الاحتلام كل يوم مشكلة تؤرقني بالاغتسال ونقض الشعر، فما الحل؟

0 855

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة أبلغ من العمر 22 عاما، مشكلتي أنه منذ عامين بدأ عندي الاحتلام أثناء النوم، أنا أعرف أنه أمر طبيعي، ولكني لا أعرف إذا كان طبيعيا أن أحتلم تقريبا كل يوم، مع أنني متدينة الحمد لله، لا أشاهد ولا أفكر فيما يثير جنسيا، لكن موضوع الاحتلام بدأ يسبب لي الشك في الطهارة، وبدأ يشعرني بالحزن كثيرا، وبدأت أخاف أن أنام ثم أحتلم.

مرات كثيرة لا أتذكر ما رأيته، ولكني أستيقظ بسبب شعوري بانقباضات في المنطقة التناسلية، ولا أعرف إذا كانت هذه هي نشوة، أو هزة الجماع التي تستوجب الغسل أم لا؟!

في أغلب الأحوال لا أجد سائلا في الملابس الداخلية، ولكني ما أزال متشككة في طهارتي؛ لأني أتذكر ما شعرت به، ودائما أستيقظ بسببه! أصبح هذا الأمر بمثابة مشكلة تؤرقني كثيرا، ومصدر كآبة كلما حدث، وأخاف أن الأمر وصل لحد الوسواس!

إن هذا الموضوع يحدث تقريبا بمعدل يومي، فأريد أن أعرف هل معنى ذلك أنني يجب علي الاغتسال يوميا كل صباح؟ رغم أني أجد صعوبة في ذلك؛ بسبب خجلي ممن حولي، كما أني أكره الاغتسال، وغسل الشعر يوميا؛ لأن ذلك يعمل على ضرره، وأنا في مرحلة علاج له، ولأنه يتساقط بشكل كبير.

أرجو المساعدة لحل هذه المشكلة لإزالة هذا العبء عن كاهلي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ fantasy حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك ابنتنا العزيزة في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى أن يذهب عنك كل هم ومكره.

وما تتعرضين له أيتها البنت العزيزة من كثرة الاحتلام يعد أمرا طبيعيا تتعرض له كثير من النساء، وكثير من الرجال كذلك، فلا ينبغي أبدا أن يكون مصدر قلق وهم بالنسبة لك، وكوني على ثقة بأن دين الله تعالى يسر لا حرج فيه، ومن رفع الحرج أنه سبحانه وتعالى لم يوجب الاغتسال على المحتلم إلا إذا رأى المني، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لما سأل عن المرأة إذا هي رأت في منامها ما يرى الرجل .. هل عليها غسل؟ فقال نعم إذا رأت الماء))، وأنت إذا علمت هذا الحكم زال عنك كل هذا الإشكال، وخف عنك كل هذا العبء الذي حملته نفسك دون أن يحملك الله عز وجل إياه.

فلو تذكرت بعد الاستيقاظ ما كان منك أثناء النوم من الاحتلام ومع ذلك لم تري المني فإنه لا يجب عليك الغسل، وإذا استيقظت ورأيت أثر المني وجب عليك أن تغتسلي، سواء تذكرت الاحتلام أو لم تتذكري، وأنت غالب حالاتك ما وصفته لا تري فيها المني، ومن ثم لا يجب عليك أن تغتسلي، وإذا عملت بهذه القاعدة الشرعية ذهب عنك كل ما تجدين من العناء والهم.

نسأل الله تعالى أن ييسر لك أمورك كلها، وخير ما نوصيك به أيتها الفاضلة الكريمة: تقوى الله تعالى أولا، ثم الحرص على أن تتعلمي أحكام دينك، وما يلزمك من أحكام الشرع الحنيف في أمور عبادتك الواجبة كالطهارة والصلاة، ونحو ذلك من الأحكام التي كلفنا الله عز وجل تعلمها، بقول نبيه صلى الله عليه وسلم: ( طلب العلم فريضة على كل مسلم).

ووسائل هذا التعلم سهلة ويسيرة ولله الحمد، وبإمكانك أن تستمعي إلى الدروس العلمية المسجلة للعلماء والموثوقين، وتستمعي إلى فتاويهم، وهي كثيرة ولله الحمد على موقعنا هذا المبارك، وعلى غيره من المواقع المباركة لأهل العلم، كموقع العلامة ابن عثيمين ونحوها من المواقع المفيدة.

نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان.

مواد ذات صلة

الاستشارات