السؤال
السلام عليكم
أود أن أتقدم لخطبة فتاة, أبلغت أخاها الذي يعمل بدولة أخرى ليخبر والدها بكل شيء عني, لكني رأيت أن الحديث مع الفتاة ووالدها أمر مطلوب؛ لأن السكوت وقلة الكلام ربما يجعلني عرضة للظن بأنني شخص انعزالي, وغير اجتماعي, فقلت إذا لا بد من الحديث, لكني خجول -خاصة أني لم أتعرض لمثل هذا الموقف من قبل-, فلا أعرف بم أبدأ الحديث مع والدها؟ وماذا أقول للفتاة؟
ثم هل آخذ معي هدية؟ حيث استشرت بعض الأصدقاء الذين سبق لهم الزواج, فقال لي الأول نعم خذ معك بعض الفاكهة مثلا, وقال لي الثاني لا تأخذ شيئا إذ لا يلزم ذلك في أول زيارة.
فما هو الصواب؟ وكيف أبدأ الحديث مع الفتاة ووالدها؟ وما مضمون الحديث؟ وهل من الحكمة إطالة الحديث أم عدم إطالته؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فأهلا بك أخي الحبيب في موقعك إسلام ويب, ونسأل الله أن يبارك فيك, وأن يحفظك, وأن يتم لك على خير, وأن يرزقك الخير حيث كان, وأن يرضيك به.
أخي الحبيب أريد أن أجيبك بعدة نقاط :
أولا: خذ الأمر بسهولة ويسر, ولا تتشدد فيه, وكن على طبيعتك, ولا تتكلف فعل شيء, فأفضل حالة للمرء أن يكون كما هو، فلا تتكلف, ولا تبرز إلا ما تجده طبيعة فيك.
ثانيا: لقد كلمت أخاها، والأصل أن تنتظر أن يرد، ولكن يمكنك المبادرة من دون رد الأخ, فقد تكون ثمة عقبة فعاود الاتصال به, واعرف منه رد الأهل على ما تقدم به، وإن أخبرك بوجود الارتياح, أو القبول, فخير تم, وعليك أن تذهب إلى أهلها, وإن أخبرك أنه لم يتصل فحدد له وقتا لتتصل به ، فمثلا قل له متى أتصل بك مرة ثانية.
ثالثا: الحديث مع المخطوبة أمر هين، وأود منك الاستماع منها لتفهم شخصيتها وطبيعتها، وعليك بالأسئلة العامة التي تحتاج إجابتها إلي وقت، مثل أن تقول مثلا: ما شاء الله يبدو بيتكم مترابطا ترابطا قويا والحمد لله, ما سبب هذا الترابط ؟
رابعا: طول الوقت وقصره يعود لطبيعة كل بيت, ويختلف من بيت إلى آخر, لكن بصفة عامة كلما قصر الوقت, وتباعدت الزيارات, كلما كان أفضل, مع العلم أنك ستجد الترحاب والكلام الجيد, وأنهم يتمنون أن تمكث أكثر من ذلك, ولكن زر غبا تزدد حبا, كما أنصح بدخولك بهدية في أول لقاء, وأن تكون هدية عامة, كالفاكهة مثلا أو علبة جاتوه, أو ما شابه.
خامسا: بداية حديثك مع الفتاة اجعله حديثا عاما مثل أنك سمعت عنهم كل خير, والجميع يثنون عليكم خيرا, ولكم سمعة طيبة في المنطقة, ومثل هذا الكلام يعد مدخلا جيدا, واجعل لك هدفا في حديثك, وهو الاطمئنان عن تدينها, فلا بأس أن تسألها عن الصلاة, وعن وقتها كيف تقضيه, وعن تدينها بصفة عامة.
سادسا: اعلم يا أخانا -بارك الله فيك- أن خير ما تجده في المرأة الدين, فإن سلم دينها سلم لك كل شيء, فاحرص على أن يكون الدين هو معيارك الرئيس.
سابعا: لا تعد بما لا تقدر, ولا تكلف نفسك ما لا تقدر, ولا تتحدث عن الماديات ولا سيما في بداية التعارف.
ثامنا: اكثر من الدعاء لله عز وجل أن يرزقك الزوجة الصالحة, وأن ييسر لك الأمر, وأن يختار لك فوق اختيارك لنفسك, ولا تبدأ أي عمل إلا بالاستخارة والاستشارة.
نسأل الله أن يوفقك لكل خير, وأن يصلح حالك لما فيه خيرك وسعادتك.
والله الموفق.