السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزى الله كل خير القائمين على هذا الموقع المميز.
أنا متزوجة من ثلاث سنوات، وقد رزقني الله طفلة في بداية زواجي والحمد لله، ومن ثم حدث حمل بعد أربعة أشهر، ولكني أجهضت في الأسبوع الخامس، وبعد ذلك لم يحدث حمل، وعن مراجعتي قالت لي الطبيبة: بوجود تكيس في المبيض، ولكني شككت بالتشخيص، فلا أعاني من سمنة، ولا زيادة في الشعر، ودورتي -بفضل الله- منتظمة، وطلبت مني عمل صورة للرحم والأنابيب، وبحمد الله لا يوجد أي خلل، وحدث الحمل مباشرة بعد الصورة، ويبدو أن تأخر الحمل كان بسبب التصاق خفيف زال خلال إجراء الصورة، ولكن من بداية الحمل وأنا أشعر بألم أسفل الظهر وإفرازات مائية شفافة، (بدون رائحة ولا حكة)، وعند مراجعتي للطبيبة في الأسبوع الرابع قالت الطبيبة أن كيس الحمل لا يظهر، ولكن بطانة الرحم سميكة، مع العلم أني أجريت فحص الحمل بعد غياب الدورة بيومين، وكان قويا، وعملته مرة أخرى بالدم وحدث الإجهاض في نهاية الأسبوع الخامس.
هل يمكن أن يعود الالتصاق ويؤخر الحمل؟
وهل الإفرازات المائية سبب في الإجهاض، مع العلم أني استعملت penamox وزالت هذه الإفرازات؟
هل ألم أسفل الظهر المصاحب للحمل يكون مؤشر على الإجهاض؟ وهل أراجع أخصائي عظام أم طبيبة نسائية؟ مع العلم أن ألم الظهر أعاني منه قبل الحمل، وغالبا يترافق مع أيام الإباضة إلى حين نزول الدورة، ويتنقل من وسط الظهر وأسفل الظهر.
في حملي الأول كان معي تسمم حمل، فهل له علاقة بالأحمال الأخرى؟
أرجو منكم الدعاء لي بالذرية الصالحة!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نسرين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكر لك كلماتك الطيبة، ونسأل الله -عز وجل- أن يوفق الجميع إلى ما يحب ويرضى دائما، وأن يعوضك بكل خير، ويجعل صبرك واحتسابك في ميزان حسناتك يوم القيامة -إن شاء الله-.
إن أهم علامة تدل على وجود تكيس المبايض هو حدوث اضطراب في الدورة، يكون على شكل تباعد، مع عدم حدوث إباضة بشكل منتظم.
ولذلك فإن كانت الدورة منتظمة وتأكدنا بأن الإباضة تحدث؛ فهذا يستبعد وجود تكيس في المبايض.
وكثيرا ما نلاحظ بأن الحمل قد حدث مباشرة بعد عمل صورة ظليلة للرحم والأنابيب بالصبغة، ويقال في تفسير ذلك بأن بعض الإفرازات المخاطية قد تكون عالقة في الأنبوبة ثم تزول بعد التصوير، والحقيقة أن هذا مجرد افتراض لم يؤكد بعد بشكل تام.
وفي كل الأحوال يجب عمل تصوير للأنابيب والرحم في حال تأخر حدوث الحمل بدون سبب ظاهر.
والإفرازات المتجمعة في الأنبوبة تكون عادة إفرازات بسيطة جدا ومخاطية، وهي تكون موجود بشكل طبيعي، وغالبا ما تتحرك وتزول من تلقاء نفسها حتى بدون تصوير، بفعل حركة الأهداب على سطح الخلايا، وهي لا تعني وجود التصاقات، أي أنها ليست حالة مرضية، وقد تعود وتتجمع ثانية، لكن لا يجوز تكرار التصوير به بسرعة، بحجة التسريع في حدوث الحمل، بل يجب أن تنقضي سنة كاملة.
والإفرازات المائية التي يكون لها رائحة سيئة ولا لون لها هي إفرازات غير التهابية، حتى لو كانت غزيرة، وهي ليست السبب في حدوث الإجهاض، بل هي ناتجة عن تأثير هرمونات الحمل على غدد عنق الرحم، فتكثر إفرازاته في الحمل لتسد عنق الرحم، وهذا أمر يعتبر طبيعي وفيزيولوجي.
لكن إن كانت الإفرازات بلون أصفر أو بني أو لها رائحة غير مستحبة، فهنا تكون إفرازات التهابية، وقد تكون سببا في الإجهاض.
أما ألم الظهر فهو يحدث بكثرة في الحمل، ويكاد يحدث عند أغلب الحوامل؛ لذلك لا يمكن القول بأنه السبب في حدوث الإجهاض.
وإن كان لديك ألم في الظهر قبل الحمل فيجب معرفة سببه، وعمل فحص وتصوير لفقرات الظهر، فقد يكون هنالك انقراص غضروفي أو ديسك، والطبيب المناسب للتعامل مع هذه الحالة هو طبيب الأمراض العظمية.
إن تسمم الحمل قد يعاود في الحمول القادمة، ولذلك فيجب مراقبة الحمل الجديد منذ البداية، والأفضل في مثل حالتك وبوجود الإجهاض هو أن تبدئي بتناول حبوب أسبرين الأطفال فور حدوث حمل جديد، مع تناول حبتين من الكالسيوم عندما يبلغ الحمل عمر 15 أسبوع -إن شاء الله-، فهذا يقي بنسبة عالية من تكرر حدوث التسمم الحملي.
نسأل الله -عز وجل- أن يرزقك بما تقر به عينك، وأن يمن عليك بثوب الصحة والعافية دائما..