السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الليلة الماضية حدث لي مثل كل شهر تقريبا، فأنا حامل بشهري الخامس، وكنت قد عانيت قبل حملي من نوبات الهرع التي أسعف نفسي منها بحبة انديرال، والعلاج كان لشهرين بسلبيريد، لكن توقفت بسبب الحمل.
سؤالي: هو أنه بين الفترة والأخرى أنهض فجأة من نومي مع حرارة عالية بكل جسمي رغم أن الجو بارد، لأغسل وجهي وكل رأسي بماء بارد وأشرب ماء باردا؛ حتى أرتاح من شيء غريب بداخلي!!
وأحس بزغللة في عيوني، وتسارع خفيف بقلبي، ليس كنوبة القلق قبل الحمل بل التسرع أخف، ورعشة شديدة جدا بكل جسمي تظل ساعة وأكثر.
فهل هذا هبوط في نقص السكر فجائي؟ رغم أني تناولت قبل نومي نصف رغيف مع اللبنة، وكوب حليب قليل الدسم، أم هي نوبة قلق؟ وهل هذا خطير على الجنين؟ لأنه فجأة وبدون مقدمات أصحو عليها وبسببها، رغم أن كل تحاليلي سليمة، فبماذا تنصحونني؟
أرجوكم لم يفهمني ولا طبيب! وحاليا يسعفونني بالسيروم، وفقط بالطوارىء، فماذا أفعل؟ لدي طفلان صغيران في غربتي!
أشكركم من كل قلبي وكثر الله من أمثالكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مزن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.
أيتها الفاضلة الكريمة، هذه النوبات التي انتابتك لا شك أنها نوبة قلق، بالرغم من غرابتها واختلاف أعراضها إلا أنها لا شك في أنها نوع من قلق الفزع أو الهرع من الدرجة البسيطة، ولا أرى أبدا أنها دليل على هبوط مستوى السكر في الدم، لأن هبوط مستوى السكر في الدم لا يكون بهذه الفجائية، خاصة أنك لا تتناولين الأنسولين والأدوية المخفض للسكر، كما أنك تناولت طعاما منذ فترة قليلة قبل أن تحدث لك هذه النوبة.
هي نوبة قلق نوبة هرع بسيطة، ليس أكثر من ذلك، فأرجو أن تطمئني تماما أيتها الفاضلة الكريمة، وأنا أؤكد لك أنني قد تفهمت حالتك تماما، وأؤكد لك بصورة قاطعة أن هذه الحالة ليس لها أي مضار إن شاء الله على الجنين، فقط الذي أرجوه منك هو أن لا تشغلي نفسك أبدا بهذه الحالة، لا تتوقعيها، لأن الإنسان حين يوسوس حول هذه الحالات ويصاب ما يعرف بقلق التوقع، هذا في حد ذاته قد يؤدي إلى صعوبات نفسية، والمزيد من القلق، وكوني إيجابية في تفكيرك استمتعي بحياتك، أديري وقتك بصورة صحيحة، طبقي تمارين الاسترخاء فهي ذات فائدة كبيرة جدا.
كوني فعالة في إدارة بيت الزوجية، أنت بفضل الله تعالى الآن حامل، ولديك طفلان، وهذه نعم عظيمة جدا، ولا تتخوفي أبدا في موضوع الغربة، فأنت إن شاء الله في معية الله دائما، هذا أولا وأخيرا ثم المساندة التي تجدينها من زوجك، لاشك أنها ذات قيمة كبيرة جدا، والتواصل الآن مع الأهل أصبح سهلا جدا، فقط أديري وقتك بصورة صحيحة.
أؤكد لك أن الحالة هي نوبة قلقية بسيطة، وليس أكثر من ذلك، أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق، لا أعتقد أبدا أنك الآن في حاجة لعلاج دوائي، وذلك بالرغم من سلامة الدواء في هذه المرحلة من الحمل.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.
------------
ولمزيد من الفائدة يرجى مراجعة الروابط التالية حول العلاج السلوكي للقلق: ( 261371 - 264992 - 265121 ).
والله الموفق.