فقدت الأمل والإحساس وكأني بلا هدف، وأريد أن أرجع كما كنت

0 511

السؤال

السلام عليكم.

مشكلتي أنني لم أعد أملك أي أحاسيس أو مشاعر، مجرد فراغ! لم أعد كالسابق، فالحياة أصبحت بلا طعم، وأصبحت أكره كل شيء، وأحس بالتعب الشديد، ولا أفكر إلا بالنوم، حتى أصبحت لا أستطيع النوم من كثرة النوم، لا أدري ماذا أفعل، كأنني فقدت عقلي، وكأنني بلا هدف، وتدور في رأسي أفكار غريبة، وأحيانا أحس أني أعاكس أفكاري، فليس عندي رأي ثابت، ذاكرتي أصبحت ضعيفة، وبدأت أخلط بين الذكريات، فتأتيني ذكريات قديمة من غير سبب، وليست بذات أهمية، أحيانا أردد الأغاني بنفسي من غير شعور.

أصبحت أمقت نفسي وأريد الخروج من جسدي، ليست لي رؤية واضحة، وكأنني فقدت التمييز بين الخطأ والصواب، وطيلة الوقت أكلم نفسي وأسأل أسئلة لا تنتهي، وكأني في دوامة تتكرر في كل يوم من أنا؟! ماذا لو؟! هل سأظل هكذا إلى الأبد؟!هل جننت؟! وهكذا.

منغلق على ذاتي، لا أشعر بالعالم من حولي ولا أتفاعل معه، وكأنني في حلم لا ينتهي، وما أن أعود إلى طبيعتي حتى يتملكني الوسواس بأني سوف أرجع إلى هذه الحالة، أو أن مكروها سوف يصيبني، ويجب علي أن أحذر وأراقب تصرفاتي وأحسب لكل شيء حسابا حتى لا أخطئ، وأي خطأ بسيط سوف يرجعني إلى حالي، لا أدري ما هي حالتي، علما بأني آخذ دواء السيروكسات منذ 8 أيام، ولا أحس بتغير، وما هو أفضل دواء للفصام؟ وهل أستطيع أخذه مع السيروكسات؟ وكم المدة المطلوبة للشفاء وكيفية الوقاية لكي لا تعود هذه الحالة؟ أريد أن أسترجع حياتي ونشاطي فساعدوني!

أثابكم الله وجزاكم خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن المعلومات التي أوردتها في رسالتك هي معلومات جيدة وطيبة ودقيقة، وتقودنا إلى درجة كبيرة للاقتناع أن الذي تعاني منه هو قلق وسواسي، مصحوب بأعراض اكتئابية بسيطة، والقلق الوسواسي يؤدي دائما إلى تأزمات نفسية كثيرة، منها التردد وتداخل الأفكار والاجترارات، وعدم الشعور بالارتياح، وكما تفضلت فالإنسان قد يأتيه هذا الشعور بأنه لا يملك أحاسيسه أو مشاعره، وتكون هنالك تقلبات وجدانية كثيرة، وهذا كله ينتج عنه درجة بسيطة من الشعور بالكرب والكدر، وهذا يقود إلى المزيد من القلق والوسوسة.

الوضع المثالي هو أن تذهب لطبيب نفسي، -وإن شاء الله تعالى- الحالة ليست معقدة، والذي دفعني أن أطلب منك أن تقابل الطبيب النفسي هو سؤالك حول ما هو أفضل دواء للفصام، واستفسارك هل تستطيع أن تأخذ دواء مع الزيروكسات؟

أنا لا أرى حقيقة أنه توجد مؤشرات قوية توفي بالمعايير المطلوبة للتشخيص أو لدرجة الشك أنك تعاني من مرض الفصام، هذا من وجهة نظري جزء من القلق الوسواسي، لكن لا شك أن مقابلة الطبيب النفسي تعتبر حاسمة ومفيدة، لأن المقابلة الشخصية فيها أخذ وعطاء وحوار وتبادل أفكار ما بين المعالج والمعالج، وهذا له قيمة علاجية في حد ذاته.

بالنسبة لعقار زيروكسات: لا شك أنه مفيد ومفيد جدا لعلاج القلق الوسواسي الاكتئابي، لكن فترة ثمانية أيام لا تعتبر فترة كافية أبدا لتستشعر الفائدة الحقيقية لهذا الدواء، الدواء يعمل من خلال التمثيل الأيضي والاستقلاب في كيمياء الكبد وأجهزة الجسم الأخرى، وهذا يتطلب بعض الوقت.

من الناحية النظرية نستطيع أن نقول أن فعالية الزيروكسات الحقيقية يمكن أن تبدأ بعد أسبوعين من بداية العلاج، لكن في حقيقة الأمر هنالك حالات تتطلب فترة طويلة ليتأتى الأثر الإيجابي للدواء، هنالك من تتحسن حالتهم بعد شهرين من بداية تناول العلاج، ومن خلال ممارستي للطب النفسي (ثلاثين سنة الأخيرة) لاحظت أن البعض قد يحتاج لمدة قد تصل إلى ستة أشهر ليتحصل على الفائدة الحقيقية للدواء، لكن الناس بطبيعتهم قد لا يصبرون على هذه المدة.

إذن أنت محتاج لأن تصبر على الدواء في البدايات، كما أن الجرعة مهمة جدا، حيث إن القلق الوسواسي لا يستجيب للجرعات الصغيرة للزيروكسات أو لغيره، الجرعة لابد أن تبنى تدرجا لتصل إلى أربعين مليجراما في اليوم، وهذه الأربعين مليجرام اليومية يجب أن تكون مدة العلاج لا تقل عن ستة أشهر، ويكون هنالك التزام، بعد ذلك ينتقل الإنسان إلى الجرعة الوقائية، والجرعة الوقائية تأتي بعدها جرعة التوقف التدريجي.

أنا متفائل جدا أن أحوالك سوف تتحسن -إن شاء الله تعالى- وأقدر ما تعانيه من عدم ارتياح نفسي، لكني أكرر أن الفرج سوف يأتي -بإذن الله تعالى- وحاول أن تشق طريقك وتعيش حياتك بقوة، مهما كانت المعانات النفسية والمثابرة والاجتهاد والقيام بالواجبات الحياتية مهم جدا كوسيلة تأهيلية للتخلص من المرض النفسي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات