السؤال
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أنا طالب أبلغ من العمر 16 سنة، وأنا بصراحة أخاف من المستقبل يعني أخاف إن كبرت، أخاف أني لن أتزوج، أو لن يكون لدي مال، أو أني سأصبح فقيرا جدا.
وقبل تقريبا شهر كنت لا أنام جيدا، أشعر أن صدري يضيق علي، فحينما أذهب إلى المدرسة الخوف يزداد شيئا فشيئا، فذهبت إلى دكتور نفسي، وأعطاني علاج اسمه "سيتالوجن" تقريبا ذهب هذا الخوف، ولكنه يعود، مع العلم أني أمارس العادة السرية، فأنا أريد حلا بأسرع وقت ممكن أرجوك.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ زياد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
لابد أن يكون الطبيب النفسي قد قام بشرح وتوضيح حالتك التي تعاني منها، وهي حالة معروفة تسمى بقلق الوساوس، وقلق الوساوس نشاهده كثيرا في المرحلة العمرية لدى الشباب، وهو جزء من التغيرات النفسية والفسيولوجية والبيولوجية التي هي من سمات هذه المرحلة.
إذن مثل هذه الحالات هي حالات عابرة، وسوف تختفي إن شاء الله تعالى تلقائيا، وأرجو أن لا تخاف، فما بك إن شاء الله تعالى سوف يزول.
حتى يأتيك الشفاء عاجلا بإذن الله تعالى استمر على الدواء الذي وصفه لك الطبيب، فهو جيد جدا، وفي ذات الوقت أرجو أن تتوقف عن ممارسة العادة السرية، لأنها تؤدي إلى الكثير من عدم الاستقرار النفسي، تزيد من القلق، والعادة السرية وما يصاحبها من أفكار نفسية تحمل الطابع الخيالي تؤدي أيضا إلى القلق وإلى الوسوسة، لذا نراها ذات ضرر كبير على صحتك النفسية.
هنالك بدائل جيدة في الحياة، نرجو أن يستفيد منه الشباب، ومن ذلك ممارسة الرياضة، ومشاركة الأسرة في كل أنشطتها وشؤونها، والتركيز على بر الوالدين، وهنالك أمر مهم جدا وهو التزود بالمعرفة والمطالعة والقراءة، المعرفة هي سلاح الشباب من أجل التقدم والرقي، وتحديد الهوية، والشباب المسلم مطالب بأن يزيد معارفه حول عقيدته من مصادرها الصحيحة، والقلق يمكن أن يسخر من أجل اكتساب المعرفة وذلك من خلال تخير المصادر الجيدة والتزود منها، ومصاحبة الأخيار والصالحين من الشباب، ومشاركة في الأنشطة الثقافية والاجتماعية، هذا كله يساعدك كثيرا لتعيد البناء النفسي لشخصيتك بما يعود عليك بالخير والاستقرار النفسي وزوال الوساوس، وكذلك القلق السلبي.
يجب أن تعطي دراستك أهمية خاصة، وهذا لا يعني أن تنقطع للمذاكرة، بل على العكس تماما يجب أن تأخذ قسطا كافيا من الراحة، ذكرنا لك موضع الرياضة كأمر مهم، وكذلك الاطلاعات غير الأكاديمية.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.