السؤال
عمري 25 سنة، وتعرفت على فتاة ملتزمة عن طريق الفيس بوك، وكانت شديدة الالتزام، وعندهم مسجد يشرفون عليه ويخدمونه؛ وهذا شجعني أن أطرق باب منزلهم للتقدم لخطبتها؛ لأني كنت أبحث عن زوجة ملتزمة بعد العديد من التجارب الفاشلة في حياتي، والتي عصيت ربي فيها.
وقد تحدثت مع والدتها، وتمت الخطوبة، ولكن ظهرت لي أشياء كثيرة بعد الخطبة، وهي: أنها غير ملتزمة، وأنها كانت على علاقة بشخص آخر.
استمرت هذه العلاقة بعد الخطوبة لفترة، ثم قطعت علاقتها به لشعورها بالذنب، ثم عادت لتكلمه، وقطعت مرة أخرى العلاقة به لشعورها بالذنب مرة أخرى.
وعندما علمت عن طريق الإيميل الخاص بها بهذا الأمر، وعدتني أنها لن تكرر ذلك الأمر، وأنها استيقظت مما كانت فيه، ورجعت إلى الله، وأنها تحبني، وتريد أن تكمل حياتها معي.
وقد قالت لي: إن الله يغفر، وطلبت مني أن أغفر لها، وأسامحها، وأعطيها فرصة جديدة وأخيرة، وأنا أكملت حياتي معها، ولكن مازلنا في فترة الخطوبة... فهل أكمل إلى الزواج أم ماذا أفعل؟
وهل ستعود ثقتي بها بعد الزواج أم لا؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
وبخصوص ما سألت عنه، فاعلم -بارك الله فيك- أن كل بني آدم خطاء، ولم يقل أحد بعصمة الناس من الخطأ، لكنه بالطبع يتفاوت، وما قامت به الأخت من التعرف والمراسلة أمر لا يجوز شرعا، وقد أخبرتك الأخت بما كان بينهما، ويبدو أن الأمر لم يتعد الكلام, كما أنها ذكرت أنها تابت توبة نصوحا، وأنها تحبك، وعليه فيمكنك القبول إذا تحققت من أمرين:
1- إذا تأكدت من تدين الفتاة، وصدق توبتها، وأنها توافرت فيها ما أردت من صفات.
2- إذا علمت من داخلك أن ما مر لا يؤثر عليك، وأنك قد سامحتها، وقد تأكدت من طبيعتك النفسية أن الأمر عندك يمكنك تجاوزه.
فإذا حدث خلل أو شك في أحد هذين الأمرين فالفراق الآن والمرأة بكر، وأنت لا زلت عزبا، لم تقديك القيود فهذا أفضل لك، ولا حرج عليك في تركها.
ولكنا ننصحك بما يلي:
أولا: هذه الفتاة قد تكون صالحة تقية نقية، لكن ربما زلة شيطان، وقد ذهبت, وأتصور أنها -وقد علمت أنك سامحتها لله- سيجعلها لينة الجانب, مطيعة لك, مجتهدة في إرضائك، فلو وجدت قبولا داخليا, وقدرة على التسامح، واحتسابا للأجر, وعدم الضغط النفسي عليك، وقناعة بها وبصدقها، فقد يكون ذلك خيرا لك.
ثانيا: إذا لم تستطع فمن حقك الابتعاد، وربما يكون أفضل كما ذكرت، لكن لا يجوز لك شرعا أن تخبر أحدا بما علمت؛ فهذا من الستر الواجب عليك شرعا اتباعه.
ثالثا: لا تقدم على أي خطوة إلا بعد الاستخارة، فلن يخيب الله عبدا استخاره، وإذا نويت الفراق؛ فليكن السبب المعلن منك أنت حفاظا على الفتاة, والتماسا للأجر من الله عز وجل.
نسال الله أن يوفقك لكل خير, والله ولي التوفيق.