتى لا يغير الله عز وجل عليك عيشك من سعادة إلى تعاسة؛ فإن معصية الله تعالى سبب جالب لكل شر, وموقع في سخط الله، وسخط الله لا تقوم له السموات والأرض فكيف بك أنت.
فلا تغيري نعمة الله عليك بمعصيته، وجاهدي نفسك بالوقوف عند حدود الله، والخاطب لا يزال أجنبيا عن مخطوبته، ومن ثم فعليك أن تعامليه معاملة الأجنبي؛ فلا يجوز أن تضعي الحجاب أمامه، ولا أن تختلي به، ولا أن تمكنيه من لمس جسدك، إلى غير ذلك من الذرائع التي حرمها الله عز وجل مما تدعو إلى الفساد.
ونحن على ثقة -أيتها الكريمة- بأنك كلما وقفت عند حدود الله, وامتنعت عما حرم الله عز وجل عليك أن ذلك يعود عليك باحترام هذا الخاطب, وتوقيره لك, واعترافه بقدرك؛ فإن قدرك في قلبه في الحقيقة بقدر عفتك وحيائك، وكلما كنت أكثر عفة وحياء كان مقامك أكبر, وحبك في قلبه أكثر، فحاولي أن تبني حياتك الزوجية على رضوان الله تعالى, وعلى طاعته حتى تسعدي في دنياك وفي آخرتك.
نسأل الله تعالى أن ييسر لك كل الخير، ويقدر لك الخير حيث كان, ويرضيك به.