السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
والدي مريض بالسرطان، كان في الكلية, وانتشر إلى العظم.
تم استئصال كليته منذ أكثر من سنتين، وفي شهر أيلول 2011 تم عمل عملية تثبيت فقرات, فقد كسرت عنده فقرتين في ظهره.
كان يأخذ مسكنا -مورفين عيار 120- وقد تم تغييره إلى فينتالين لزقات عيار 400-500 ميكرو.
المشكلة الآن أن والدي ينام ليومين متواصلين، وعندما يستيقظ لا يعي ما يقول، ويشتم, مع أن والدي -شفاه الله- لم يكن يشتم أحدا، وهو متدين جدا, كما أنه لا يعي شيئا مما يدور حوله، كما أنه يرفض الآن أن يأكل أو يشرب، وحتى إنه يرفض أخذ الأدوية.
منذ أسبوعين ظهر له ناسور، ثم منذ يومين ظهر ناسوران جديدان في مؤخرته.
كان والدي يمشي، ولكنه منذ شهر تقريبا أصبح عاجزا عن المشي، حتى إنه يبقى نائما على ظهره, أو يتم قلبه على أحد جانبيه.
لا نعلم ما الذي يحدث له؟! لماذا تدهورت حالته الصحية, والنفسية, والعقلية أيضا بعد العملية التي أجريت له في شهر سبعة؟ حيث إنه -كما أخبرتكم- كان يمشي, وقد ذهب للعمرة ولم يكن يشتكي من شيء حتى تاريخ العملية، بعدها انتشرت الخلايا في فقرات الظهر بعد أن كان الورم محصورا في فقرتين، انتشر في الفخذين والحوض.
هل هذا من تأثير العملية؟ أعتذر عن الإطالة ولكن قلبي يعتصر ألما، وأنا أراه على هذه الحال.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عبير حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
كما تعلمين فإن السرطان عندما ينتشر إلى العظام فقد يضغط على الأعصاب في العمود الفقري؛ مما يسبب عدم قدرته على المشي، وقد يكون قد انتشر إلى الدماغ؛ لأن سرطان الكلية يمكن أن ينتشر إلى الدماغ, والعظام، والكبد, والرئتين, والنخاع الشوكي.
تعلمين أنه في مثل هذه الحالة فإنه قد يرى الطبيب المعالج أن الأمور لم تعد تستجيب للأدوية، ويفضل في مثل هذه الحالة أن تكون المعالجة مقتصرة على تخفيف الألم، وعدم إقحام المريض في إعطائه العلاج الكيميائي، والذي قد لا يستجيب له، ومن ناحية أخرى فقد يسبب له أعراضا جانبية تكون أسوء من المرض نفسه، وبالتالي يرى الطبيب إعطاءه الأدوية المسكنة فقط.
الأعراض الجانبية للفنتانيل في 10% من المرضى هي: الإسهال, والنعاس، وعدم الوعي, واختلاط الأمور عنده, وفقدان الشهية, والهلوسة, والانفعال, والاكتئاب.
والوالد عنده العديد من هذه الأعراض، ولم تذكري ما هي العملية التي أجريت له منذ سبعة أشهر، فقد ذكرت أن استئصال الكلية كان منذ سنتين، فإن كانت العملية للظهر؛ فالأعراض التي يشكو منها ليست من العملية، وإنما بسبب انتشار المرض، والأدوية التي يتناولها الوالد.
وما تستطيعين أن تفعليه هو أن تقفي إلى جانب والدك, وتدعي الله أن يخفف عنه، وأن يجعل ما يعاني منه في ميزان حسناته وطهورا له.
وبالله التوفيق.