اشتركت بمنتدى تعليمي فهل يحق لي المشاركة والرد على المشاركين؟

0 387

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,

بارك الله فيكم، وفي جهودكم وردودكم الرائعة، فعلا إنه موقع يستحق كل تقدير واحترام.

أرجو منكم الرد على سؤالي الذي يتعلق بالمنتديات: فأنا سجلت في منتدى تعليمي لغرض تعليمي، وبعد ذلك وجدت أنه يطرح مواضيع رائعة جدا وهادفة، وأصبحت أشارك في المنتدى، وأطرح رأيي، علما بأن المنتدى عام للنساء والرجال، ولكني علمت حدودي ولم أتعداها؛ فأنا أطرح رأيي بكل أدب واحترام، ودائما الكلمات المتبادلة هي أخي أو أختي، فهل في ذلك شيء من الخطأ؟

أرجو الرد لأنني لا أريد أن أفعل ما يغضب ربي، وفي نفس الوقت استفدت جدا من هذا المنتدى.

وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ حلا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته/ وبعد،،،

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وعن أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يبارك فيك، وأن يكثر من أمثالك، وأن يثبتك على الحق، وأن يهديك صراطه المستقيم، وأن يجعلك من المسلمات الفاعلات المؤثرات، وأن يجعلك سببا في هداية أخواتك المسلمات.

وبخصوص ما ورد برسالتك – ابنتي الكريمة الفاضلة – فإنه مما لا شك فيه أن التفاعل في خدمة الإسلام، والتفاعل مع العبارات الراقية، ومع الأشخاص أصحاب الرسالة شيء عظيم جدا ورائع، والإسلام لا يمنع المرأة المسلمة من أن تكون مساهمة مساهمة فعالة في خدمة دينها وقضايا أمتها، ونحن لعلنا قرأنا وما زلنا نقرأ عن أمهات المؤمنين، وما كان لهن من دور بارز في قيادة العملية التعليمية في الصدر الأول، وكذلك كثير من الصحابيات الفضليات كن يشاركن مشاركة فعالة حتى في الجهاد في سبيل الله تعالى، والتاريخ الإسلامي مليء وزاخر بأمور كثيرة،وصور رائعة من هذه التضحيات، وهذه المشاركة الخلاقة المتميزة التي جعلت للمرأة دورا لا يقل عن دور الرجل في خدمة قضاياها ودعوة أخواتها إلى طاعة الله تبارك وتعالى، والتزام سنة النبي - صلى الله عليه وسلم -.

ابنتي الكريمة: إنه لا مانع من المشاركة في هذا المنتدى ما دمت قد استفدت منه، ومادام التعامل في داخله تعاملا رائقا رائعا يتفق مع ضوابط الإسلام ومبادئه، لا مانع شرعا من أن تساهمي في إدارة الحوار بطريقة قائمة على مراعاة الضوابط الشرعية، وأن لا يكون هناك كلام -كما ذكرت أنت- خارج الإطار الأدبي الشرعي، أو خارج القواعد الإسلامية المباركة.

ولكني أفضل -ابنتي الكريمة (حلا)- أن تجعلي اهتمامك خاصا بأخواتك وبنات جنسك، فإن هذه العلاقات مأمونة العواقب، فتاة تتكلم مع فتاة، شابة تتكلم مع شابة، امرأة تتكلم مع امرأة، هذا أمر لا ضير فيه ولا حرج، أما المشكلة الكبرى فهي عندما تتكلمين مع رجل، حتى وإن كان من الصالحين فقد يعجب بطريقة كلامك، وطريقة تفكيرك، وقد يثني عليك، وقد يحاول أن يتتبع مداخلاتك، ودائما يثني عليك، ويتكلم معك، وقد يؤثر هذا في نفسك مع الزمن الطويل، بل مع الزمن القصير، ومدى تأثير هذا التواصل ما بين الجنسين.

فأتمنى -بارك الله فيك- أن تركزي جهودك فقط على الحوار مع أخواتك، وأن تعتذري لكل رجل يتكلم, حتى وإن كان يتكلم كلاما محترما, وكلاما مؤدبا، وأنت تقولين: أخي وأختي، لماذا لا تجعلين أختي فقط؟ نحن لدينا ندرة في الأخوات الداعيات, خاصة عبر هذه الشبكة العنكبوتية، فبدلا من أن نركز جهودنا على الشباب والكلام معهم, خاصة وأن الكلام مع الرجال مغر، حتى وإن كنت صالحة وصوامة وقوامة فقد يميل قلبك مع تكرار الكلام مع أشخاص بأعيانهم، وهم كذلك أيضا قد يتأثرون بكلامك.

أتمنى -ابنتي الكريمة الفاضلة (حلا) – أن تركزي جهودك على دعوة أخواتك المسلمات، وأن تكوني سببا في هداية أكبر عدد من الأخوات؛ لأن هناك ملايين من المسلمات لعلهن لا يعرفن كثيرا من أحكام الدين، أو حتى المعلوم من الدين بالضرورة ليس لديهن أدنى علم به، وأنت الآن ما دام قد من الله عز وجل عليك، وما دمت تستطيعين إدارة الحوار وتقديم معلومات مفيدة ونافعة وهادفة، فلماذا لا تركزي جهودك على فقه المرأة وعلى أخلاق المرأة وعلى عقيدة المرأة؟! فنحن في أمس الحاجة إلى أمثالك ممن أعطاهن الله تبارك وتعالى قدرة على إدارة الحوار، وعلى المناقشة، وعرض المادة العلمية بطريقة مهذبة ورائقة.

هذا أفضل وهذا أولى، وهذا أحسن وأتم، لماذا؟ لأنه -كما ذكرت- أبعد ما يكون عن الشبهة، وأبعد ما يكون عن انعدام الإخلاص؛ فإن الأخت قد تزين كلامها وهي صالحة؛ لأن هناك من سيثني عليها، ولعله إذا لم يثن عليها قد تظل تنتظر أن يدخل حتى تتكلم معه، وقد تشعر بالراحة إليه، وبذلك تخرج عن دائرة الإخلاص لله تعالى في الدعوة إلى دائرة حظ النفس.

إن باب التعامل مع الرجال باب محفوف بقدر كبير من المخاطر، ونحن لدينا مساحة كبيرة في عالم النساء نحتاج من يغطيها؛ فالأولى بك أن تركزي جهودك من خلال هذا المنتدى في أن تكوني شعبة خاصة بالأخوات، لا يدخلها أحد من الرجال، وأن تكوني أنت المسئولة عنها، فلا مانع من ذلك شرعا، حتى تستطيعي بذلك أن تؤدي دورا في خدمة دينك، وفي تثقيف أخواتك وبنات جنسك، وتلعبي دورا بارزا في تعليم الناس الخير، وفي إسعاد الناس؛ لأننا نعلم أن السعادة الكبرى تكون بالطاعة والاستقامة على منهج الله تعالى.

فلا مانع من المشاركة في المنتديات المحترمة الفاضلة، ولكني أفضل أن يكون ذلك من خلال شعبة تخص الأخوات، أو أن تعتذري لأي أخ يريد أن يتكلم معك بأنك لا تتكلمين مع الرجال، حتى تحافظي على قلبك، وعلى إخلاصك، وعلى نيتك الصادقة، وحتى يمن الله عز وجل عليك بتفعيل دورك في خدمة أخواتك المسلمات، وإعانتهن على طاعة الله تعالى.

هذا وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات