عانيت من القلق والاكتئاب ونوبات الهلع حتى أثرت على دراستي

0 378

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أود من الدكتور محمد عبد العليم -جزاه الله خيرا- الرد على هذه الاستشارة.

سأشرح لك حالتي يا دكتور بالتفصيل: أنا عانيت من القلق والاكتئاب ونوبات الهلع منذ ما يقارب ثلاث سنوات, واشتدت علي وطأة الاكتئاب في آخر سنة في الثانوية حتى أني انسحبت وأعدت السنة, مع أني كنت من المتفوقين وراجعت طبيبا نفسيا ووصف لي السبرام لمدة ثلاثة أشهر واستمريت عليه, ولكن عندما أتممت الشهر الثالث وتحسنت تركته فانتكست وساءت حالتي، ولم أتمكن من الحصول على المعدل الذي أريده والالتحاق بالكلية التي كنت أحلم بها؛ فأصابني الاكتئاب والإحباط, قبلت في الجامعة ولكن في قسم لم أكن أرغب به لم أتمكن من الاستمرار، وتركت الجامعة وقدمت في جامعة أخرى, قبلت فيها، ولكن نفس الشيء في قسم لا أرغبه أكملت سنة في هذه الجامعة، ولكن مستواي متدن وأنا في حيرة من أمري, أحيانا أفكر في ترك الجامعة والبحث عن وظيفة أو معهد.

لا أعرف ماذا أفعل، أهلي يضغطون علي لكي أستمر, عدت إلى السبرام منذ مدة -تقريبا ستة أشهر- وأنا مستمر عليه بجرعة 20مج, ولكن لا زلت في حيرة من أمري, لا أعرف ماذا أفعل, كيف أبدأ من جديد؟ كيف أعود كما كنت؟

أرشدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

أفضل طريقة أيها الفاضل الكريم هو أن تنظر إلى نفسك كإنسان مقتدر، وأنت بالفعل إنسان مقتدر لديك الطاقات لديك الحيوية لديك الشباب, هذا هو الوقت الذي يكون الإنسان فيه في أفضل طاقاته الجسدية والنفسية والوجدانية، الخمول والكسل وعسر المزاج تدخل الإنسان في الاتجاه السلبي، ولكن الإصرار والقوة الداخلية والدافعية الإيجابية تجذب الإنسان وبقوة شديدة إلى الجانب الأخر؛ مما يجعله يرسم طريقه بصورة صحيحة وجيدة وإيجابية.

أيها الفاضل الكريم: أنت مطالب بأن تؤمن بمقدراتك وهي موجودة بالفعل، والشيء الآخر هو أن تحدد مسارك وطريقك بصورة واضحة جدا، ولا تعطي أي مجالا للتردد، الذي يتم التغلب عليه من خلال الاستخارة, لم يفتك كثير، وما مضى هو تجربة وعبرة، لكن يجب أن لا يكون هنالك أي مزيد من التراخي, أديسون الذي اكتشف الكهرباء، وأنار لنا الدنيا؛ حاول وحاول وحاول، وفشل وفشل، وفي نهاية الأمر أستطاع أن ينجح، وأن ينير لنا الدنيا كما ذكرت لك.

وهنالك أمثلة كثيرة جدا في هذه الدنيا، النجاح يأتي من خلال عقد العزم والنية والتوكل, والتوكل هو الأمل والعمل والإصرار، والنجاح وليس أكثر من ذلك، الخطة التي تضعها لا تساوم نفسك أبدا ولو لحظة واحدة في التراخي عنها، لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد، من حقك أن تستمتع بحياتك، وأن ترتاح وأن تمارس الرياضة، وأن تتواصل اجتماعيا، ولكن في ذات الوقت يجب أن تعطي التعليم أهمية خاصة، فهو السلاح لا يمكن أن توجه الحياة بدونه.

إذن الهدف هو الدراسة الجامعية، وبالنسبة للدراسة الجامعية أنصحك بأن توزان بين رغبتك، وما هو متاح وحاجة سوق العمل, هذه هي الأطر الصحيحة جدا لاختيار التخصصات الآن، كثير من الناس يدرس ويتخرج من الجامعات، ولكن بكل أسف في نهاية الأمر يكتشف أنه قد قام بالدراسة بتخصص خطأ لا يناسبه، ولا يناسب سوق العمل، أنت إن شاء الله تعالى لك القدرة ولك المقدرة وعلى الطريق الصحيح إذا عزمت وتوكلت واجتهدت، وأدرت وقتك بصورة صحيحة، واستشرت واستخرت، ومن ثم طبقت، وهذا هو المهم.

بالنسبة للعلاج الدوائي هذه الأدوية كلها متشابهة وقريبة من بعضها البعض, (سبرام دواء جيد أنصحك في هذه الأيام أن ترفع جرعته إلى (30) مليجراما أي حبة ونصف، لمدة شهر بعد ذلك اجعلها حبتين في اليوم أي (40) مليجراما لمدة شهرين, ثم خفضها إلى حبة ونصف لمدة شهر ثم بعد ذلك اجعلها حبة واحدة واستمر عليها لمدة ستة أشهر على الأقل, وإن شئت أن تزيد المدة على ذلك فهذه الجرعة جرعة وقائية وسليمة وفاعلة جدا إن شاء الله تعالى.

بارك الله وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات