السؤال
أنا حاليا حامل بالشهر السادس، وكنت قبل الزواج أعاني من الشعرانية، لدرجة أنه من الممكن أن ينبت الشعر ثاني يوم مباشرة، ذهبت لعدة أطباء، وعملت التحاليل اللازمة، وكانت النتيجة أن كل الهرمونات كانت بنسب طبيعة، ولا يوجد أي عرض مرضي يسبب الشعرانية، ورفضت الدكتورة إعطائي أي أدوية أو هرمونات حتى لا تؤثر فيما بعد على الحمل بعد الزواج، لأني كنت سأتزوج بعدها بـ 6 أشهر.
لاحظت أن الشعرانية بدأت تخف بطريقة ملحوظة من الشهر الثالث في الحمل، فهل هذا بسبب الزواج وتغيير الهرمونات؟ أم لأنني حامل بأنثى؟ وأهم سؤال يا دكتور هل بعد الولادة ستعود الشعرانية مرة أخرى؟ أم ستبقى الهرمونات على هذا الوضع؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آمال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن الاضطرابات الهرمونية لها أشكال ولها درجات، فعلى حسب الاضطراب تكون النتيجة التالية لهذا الاضطراب، فهناك اضطرابات تؤدي إلى زيادة الشعر عند الأنثى، وهذه الاضطرابات تختلف في شدتها وتأثيرها، فمنها ما يكون عارضا وبسيطا، وعلاجه ميسور عن طريق بعض الحبوب ولعدة دورات فقط، ومنها ما يكون شديدا ومعندا على العلاجات بأشكالها.
من جهة أخرى فإن الحمل يحتاج لظروف هرمونية خاصة هي التي تؤدي إلى إما منع الحمل، أو استمرار الحمل وثباته، وهو ما يعني أن هناك اتزانا هرمونيا، وهذا الاتزان الهرموني أثناء الحمل يعني أن التبدلات التي أحدثت الشعرانية قبل الحمل ليست بالقوة التي تمنع حدوث الحمل، ولذلك تم الحمل، كما أن الاتزان الهرموني المناسب للحمل هو الذي أدى إلى غياب مظاهر اضطراب الهرمونات، والتي منها الشعرانية.
إن الزواج بحد ذاته ليس سببا رئيسيا في تصحيح الاتزان الهرموني، ولكن الحمل والذي لا يتم إلا بظروف هرمونية مناسبة هو الذي حصل بسبب التوازن النسبي وأدى إلى مزيد من التوازن أثناء الحمل، وأثناء الحمل يكون هناك اتزان هرموني أقرب إلى الصواب المطلوب، ولذلك انتهت مشكلة الشعرانية عندك مع الحمل، وبعد الولادة هناك احتمالان:
- إما أن يستمر هذا التوازن مع تغير المكونات، وعندها لا يعود الشعر للظهور.
- وإما أن يعود الهرمون كما كان قبل الولادة، وعندها تعود الشعرانية كما كانت.
- وهناك احتمال رمادي متماوج بين هذين الاحتمالين (الأبيض والأسود) ولكننا نستبشر ونتفاءل ونتوقع الأحسن -بإذن الله-.
الجواب اليقيني هو ما سيحدث بعد الولادة، ولا يمكن التنبؤ به، وسيكون تدريجيا، على كل الأحوال ومن جهة أخرى فإن وجود الشعر الكثيف قبل الحمل مع هرمونات طبيعية له دلالة جيدة، حيث أن الهرمونات طبيعية، وهذا ما أدى إلى حدوث الحمل، بينما لو كانت الهرمونات غير طبيعية لأدى ذلك إلى احتمال عدم حدوث الحمل.
والله ولي التوفيق.