السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
شكرا لكم كتب الله لكم الأجر الجزيل.
أنا فتاة أبلغ من العمر 22 سنة، أعاني من خمول الغدة الدرقية ومنتظمة على 50 ثايروكسين، والآن هي منتظمة.
عملت بعض التحاليل:
الكالسيوم و 12.
الهيموجلوبين 10.5.
مشكلتي يا دكتور: إذا الجو أصبح حارا أشعر بوخز في جميع جسمي، سابقا كان الوخز فقط في اليدين، ولكن اليوم أصبحت حالتي غريبة من الوخز في جميع أنحاء جسمي، رقبتي، وجهي، ساقي، فخذي، ركبتي، بطني، ظهري، لدرجة أني لا شعوريا من قوة الوخز أسكب الماء على جسدي، ويستمر الوخز الشديد تقريبا 5 دقائق وبعدها يبقى بشكل محتمل.
من قوة الوخز لم أشعر به، وأصبح جسدي كله جروحا من الحكة ومحاولة تخفيف الوخز فما السبب باعتقادكم، وهل يدل على حالة خطرة؟
وإضافة أني أعاني من ألم في الذراع وعظام الحوض، لم أكتشف سببها.
فهل هناك رابط بينها وبين الوخز؟
آسفة على الإطالة وأتمنى منكم الإفادة، ولكم فائق الشكر والعرفان.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاتن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن وجود أعراض جلدية ناجمة عن تبدلات فيزيائية مثل التفاوت الحروري يشير من قريب أو بعيد إلى وجود الشرى الفيزيائي، وقد ناقشنا الشرى الفيزيائي بالتفصيل في الاستشارة رقم (268240).
وهناك اعتبارات في الشرى الفيزيائي يمكن أن ترتبط بالشرى العام والذي كنا ناقشناه بشكل مفصل في الاستشارة رقم (235453) لذا نؤكد على ضرورة الاطلاع على الاستشارتين السابقتين والمشار إليهما أعلاه.
لا يمكن الحكم على أمر كهذا من بعد والاكتفاء بالقراءة بل يجب مراجعة طبيب أخصائي أمراض جلدية؛ وذلك للفحص والمعاينة وإجراء ما يلزم من الإجراءات الاستقصائية التشخيصية والتي تثبت أو تنفي مرضا داخليا أو سببا عصبيا أو آخر عضويا لهذه الأعراض وخاصة المتعلق منها بالأعصاب، كما ويجب نفي العلاقة بين هذه الأعراض والناحية النفسية، وكذلك نفي العلاقة بين هذه الأعراض والأدوية التي يتم تناولها (غير المذكورة في السؤال).
بشكل عام إن تناول مضادات الهيستامين قد يحسن الحالة ولكن بعد الأخذ بعين الاعتبار الأسباب المذكورة أعلاه.
أولا: إن كانت هذه الأعراض قد ظهرت بعد تناول الثايروكسين فقد يكون هو السبب لأن من الأعراض الجانبية لهذا الدواء أن يسبب حكة, وكثيرا ما تزداد الحكة مع ارتفاع حرارة الجو وبالتالي حرارة الجسم.
وبالنسبة لآلام الذراع والحوض أقول:
بالنسبة للآلام في الذراع وعظام الحوض فعلى الأكثر أن سببها هو نقص الفيتامين د وهو شائع جدا، وهو ينجم عن عدم التعرض الكافي للشمس ولأن الفيتامين د موجود بكميات قليلة في الطعام الذي نتناوله، وبالتالي لا يكفي احتياجنا اليومي، فالكميات الموجودة في الغذاء لا تكفي أكثر من 10% من احتياجنا اليومي ولذا ينقص في الجسم، وقد يؤدي إلى نقص الكالسيوم وليونة العظام في مثل سنك، وهذا يؤدي إلى آلام في منطقة الحوض والفخذين والأضلاع، ويفضل في مثل هذه الحالة إجراء تحليل لمستوى الفيتامين د.
وقد تكون نسبة الكالسيوم طبيعية عند كثير ممن يعاني من نقص في الفيتامين د، والعلاج يكون بتناول الفيتامن د 50000 وحدة مرة واحدة في الأسبوع، بالإضافة إلى تناول حبوب الكالسيوم 300 ملغ مرتين في اليوم، وقد يحتاج الإنسان للاستمرار على حبة فيتامين د كل أسبوع بشكل مستمر لأنه عادة ينزل مستواه بعد التوقف عن الدواء وعدم التعرض للشمس.
وحتى يحصل الإنسان على كمية كافية من الفيتامين د يجب أن يتعرض مباشرة للشمس بين الساعة 10 صباحا إلى الساعة 2 لمدة ربع ساعة ثلاث مرات في الأسبوع، ويكون الجلد معرضا للشمس الذراعين والساقين والوجه والعنق.
وكما ترين فكثير منا لا يحصل على هذه الكمية من التعرض؛ ولذا فإن الكثير وخاصة النساء يعانون من نقص الفيتامين د.
إن لم يتحسن الألم خلال ست أسابيع من العلاج؛ فيجب أن تراجعي طبيبا مختصا إما بالعظام أو الروماتيزم للفحص الطبي.