السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني القائمين على هذا الصرح الشامخ, جزاكم الله خيرا، ولله لو تعلمون كم استفدت منكم, فجزاكم الله ألف خير وبارك لكم وعليكم, والله يسعدكم في الدنيا والآخرة, دعوة من قلبي والله.
أنا قصتي بدأت مع الوسواس القهري الذي كان فكري الدائم وكنت لا أعرفه, فعندما كان عمري 14عاما كنت أقوم بفعل حركات غريبة ليس لها أي معنى, مثل أن أغلق الباب أربع مرات وغيرها, وكنت إذا وضعت في بالي حاجة لابد أن أنجزها, الوسواس القهري معروف وتطورت الحالة إلى أن صار يأتيني في صلاتي وفي وضوئي -والحمد لله على كل حال- ومن ثم نوبات الهلع والخوف والقلق فكانت تأتيني على شكل متفاوت خصوصا الخوف من الموت فكانت تزداد عندي ضربات القلب وأتعرق وتبيض يدي وتبرد أطرافي، والحمد لله على كل حال.
وقبل شهر ونصف تقريبا كان عمري21 عاما كان يوم أربعاء كنت مع أخي في الغرفة وفجأة وبدون مقدمات لم أشعر بنفسي وشعرت أني أسقط على الأرض, وشعرت أني أموت, طبعا مع دوخة قوية وشعرت أني في حلم, رحت للمستشفى وأجريت لي فحوصات شاملة للضغط والسكر وكل شيء عندي بخير ولله الحمد, رجعت للبيت ومازلت أشعر بدوخة قليلة, صليت وقرأت القرآن تحسنت حالتي وقمت ليوم الخميس.
آه ماذا أصف لكم يا جماعة الخير؟ فأول ما صحوت من النوم أطالع الدنيا شعرت أنها غريبة, وشعرت أني أحلم وأن كل شيء غير صحيح, وأحيانا أشعر أني ميت، وأحيانا أشعر أني أصحو من النوم -في أي وقت- أطالع في أهلي وأحس أنهم ليسوا أهلي, شعور غريب أحس أني بعيد عن كل شيء، وأحس أن الدنيا غير حقيقية, قرأت عن حالتي وشخصت من أطباء فقالو إني مصاب بالغربة عن الذات، أو تبدد الواقع Depersonalization اختلال الانيه, هذا الشبح الغريب الذي غير حاتي 180 درجة شعور لو طبعت من أجله المجلدات ولو كتبت عنه ملايين السطور لن أستطيع وصف الإحساس الكلي لهذا الشبح، والحمد لله على كل حال.
تراكمت هذه الأمراض إلى أن أتاني الاكتئاب الذي أصبحت الدنيا عندي لا شيء بسببه, لم أعد أهتم بمظهري وأحس الدنيا سوداء, حتى أن الوالد فاجأني بسيارة جديدة, كنت أطالع السيارة وأقول ما الفائدة منها كل شيء ممل, وأحس بضيقة وصرت لا أحب في الدنيا إلا فراشي, فكنت أنام كثيرا وكنت أفكر أحياننا بالانتحار مع أني كنت أخاف الموت, طبعا بدأ الاكتئاب معي مع اختلال الانيه في نفس اليوم، والحمد لله على كل حال.
طبعا الوالد حفظه الله رأى حالتي وقال: لا بد أن نذهب إلى دكتور نفسي, ذهبنا إلى دكتور ممتاز جدا وصف لي سيبرالكس 10mg نصف حبة يوميا لمدة أسبوعين, ومن ثم رفع الجرعة إلى حبة أسبوع والأسبوع الذي يليه حبة ونصف إلى أن جعلها حبتين حبة في الصباح وحبة في المساء, لم أشعر بتحسن إلا بعد 31 يوما بالضبط -اللهم لك الحمد- شعرت بتحسن 100%, صرت أخرج وأروح وآتي وأطلع والحمد لله؛ بل شعرت أني مثل أول وأحسن بكثير.
يا لله ما كنت أتوقع هذي النتائج، ولله الحمد والشكر شفيت تماما من اختلال الأنية والاكتئاب والخوف والقلق, والخوف من القيادة والوسواس القهري, وهذا كله بفضل ربي ثم هذا الدواء سيبرالكس 10mg
أنا وضعت قصتي ليقرأها الكل، ويعرف أن كل شيء له دواء، وأن بعد العسر يسرا بإذن الله تعالى, ولكن أنا خاف أني إذا تركت العلاج أن ترجع الحالة مثل أول, فهل أستطيع الاستمرار على هذا العلاج فترة طويلة؟ يعني هل له أعراض جانبية؟
أنا آخذ حبة مساء الساعة 6 وحبة المساء الساعة 6 فإذا أرت أن أغير الوقت ماذا أعمل؟ وإذا تأخرت على الدواء ساعة أو ساعتين أو ثلاث فهل آخذه؟
وفي الختام اعذروني على الإطالة، وجزاكم الله ألف خير وبارك الله فيكم كلكم, والله إنكم تعملون عمل خير، وبإذن الله سوف تجدون أجوركم يوم القيامة، والله يسعدكم في الدنيا والآخرة.
أخوكم ناصر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ناصر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فنشكرك على كلماتك الطيبة، وعلى هذه الرسالة التي هي ذات طابع خاص؛ لأنك قصدت منها أن تبعث الأمل في نفوس الآخرين، وأن تقدم حالتك كمثال للمعاناة مع الآلام النفسية المتعددة الجوانب، ومن ثم الشروع في العلاج والتأهيل والإصرار على التحسن إلى أن أنعم الله عليك بنعمة العافية والمعافاة.
أشكرك من خالص قلبي وأقول لك جزاك الله خيرا، ومن قال لأخيه جزاك الله خيرا فقد أبلغ في الثناء.
أنا سعيد جدا لمبادرتك الطيبة هذه، وتزداد سعادتي لأني أعرف الآلام النفسية والوجدانية التي يسببها قلق الهرع والفزع والوساوس والاكتئاب، وهذه الصورة الجميلة التي عكستها تشرح صدورنا، وأرجو أن يأخذها كل الأخوة القراء والمطلعين على هذا الموقع الكريم والمتميز، أن يأخذونها كمثال أنه فعلا ما جعل الله له من داء إلا جعل له دواء.
أما بالنسبة لك فأنا أقول لك أن السبرالكس دواء سليم وسليم جدا، والآن أصبحت الفلسفة الطبيبة تقوم على مبدأ أنه لا صحة دون صحة نفسية، وكمال الصحة النفسية قد لا يتأتى إلا من خلال تناول جرعات وقائية من بعض الأدوية مثل السبرالكس، وأنا أقول لك أيها الفاضل الكريم: ما دمت تشعر بالأمان من خلال تناول هذا الدواء السليم والسليم جدا فيمكن أن تستمر عليه حتى وإن كان ذلك لسنوات.
أنا أعرف أنك لن تحتاج له إن شاء الله لسنوات، لكني أريد أن أملكك الحقائق العلمية السليمة، وهي أن السبرالكس سليم وسليم جدا.
أما بالنسبة لأعراضه الجانبية، فهذا الدواء في بداياته ربما يضعف الشهية للطعام، بعد ذلك ربما يؤدي إلى تحسن واضح في الرغبة في تناول الطعام، والبعض – خاصة النساء – قد يصابون بشراهة نحو السكريات والحلويات، هذه الظاهرة قد تستمر لمدة أربعة أشهر، ومن ثم تكون هنالك حيادية تامة وتوازن وتعادل في الشهية للطعام، بمعنى أنها تصبح عادية وطبيعية.
إذن البعض قد تحدث له زيادة في الوزن في الأربعة أشهر الأولى، خاصة الذين لديهم الاستعداد والقابلية للسمنة، وذلك نسبة للتأثير الجيني والوراثي، نقصد بذلك أن السمنة قد تجري في بعض الأسر.
من الآثار الجانبية للسبرالكس أنه ربما يؤدي إلى تأخر بسيط في القذف المنوي لدى الرجل، لكنه لا يؤثر على هرمون الذكورة أو الخصوبة أو الإنجاب لدى الرجل، وكثير من الناس يتحسن أدائهم الجنسي خاصة الذين يعانون من سرعة القذف عند المعاشرة الزوجية.
هنالك أقاويل كثيرة أن السبرالكس قد يؤدي إلى ضعف في الرغبة الجنسية، وهذا يحدث لقلة قليلة جدا من الناس، وقد يكون أمرا عابرا، كما أن الجانب النفسي قد يلعب دورا في ذلك.
إذن نحن نتعامل مع دواء نقي سليم فاعل وغير إدماني.
يتميز السبرالكس بأنه دواء يمكن إعطاؤه حتى للذين هم مصابون بأمراض القلب المتقدمة أو أمراض الكلى أو أمراض الكبد، وكذلك كبار السن، لأن هذا الدواء له ميزة خاصة جدا وهو أنه لا يتفاعل سلبا مع الأدوية الأخرى، ولذا نجده سليما جدا إذا احتاج الإنسان لتناول المضادات الحيوية أو الأدوية التي تستعمل لعلاج الآلام الجسدية مثل البروفين أو البنادول، وكذلك أدوية علاج البرد والإنفلونزا.
فإذن أخي الفاضل الكريم: أنت تتعامل مع دواء سليم وسليم جدا وفاعل جدا، أسأل الله تعالى أن ينفعك به.
ركز أيضا على آليات العلاج الأخرى، وهي التفكير والتأمل الإيجابي، وإدارة الوقت بصورة صحيحة، والاجتهاد في دراستك من أجل التميز، وأن تمارس الرياضة، وأن تكون نافعا لنفسك ولغيرك، وبر الوالدين يجب أن يكون أسبقية وأولويات اهتماماتك، لأنه مفتاح من مفاتيح الخير.
بالنسبة لجرعة السبرالكس: تناولها في أي وقت تشاء، هذا دواء حر وتناوله يكون بحرية كاملة، فقط الذي أنصحك به هو أن لا تتخلف عن تناول الدواء أكثر من أربع وعشرين ساعة، يعني فرق ساعتين ثلاثة أربعة، هذا لا بأس به أبدا.
بارك الله فيك، جزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.