السؤال
السلام عليكم.
س1: ثمة حديث نبوي عن الرسول صلى الله عليه و سلم أنه على الشخص قبل أن يجامع الزوج زوجته أن يبعث برسول, وهو القبلة, فهل القبلة المقصودة هنا تلك العادية أم تلك التي في الفم؟
س2: هل القبلة في الفم بين الزوجين (كما شاهدتها مرة صدفة بين رجل و امرأة وأنا أقلب قنوات التلفاز) موجود في الإسلام؟ أم هو فعل مقتبس من الحضارات الأجنبية؟ حيث إن الشباب يتحدثون عن هذا الأمر وكأنه ممنوع ومكروه في ديننا, وثقافتنا، ويتساءلون فيما ينهم أنهم عندما يتزوجون هل سيقومون بذلك أم لا؟ واعتقادهم أنه مكروه في الإسلام مع شوقهم لتجربة هذا الفعل كما رأوه -مع الأسف- قد يدفعهم إلى قرار داخلي بالتجرد من الانتماء لحضارتنا في أمر التقبيل لكي يستبيحوا تجربته، وتعلمون أن المرء إذا استباح شيئا فلن يمنعه ذلك من استباحة شيئين أو ثلاثة، أقصد أنهم بعد التجرد من الحضارة في هذا الأمر قد يتجردون مستقبلا من الحضارة في أشياء أخرى قد تكون محرمة!
س3: هل القبلة في الفم بين الزوج وزوجته هو أمر فطري يحدث تلقائيا مثل الجماع, أم هو فعل ابتدعه الإنسان؟ وهل فيه متعة؟
س4: يقولون إنه من المستحسن أن يقبل الزوج زوجته من حين لآخر كالتقبيل عند الخروج والدخول إلى البيت, فهل المقصود التقبيل في الفم؟ وهل يكون التقبيل بين الزوجين طبعا من غير أن يراهما أحد على هذا الشكل دائما؟
أرجو ذكر كل شيء تعرفونه عن موضوع التقبيل في الفم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مؤمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن الإسلام ما ترك شيئا إلا ودلنا عليه، ولا ترك شرا إلا وحذرنا منه، وكذلك رسولنا صلى الله عليه وسلم لم يكتم شيئا –وحاشاه- وهو الأمين الصادق، ومرحبا بك وبإخوتك من الشباب، ونسأل الله أن يصلحكم, وأن ينفع بكم.
ولقد ورد في السنة أن النبي صلى الله عليه وسلم قبل عائشة, وقبل أم سلمة, وقبل صفية، بل كان يمر على أزواجه بعد العصر فيقترب ويقبل حتى يصل إلى صاحبة النوبة فينام عندها.
وقال لجابر بن عبد الله رضي الله عنه" هلا بكرا تلاعبها, وتلاعبك, وتداعبها وتضاحكها، وتضاحكك"، وفي بعض الروايات "أين أنت من العذارى ولعابها".
ولكن (الرسول) المقصود أشمل من القبلة, فقد يكون قبلة, أو مداعبة, أو لمسات حانية, أو ثناء على جمال الزوجة، وكل ذلك مطلوب، وهذا يدل على عظمة هذا الدين الذي يجعل في إتيان الزوج لزوجته الحلال صدقة يؤجر عليها، وفي وضع الطعام في فمها صدقة يؤجر عليها.
والقبلة التي شاهدتها في التلفاز محرمة, ولا علاقة بين الممثل والفاسقة الممثلة، ولا تكون القبلة أمام الناس, لكن قبلة الرجل لبنته ولأخته ولأمه ولمحارمه ولأطفاله المسلمين رحمة، والقبلة لهؤلاء لا تكون في الفم، ولا تجوز, فهي لا تكون إلا بين الزوج وزوجته، وهي مطلوبة.
والقبلة مشروعة لأن النبي صلى الله عليه وسلم فعلها, والقبلة يعرفها البشر، ولكن الإسلام لا يقبل بقبلة الفم إلا بين الرجل وزوجته كما مضى معنا.
والقبلة مهمة في علاقة الزوج بزوجته؛ لأنها تحقق لهم المتعة الحلال، وتوصلهم إلى العفاف, وهو مقصد شرعي.
ونحن نبشر الشباب بكمال هذا الدين, وننصحهم بأن يناقشوا هذه الأمور وقتها, ويتواصلوا معنا عندما يعزمون على الزواج؛ ليسمعوا من موقعهم كل نافع حلال مفيد.
وهذه وصيتي لكم أبنائي: بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يهديكم إلى الخير, ويوفقكم إليه، ومرحبا بكم.