السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أحس بأن ضربات قلبي قوية، وترتفع دقات قلبي بشكل كبير جدا وبمدة قصيرة جدا، بحيث لا يمكن السيطرة عليها عند بعض المواقف المحرجة مثل الكلام أمام جمهور تكون الدقات سريعة جدا، ما يجعل صوتي متقطعا، مع العلم أن طول نفسي قصير، وأعاني من تعرق زائد في الكفين والقدمين.
ما هو تشخيص هذه الحالة وخطورتها؟ وإلى أي طبيب أذهب في البداية لكي أشخص أساس المشكلة؟ طبيب قلب أم جلد أم غدد؟ وهل لها علاقة بطول النفس والعرق؟ وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالشعور بقوة ضربات القلب أو تسارعها يمكن أن يكون له عدة أسباب، من أهم الأسباب أنه في حالة القلق أو المخاوف -خاصة المخاوف الناشئة من المواجهات مثل موجهة الجمهور مثلا- في هذه الحالة تسارع ضربات القلب هو نتاج من تغير فسيولوجي طبيعي سببه زيادة في إفراز مادة باسم (الأدرنالين) يفرزها الجسم تلقائيا في المواقف التي يكون التأهب فيها ضروريا.
هنالك أسباب أخرى عضوية ناتجة من أمراض القلب، ولكن هذا من الواضح أنه لا ينطبق على حالتك أبدا، وفي بعض الأحيان زيادة إفراز الغدة الدرقية قد يؤدي إلى تسارع وشعور بقوة ضربات القلب، وتناول الشاي والقهوة بكثرة قد يؤدي إلى هذه الظاهرة أيضا، الذي ألاحظه أن أعراضك إذا أخذناها مجتمعة بمعنى تسارع ضربات القلب، والذي يكون أكثر في المواقف التي تتطلب المواجهات الاجتماعية مع وجود تعرق زائد في الكفين والشعور بصعوبة التنفس، هذا كله ناتج عن حالة القلق النفسي، أو ما يسمى بالرهاب الاجتماعي من الدرجة البسيطة.
الذي أنصحك به أيها الفاضل الكريم أن تذهب إلى الطبيب النفسي ليقوم بوضع خطة علاجية كاملة، وهذه الخطة سوف تشتمل على توجيهات وتعليمات سلوكية تقوم في الأساس على مبدأ تحقير فكرة الخوف والإكثار من المواجهات، والتدرب على تمارين الاسترخاء، وسوف يقوم الطبيب أيضا بصرف بعض الأدوية المضادة للمخاوف.
ليس هنالك حاجة لأن تذهب إلى طبيب أمراض جلدية أو غدد، لكن للمزيد من التأكد لا بأس أن تذهب إلى طبيب الأمراض الباطنية قبل أن تذهب إلى الطبيب النفسي، وذلك ليقوم طبيب الأمراض الباطنية بإجراء فحص عام لك، فحص إكلينيكي سريري لأعضاء الجسم المختلفة، وذلك بإجراء فحوصات مختبرية تشمل التعرف على نسبة الدم وقوته، ونسبة السكر، وإفراز الغدة الدرقية، هل هي في حالة نشاط زائد أم لا؟ الطبيب سوف يقوم أيضا بالتأكد من وظائف الكبد والكلى ومستوى الدهنيات، وفحوصات عامة، إجراء هذا الفحص العام سوف يجعلك أكثر طمأنينة، وبعد ذلك اذهب لمقابلة الطبيب النفسي، وليس هنالك ما يدعو إلى الانزعاج، حالتك -إن شاء الله- سوف يتم علاجها وبصورة ناجحة جدا.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.