خوف وتوتر شديد من المجتمع ومن الأمراض

0 361

السؤال

السلام عليكم..

أنا طالب جامعي أبلغ من العمر 22 عاما، أشعر دائما بالخوف والتوتر الشديد من المجتمع، ومن الأمراض، وأشعر بأن حياتي ليس لها معنى أبدا، وأشعر بأني لا أستوعب الأشياء التي حولي، وأني أنظر إلى إلى الأشياء بصعوبة كبيرة؛ حيث أني أتعب، وأشعر بإرهاق كبير في جسمي ورأسي، وكنت قبل سنة أحب أخرج من البيت، الآن لا أطلع من البيت إلا نادرا، وأحس أني لا أستطيع المواجهة، ولا أتحمل أي شيء، ولا أستطيع حتى أن أبتسم، وصعبت حالتي جدا.

أصبت بحوادث عدة، وحياتي الأسرية صعبة في التعامل، وأيضا قبل سنة أو سنتين تقريبا استخدمت حبوب الكبتجون حبة أو حبتين فقط، وبعدها أقلعت عنها.

خلاصة الموضوع: أشعر بأني انتهيت، فأنا متوتر جدا، وخائف، وتظهر علي حالات غريبة، وتعب في الجسم، وتعب في النوم، وتعب في التفكير، ودائما تصيبني حالات إحراج من المجتمع بسبب الخوف الشديد.

أرجو المساعدة بعلاج؛ لأن حالتي صعبة، ولا أستطيع أن أتحمل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سيف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

هنالك عدة أسباب جعلتك تشعر بهذه الدرجة العالية من الإحباط، وما نسميه عدم القدرة على التأكد من الذات، وصعوبة تحديد المسار المستقبلي، الأسباب أعتقد أنها تتمثل في تفكيرك السلبي والشعور بالخوف والتوتر الشديد والرهبة من المجتمع، وهذه تفسر على أنها نوع من القلق النفسي، لكن تفكيرك السلبي حول مقدراتك وعدم ثقتك في القدرة الذاتية الداخلية، وإن الله تعالى قد استودع فينا طاقات كثيرة قد تكون مختبئة، ونحن لا نوجهها التوجيه الصحيح، لذا لا نتغير، والحق عز وجل حين ذكر في كتابه الكريم: {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم} هذا دليل قاطع أن الإنسان الذي يستفيد من طاقاته الداخلية التي وهبها لنا الله يستطيع أن يتغير.

أريد أن أذكرك بهذه النقطة، فهي نقطة مهمة جدا وضرورية جدا، وخلاصتها أنه لا أحد يستطيع أن يغيرك، أنت الذي تبدأ في تغيير نفسك وذاتك، ولاشك أن الحق عز وجل سوف يجعلك تتغير بعد ذلك، يجب أن تأخذ مبادرات إيجابية حول نفسك، أنت شاب في هذه الأمة المسلمة، ونحن الآن نعيش في زمان لابد أن يزود الإنسان فيه نفسه بالمعرفة، والدين السليم هو سلاح الشباب الآن، وهذه التحركات التي تراها من حولك والتي يقودها الشباب هنا وهنالك أصلها المعرفة، والإيمان وحسن السلوك والتدبر والتفكر الإيجابي.

مهما كانت لديك ظروف صعبة وما ذكرته من حوادث في حياتك الأسرية هذه يجب أن لا تكون عوامل أو أسبابا أو أعذارا من أجل ألا تتغير أبدا، هنالك من عاشوا في دار الأيتام، وبالرغم من ذلك نجحوا كثيرا في حياتهم، وهذا ناتج من إيمانهم التام بالله سبحانه ثم بمقدراتهم الذاتية والداخلية، وأن الإنسان هو الذي يغير نفسه ولا يمكن أن يأتي التغير من الآخرين.

اجعل لحياتك هدفا، وهو أن تكون سعيدا، وأن تكون متميزا، وأن تكون شخصية رائعة وملتزما بدينه، هذا هو الهدف، متى ما وضعت مثل هذا الهدف ووضعت الآليات التي توصلك إلى ذلك سوف تجد أن أمورك قد تيسرت تماما.

أنت الحمد لله تعالى قد أقلعت عن (الكبتجون) وتجربتك القصيرة معه أتمنى أن تكون درسا يستفاد منه، وأنا أقول لك أن التعامل مع التعاطي لهذه المواد هو لعب بالنار وتدمير يجب أن لا نخضع أنفسنا له، لا نقول أننا سوف نقلع بعد فترة، لا! هذا دهليز وغرفة مظلمة من يدخلها لاشك أنه سوف يتدمر، وأنا حقيقة أعجبت بوعيك وإدراك التام لهذه الحقيقة.

ابني الفاضل: عش على الأمل، وعش على الرجاء، وليس هنالك ما يجعلك تخاف من المجتمع، أنت فرد وعضو في هذا المجتمع، وأنت شاب لك طاقات نفسية وجسدية يجب الاستفادة منها واستغلالها، ورتب وقتك بصورة صحيحة، وارفع همتك، واجعل دائما صداقاتك وقدوتك في الحياة الشباب الصالح الطيب الناجح المثابر، ومن جد وجد، والظروف الأسرية والحياتية السلبية يجب أن تكون حافزا لك من أجل أن تبني نفسك وتطور مهاراتك، وتساعد نفسك وأسرتك والآخرين.

أكثر من المواجهات، وأفضل هذه المواجهات هي الصلاة في الصف الأول مع الجماعة، وحضور حلقات التلاوة، وممارسة الرياضة الجماعية، وزيارة الأرحام، وبر الوالدين، ومساعدة كبار السن، والانخراط في الأعمال الخيرية والأنشطة الثقافية، هذه أمور تفيد وتعالج مثل حالتك بصورة تلقائية وإيجابية جدا.

أريد أن نصح لك بعلاج دوائي وهو ممتاز جدا لتحسين المزاج وإزالة القلق والمخاوف، أرجو أن تتحصل عليه وتلتزم بتناوله، والدواء يعرف باسم زولفت، واسمه العلمي هو سيرترالين Sertraline أبدأ في تناوله بجرعة حبة واحدة ليلا، وقوة الحبة هي (50) مليجراما تناولها بانتظام لمدة شهرين، ثم اجعلها حبتين ليلا لمدة شهرين آخرين، ثم خفضها مرة إلى حبة ليلا لمدة أربعة أشهر، ثم حبة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات