السؤال
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
شكرا جزيلا على هذا الموقع، وجزاكم الله خيرا.
استشارتي محرجة ولكني تعبت كثيرا، أنا مريضة بالوسواس القهري، وغير متزوجة، وهذه الفترة أصبحت تأتيني وساوس من نوع آخر، وأتعبتني كثيرا، وهي أنني لا أعرف الفرق بين الإفرازات العادية والمني، أعني أنا عندي إفرازات كثيرة جدا، ولا أعرف أفرق بينها، وتعبت، كل يوم أستحم كثيرا في اليوم الواحد، وآخر مرة لم أستحم لأنني متأكدة أنها إفرازات عادية، لونها شفاف ولزجة، وأنا لم أفكر في أي شيء يثير، كنت أتحدث بالهاتف مع صديقتي، وكنا نتشاجر ولذلك لم أستحم، فهل ذلك صحيح؟
وأرجوكم كيف أستطيع أن أفرق بينها؟ وهل صلاتي جائزة؟ وأريد أن أسأل عن الاستحمام للعادة السرية هل يجب أن أتوضأ ثم أستحم؟
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ السائلة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فمرحبا بك أختنا الكريمة في استشارات إسلام ويب.
نسأل الله تعالى أن يذهب عنك ما تجدينه من الوساوس، وأهم نصيحة نقدمها لك هي أن تعلمي جيدا أن استرسالك مع الوساوس من أعظم ما يجد لك الضرر في دينك ودنياك، فإن الوسوسة من شر الأدواء التي إذا أصيب بها الإنسان كدرت عليه حياته وبغضت إليه الطاعات، وفي أخبار الموسوسين العبرة والعظة؛ ولذا فنصيحتنا لك أن تجاهدي نفسك بقدر الاستطاعة للأعراض عن هذه الوساوس وعدم الالتفات إليها، فألقها وراء ظهرك، وكوني على ثقة تامة بأنه ليس في اتباعها احتياط للدين، ولا تحقيق لرضى رب العالمين، بل هي من عمل الشيطان وتزيينه، فالخير كل الخير لك في دنياك وآخرتك في الإعراض عنها، فلا تعملي بمقتضاها، وقد رخص العلماء في أحكام الموسوس بما لم يرخصوا به في حق غيره، وما ذاك إلا إعانة له ليتخلص من هذا الداء العظيم.
وهذا الذي يخرج منك أيتها الأخت من الإفرازات الظاهر أنه من الإفرازات العادية وليس منيا، فإن المني قد ذكر العلماء له علامات، من أهم هذه العلامات وأقواها: أنه يخرج بلذة، أي يتلذذ الإنسان عند خروجه، وله صفات في لونه، فهو في المرأة رقيق أصفر، وله صفة في رائحته فرائحته كرائحة طلع النخل، ولكن أقوى الصفات التي بها يعرف المني كونه يخرج بلذة، ويعقبه – أي يعقب خروجه – فتور في البدن.
فإذا لم تجدي هذا بأن الخارج ليس منيا، والظاهر أنه من إفرازات المرأة المعروف عند العلماء برطوبات فرج المرأة، وهذا ظاهر في أصله، ولكن يجب الوضوء منه إذا أردت الصلاة، فإنه من جملة الخارج من السبيل.
وأما ما ذكرته عن كيفية الاغتسال من الاستمناء أو ما يعرف عند الناس بالعادة السرية، فننبهك أولا إلى أن هذه العادة القبيحة مضرة لك في دينك، ومضرة لك في دنياك، وهي ليست علاجا لما يجده الإنسان من استعار الشهوة في نفسه، بل هي تصب الزيت على النار، فلا تزيد الشهوة إلا استعارا، ولا تزيدك إلا اضطرابا، فليست هي العلاج لما تعانينه، وخير ما تفعلينه المداومة على الصيام إن قدرت على ذلك، فإنه وجاء كما أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم –، وخير ما تستعينين به الابتعاد عن المثيرات، سواء كانت مسموعة أو مرئية، والابتعاد عن الخلوة بقدر الاستطاعة، وإشغال نفسك بالشيء النافع، فإن النفس إن لم تشغل بالحق شغلت صاحبها بالباطل.
لكن على فرض فعلك لهذه العادة أو خروج المني عند النوم أو اليقظة بشهوة كما قلنا فإن الاغتسال منه يجب فيه تعميم البدن بالماء، أي إيصال الماء إلى جميع أجزاء البدن الظاهر، ولا يجب الوضوء قبله ولكنه يستحب، فإذا توضأت ثم اغتسلت فذاك أمر حسن، وإن لم تتوضئي فالغسل صحيح، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم – أمر الجنب بأن يفرغ الماء على جسده، ولم يأمره بالتوضؤ قبله، لكنه -صلى الله عليه وسلم- كان يتوضأ قبل أن يغتسل، هذه سنة مستحبة.
نسأل الله لك التوفيق لكل خير.