السؤال
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته،،،
أخي الدكتور محمد عبد العليم: أحب أن أشرح لكم حالتي الغريبة، وأتمنى أن تصفوا لي العلاج لحالتي، أنا إنسانة حساسة، مررت بحياة مضطربة نوعا ما، ولكني الآن متزوجة منذ شهرين، منذ أن كنت صغيرة إذا حصل أمر ما أحس أنه صار منذ زمن بعيد، حتى أني أقوم وأمشي للتأكد من أني على أرض الواقع، وعندما ذهبت إلى بيت زوجي ودخلت غرفة النساء، شعرت أني قد جلست فيها من قبل، مع العلم أنني أول مرة أدخلها.
دائما أحلم وأنا نائمة بأحلام مزعجة، فمثلا أحلم أن كواكبا ونجوما سوف تسقط علينا، مع العلم أني أخاف خوفا شديدا، وأغلق الغرفة وأطفئ الأنوار لأتذكر القبر، وأخاف عندما يذهب زوجي إلى أهله ويتركني وحدي، علما بأنه لا يتأخر إلا ساعة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سلوى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
إن الشعور بالتأقلم والتعود على مكان غريب أو الشعور بالغرابة في مكان مألوف هي حالة نفسية معروفة ترتبط بنوع معين من القلق النفسي، وتكون هنالك أيضا سمات وسواسية، وكذلك بعض المخاوف، وهذا هو الذي تعانين منه، وكثرة الأحلام قد تكون أيضا ناتجة من هذا القلق، إذن حالتك هي حالة ما يعرف بقلق المخاوف الوسواسية، وهي إن شاء الله تعالى حالة بسيطة جدا.
أنت انتقلت الآن إلى مرحلة جديدة في الحياة، وهي الحياة الزوجية، والتي يجب أن تكون محفزة لك، كيلا تقلقي، وأن تعيشي حياة طيبة مع زوجك، وأن تهتمي بشؤون بيتك وبشؤون الزوج، واصرفي انتباهك عن هذا الفكر السلبي، تجاهليه تماما، والخوف يعالج بالتجاهل، وأن نفعل ما هو ضده، وتذكري دائما أنك في معية الله إن كنت في حضور زوجك أو في غيابه، أو كنت في الغرفة لوحدك، يجب أن تحطمي هذه الأفكار، ولا تتبعيها، وتجاوزيها تماما.
المخاوف بالنسبة لأسبابها أو العوامل التي يمكن أن تؤدي إليها: لا توجد حقيقة أدلة يقينية وقاطعة حول الأسباب والعوامل، لكن دراسات كثيرة أشارت عن التنشئة والتربية والتعرض للمخاوف في الصغر وشخصية الإنسان ربما تلعب دورا في أن تكون هي العامل أو السبب في هذه المخاوف، لكن نشاهد بعض الحالات أو معظم الحالات لا نجد أي تاريخ سابق يشير على أن الإنسان كان قد تعرض لخوف أو لظروف تربوية غير مواتية.
فإذن هذا يدعونا لأن نتجاهل الأسباب، وأن يعيش الإنسان حياته بقوة وأن يحقر فكرة الخوف، ويصرف انتباهه إلى ما هو أفضل.
حالتك تتطلب تناول علاج دوائي بسيط مضاد للمخاوف، يمكن أن تتحدثي مع زوجك حول هذا الموضوع، ولا أتصور أنه يوجد أي حرج في هذا السياق.
يفضل أن تذهبي إلى الطبيب النفسي، فهذا جيد، فإن قبل زوجك أن تتناولي أحد مضادات المخاوف ومن أفضلها عقار يعرف تجاريا باسم (زيروكسات) ويعرف علميا باسم (باروكستين) والجرعة المطلوبة بسيطة في حالتك، وهي أن تبدئي بنصف حبة، تناوليها يوميا بعد الأكل، استمري عليها لمدة عشرة أيام، بعد ذلك ارفعيها إلى حبة كاملة، يوميا، استمري عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفض إلى نصف حبة يوميا لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء، وهو دواء ممتاز وفاعل وسليم، لكن لا ننصح باستعماله في أثناء الحمل خاصة الشهور الأولى.
نصيحتي لك أيضا أن تحرصي على التواصل الاجتماعي، زوري أرحامك، كوني أكثر برا بوالديك، الانضمام لحلقات تلاوة القرآن مع النساء ففيها خير كثير جدا، وتبعث في الإنسان الطمأنينة وتجعله يواجه المخاوف دون قلق أو خوف.
نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.