السؤال
أنا شابة في عمر 26 سنة، أحببت شخصا لمدة أربع سنوات، وفعلنا كل شيء من خلال النت الحب والجنس، وتركني هذا الشاب بعد هذه الفترة، وكنت أقضي معه اليوم كله.
كنت لا أخرج بسببه، وأسهر معه، وأستيقظ معه، وكعادة الشباب تركني وخدعني وتزوج، أنا الآن مكتئبة لأنه تركني أعيش في فراغ، رغم أني أعمل، ولكن هناك فراغ أيضا بعد العمل، وأحس بالذنب مع ربي.
هو سعيد بزواجه، وأنا وحيدة بعد فقداني كرامتي وثقتي من أهلي، وأيضا انحرفت عن طريق الله، وحالي تسوء، ولا أريد أنا آكل، ولا أشرب، ولا أخرج، أريد أن أبكى فقط، وأدعي عليه بعدم التوفيق.
ماذا أفعل لأخرج من هذا الفترة الكئيبة؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بسمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فأهلا بك في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك من كل مكروه، وأن يغفر لك إنه جواد كريم.
وبخصوص ما سألت عنه فلا شك أن ما قمت به من أمر لا يرضي الله عز وجل، وخطيئة تستوجب التوبة والندم الشديد على ما فعلت والعزم الراسخ على عدم العودة، وثقي في أن الله غفور رحيم يقبل دعوة المضطر إذا دعاه، ويغفر لمن أساء إذا رجع إليه نادما معترفا بذنبه مقبلا عليه.
وأما الجرح الذي وجدت ألمه في قلبك، والحزن الذي بدى على أفعالك تجاه هذا الشاب الذي لم يتق الله فيك، وسؤالك عن كيفية الخلاص من هذا الشعور المتملك عليك، فأنصحك بعدة أمور:
أولا: الإيمان التام بأن الله يقدر لعبده الخير، وأن قضاءه له فيه حكمة، وما دام الله قد صرفه عنك، فهذا هو الخير لك لا محالة، وقد أنبأنا القرآن عن ظن العبد الخير في شيء وهو شر، والعكس، وعن حب العبد الأمر وهو شر {وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم} فكيف سيكون الحال لو تزوجت ذلك الشاب؟ فربما تدخلين نفسك في دائرة الذل والشك والهوان، وعدم الاستطاعة على البوح، أو الحديث خوفا من طوفان ذلك الماضي المدمر، الذي صار كابوسا، غير أنه لا صباح له.
ثانيا: الانشغال بالله عز وجل، والبحث عن مرضاته، وكثرة ذكره، يصرف عنك الاكتئاب، والتفكير فيما مضى.
ثالثا: الانخراط في العمل الاجتماعي، والتعرف على بعض الأخوات الصالحات التقيات، وحضور اللقاءات الدعوية التربوية، كلما حانت لك الفرصة، هو أمر سيساعدك كثيرا على التغلب على ما تجدين.
رابعا: الدعاء في صلاة الليل أن يصرف الله عنك ما تجدينه من هم وغم، وأن يرزقك حلاوة الإيمان الذي تجدين طعمه في قلبك، كما قال النبي صلي الله عليه وسلم: (ذاق طعم الإيمان ...... أين تكلمة الحديث؟؟؟) فالإيمان له طعم يجده المسلم ما اكتملت الطاعة في قلبه.
خامسا: عدم تمني السوء لأي مسلم، فماذا تستفيدين إذا حلت بالشاب نازلة؟ أو وقعت عليه مصيبة؟ هل سيتغير حالك ويصلح أمرك؟! اتركي عنك هذا الأمر، وسلمي لله أمرك، وسلي الله أن يرزقك الزوج الصالح الذي تسعدين به في دنياك وأخراك.
وفي الختام نرجو منك ألا تخبري أحدا من أهلك أو صديقاتك بما حدث، واكتمي الأمر عن الناس، فهذا خير لك، ولقد سرنا مراسلتك لنا كثيرا، وفي انتظار المزيد من رسائلك واستفساراتك.
والله ولي التوفيق.