السؤال
السلام عليكم.
أكتب إليكم وكلي حسرة على ما أصاب أهل بيتنا من سحر شمل كل أفراد البيت تقريبا، فأمي لسانها مربوط، ووجهها كريه مؤذ، ينفر الشخص، تشعر أنها ليست في وعيها، والمصاب الثاني أخي الصغير عن طريق سحر شمه في البخور الذي يحبه، وهو مربوط عن زوجته منذ سنين ويتعالج، والثالث زوجته سحرته لتسخيره لوالدتها، ودائما هو معهم، وسحر بعدم الشعور بما تعمل زوجته من وراء ظهره: من السفر، ومقابلة السحرة لعمل السحر، والدليل أن البيت فيه قطط، وحشرات، وفئران، وهي دائما تأتي آخر شخص لتناول الطعام، وإناؤها معزول، ورأيت أخي المتوفى يقول عن زوجته: (فلانة بنت فلان) غير سوية؛ كأنه يحذرني، وهي دائمة السفر بحجة العلاج إلى الأردن وغيرها.
شقيقتها دائما معها، وذراعها اليمين -حسبنا الله ونعم الوكيل-.
السؤال: كرهت أن أزور أمي، ولا أحب أن أزورها، ولا أحب أن أكلمها، فكل أسرارنا تخبرها بها، ما الحل؟ وبناتي منعهم والدهم من الذهاب لأهلي؛ لأن الذي أصابني ليس بالسهل فهو سحر أرحام، لقد أصبحت مثل المجنونة، ولست التي في البيت إنما الجني سيطر علي، أصبح البيت لا يطاق، ولكن من كان مع الله كان الله معه.
ما لنا إلا الله، لا حول ولا قوة إلا بالله.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ sameera حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت، وعن أي موضوع، ونسأل الله العلي الأعلى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يصرف عنك وعن أسرتك كل سوء، وأن يعافيكم جميعا من كل بلاء، وأن يرد عنكم كيد الكائدين، وحسد الحاسدين، وطمع الطامعين، واعتداء الظالمين.
وبخصوص ما ورد برسالتك -أختي الكريمة الفاضلة- فإنه مما لا شك فيه أن المشاكل التي وردت برسالتك ليست بالأمر الهين، والسحر -كما لا يخفى عليك- له تأثيره الخطير على حياة الناس؛ حيث إنه يدمر الاستقرار والأمن والأمان، بل وقد يؤدي إلى تعطيل بعض أجهزة الإنسان وأعضائه، وقد يفرق السحر بين المرء وزوجه، بين الرجل وزوجته، وبين الأخ وأخيه، وبين الأب أو الأم وأبنائهم، وهذا مشاهد معلوم لا يخفى على أحد، ولكن -بفضل الله تعالى ورحمته- فإن الله تبارك وتعالى ما خلق داء إلا وجعل له دواء، كما أخبرنا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، بل كما قال الله تعالى: {ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين}.
والذي أنصح به -أختي الكريمة الفاضلة- إنما هو ضرورة عمل رقية شرعية لكل المجني عليهم، ولكل أفراد الأسرة؛ لاحتمال أن يكون هناك بعض الأفراد لا يبدو عليه شيء، ولكنهم في حقيقة الأمر يعانون؛ فأنا أرى -بارك الله فيكم- أن تقوموا أولا بإجراء الرقية الشرعية بأنفسكم، إن استطعت أن تقومي برقية نفسك وأولادك وبناتك وزوجك، وأيضا مساعدة والدتك وإخوانك، فهذا حسن؛ لأن الأمر ليس فيه شيء خاص، وإنما الأمر في منتهى السهولة واليسر، آيات معلومة من كلام الله تعالى، أحاديث من سنة النبي -صلى الله عليه وسلم-، ويحتاج الأمر إلى إخلاص.
إذا كنت ترين في نفسك عدم القدرة على ذلك فلا مانع من أن تستعيني بأحد أقاربك وأرحامك، خاصة من الرجال؛ لأن لديهم قدرا من القوة القلبية التي تؤهلهم للقيام بذلك.
إذا لم يكن متيسر وجود الأخ الرحم الذي يستطيع أن يقوم بذلك، فلا مانع من الاستعانة ببعض الرقاة الشرعيين المتميزين الثقات الذين يعرف عنهم أنهم يعالجون بطريقة صحيحة، ولا يستعملون أشياء مشكوكا فيها أو محرمة، ونحن -ولله الحمد والمنة- في دولة قطر لدينا عدد لا بأس به من الرقاة التابعين لإشراف وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، فمن الممكن أن تتصلي على إدارة شؤون المساجد وهم سيزودونك بأسماء الرقاة والمشايخ المتخصصين في هذا الأمر -بإذن الله تعالى-.
تحتاجون أيضا بجوار الرقية الشرعية إلى الدعاء، والإلحاح على الله تعالى أن يعافيكم من ذلك، وأرجو أن لا نعطي الأمر أكبر من حجمه؛ فإني أخشى أن تكون هذه وساوس تعمل في رأس الأخت الفاضلة (سميرة)؛ لأن الأمر ليس بالسهولة التي تتصورينها، ولكن أقول: لا مانع من عمل رقية شرعية لك ولكل أفراد الأسرة؛ فإذا كان فيك من شيء فسوف يذهبه الله تبارك وتعالى ببركة كلامه المنزل على النبي -صلى الله عليه وسلم-، وكلام نبيه صلوات ربي وسلامه عليه الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى.
فإذن تقومون جميعا بعمل رقية شرعية، على أن تكوني أنت أيضا على رأس القائمة باعتبار أنك تخافين أن يحدث لك مكروه، وقد يكون قد حدث لك بعض الأشياء فعلا، ولكنك لا تذكرين أو لا تشعرين.
فأرى -بارك الله فيك- ضرورة عمل رقية شرعية للجميع، وبإذن الله تعالى سوف تعود المياه إلى مجاريها، وسوف يصرف الله تبارك وتعالى عنكم هذا السوء في القريب العاجل -بإذن الله جل وعلا-؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم بشرنا بذلك، وبشرنا الله تبارك وتعالى بذلك، والرقية -كما تعلمين- إذا لم تفعل فهي قطعا لن تضر؛ لأنها من كلام الله تعالى وكلام النبي المصطفى محمد -صلى الله عليه وسلم-.
أسأل الله تعالى أن يصرف عنكم كل سوء، وأن يعافيكم من كل بلاء، وأن يجنبكم كيد شياطين الإنس والجن، وأن يثبتنا وإياكم على الحق، وأن يهدينا جميعا صراطه المستقيم، إنه جواد كريم، هذا وبالله التوفيق.