أفضل خلع أسناني على تنظيفها خوفا من أدوات الطبيب.

0 546

السؤال

بسـم الله الرحمن الرحيم

الدكتور الفاضـل/ السلام عليكم ورحمـة الله وبركاته

أولا أنا عمري 22 عاما، والمشكـلة باختصار يا دكتور أعاني من هشاشة وضعف في أسناني، مثل باقي أجزاء جسمي، ولاحظت منذ حوالي 6 أشهر تفتتا وحدوث ثقب في أعلى السن الأمامي الأيسر مباشرة للفك العلوي، وهذا الثقب قريب جدا من اللثة، وقلت لنفسي وقتها لا توجد مشكلة، وعندما أتقدم في السن سوف أقوم بعلاجه، ولكني أهملت أسناني بعدها، ولم أقم بتنظيفها فلاحظت ظهور بقعة سوداء مكان الثقب، مع العلم أن هذا الثقب كان لونه أحمر أو بنينا فاتحا في بادئ الأمر، لا أعرف هل هذا هو لون اللثة أم لون العاج داخل السن بعد كسره، والآن تحول إلى اللون الأسود فهذا دليل على أنه تسوس.

أيضا منذ بضعة أشهر -وبعد حدوث ثقب في السن الأمامي- لاحظت حدوث ثقب آخر في السن الأيمن المجاور للسنين الأماميين في الفك العلوي، فقلت يجب أن أذهب للدكتور لأرى ما المشكلة، وبالفعل ذهبت له وقلت له يوجد اثنان من أسناني بهما ثقوب وتسوس, فقال لي إن أسنانك الأمامية العلوية كلها تحتاج إلى تنظيف (حوالي 6 أسنان) وحشو، وليس اثنتان فقط، كما قال لي لو تركت أسنانك سوف يغوص التسويس إلى العصب، وسوف يسبب لك ألما شديدا ويكلفك هذا كثيرا، حيث إن حشو العصب الواحد يكلف 185 جنيه، وسوف تحتاج إلى العديد من الجلسات لحشو عصب كل سن.

الآن يا دكتور أنا في مشكلة -بالرغم من عدم وجود ألم الحمد لله- ليس لكثر أسناني التي تحتاج إلى تنظيف, أو لوجود ضعف عام بها، أو زيادة الكلفة لعلاج جميع هذه الأسنان.

المشكلة الأصغر من وجهه نظري أنى لاحظت ظهور العاج داخل كل ثقب، وقد سمعت تكرارا من بعض الأشخاص أن الدكتور إذا وصل للعاج وقام بتنظيفه فهذا سوف يسبب ضعفا للسن، وربما يتم كسره أثناء التنظيف والحشو.

أما المشكلة الكبرى بالنسبة لي والمصيبة؛ هي أني أخاف لدرجة لا يمكن أن يتخيلها أحد من عيادات دكتور الأسنان, ومن الأدوات التي يستعملها خاصة أدوات التنظيف، وليس أدوات الخلع، لأنني منذ سنة تقريبا قمت بخلع ضرس كان به تسوس ومكسور نصفه وبه اعوجاج؛ فقالت لي الدكتورة سوف أقوم بحشوه ولم تقل لي أنه حشو عصب فقلت لها (اخلعيه) لأنني أدرك مدى الألم الذي تسببه أدوات التنظيف، فما بالك لو كنت أعلم أن الموضوع خاص بالعصب وليس بالضرس.

شكرت الله أنني اخترت خلع الضرس وهو أفضل؛ لأنني أرى أن الخلع أهون آلاف المرات من الشعور بالألم ومن التنظيف، لدرجة أنني أقول لنفسي اليوم أريد أن يعطيني الدكتور بنجا وتخديرا كاملا للجسم؛ حتى لا أشعر بالألم، أو أنتظر وأقوم بخلع أسناني وزراعة أسنان أخرى؛ لأن صديقا لي قام بتركيب سن منذ فترة وقال لي إن الزراعة سهلة جدا, ولا يوجد بها ألم إلا عـند خلع السن فقط، حيث يقوم الدكتور بوضع السن في مادة لاصقة وغرزه مباشرة في الفك دون أي آلام، بالإضافة إلى أن أمي -سامحها الله- كانت تأخذني عندما كنت صغيرا جدا لعلاج أسنانها، وكنت أسمع صوت جهاز التنظيف المخيف، وهو ما سبب لي عقدة وحالة من الهلع والخوف الشديد جدا من صوت ومنظر هذا الجهاز.

أتمنى منك أن تخبرني بمدى الألم الذي يصل من جراء استخدام هذه الجهاز، ووضع سن التنظيف على الأسنان وتنظيفها, لأني أصبحت مجبرا على تنظيفها الآن، لأن تنظيفها فيما بعد سوف يسبب ألما أكثر، حيث سيصل الألم إلى العصب، ووقتها إما أختار أن أتحمل ألم تنظيف العصب أو أن أقوم بخلع أسناني.

وهل توجد أشياء أخرى في طب الأسنان لتنظيفها بدون أي شعور بالألم، مثل الليزر بعيدا عن هذا الجهاز المرعب؟

وهل إذا قمت بتنظيفها يوميا بالمعجون والمطهر هل هذا كاف؟

وآسف جدا للإطالة وجزاكم الله خيرا في الدنيا والآخرة، ورزقكم الفردوس الأعلى.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما ذكره الطبيب بالنسبة لتدهور حال أسنانك في حال عدم معالجتها هو صحيح ومنطقي، وقائم على أسس علمية، ففي حال معالجتها في الوقت الحالي قد يقتصر الأمر على بعض الحشوات السنية، والتي تعتبر من الأمور الروتينية في عالم الأسنان، أما إن استمرت المماطلة والتأخير فقد يتطور الحال فتحتاج لمعالجة العصب، وهذه أطول وأغلى كما ذكر الطبيب، وقد يتطور الحال أيضا إلى حدوث خراجات والتهابات لثوية مما يزيد من تعقيد الحالة، كما يرفع أيضا من كلفة وزمن المعالجة.

بالنسبة للنقطة الثانية فليس من الضروري أن ينكسر السن عند المعالجة إن كانت الإصابة قد وصلت إلى العاج، ولكنه بالطبع وبطبيعة الحال قد أصبح أضعف بسبب وصول الإصابة إلى هذه المنطقة، إذ أن هذا يعني أن طبقة الميناء الواقية قد زالت، إذ تلعب هذه الطبقة دور الحماية للسن.

بالنسبة للنقطة الثالثة فعلاج العصب وإبقاء السن أفضل من القلع لعدة أسباب، فبعد القلع يبقى مكانه فارغا مما يسبب في تحرك الأسنان المجاورة باتجاه المكان الفارغ، مما يسبب في ميلانها وفيما بعد قد تتطور إلى مشاكل أخرى أكبر.

لذا يجب التعويض عنه بجسر مما يقتضي تحضير الأسنان المجاورة، وأن يتم استبداله بزرعة سنية، وفي كلا الحالتين تكون الكلفة مرتفعة نوعا ما.

أما بالنسبة للخوف من أدوات التنظيف: فهو غير مبرر، إذ أنها أدوات دقيقة تعمل بكفاءة عالية، ويستعملها أطباء الأسنان بشكل يومي، وينصح هنا بضرورة التغلب على هذا الخوف؛ لأن في هذا مصلحة للجسم بشكل عام والفم بشكل خاص، إذ أن هذا الإجراء الوقائي البسيط ذو الكلفة المنخفضة يجنبك -بلا شك- المزيد من الزيارات المستقبلية لطبيب الأسنان، والتي في ذات الوقت ستكون ذو كلفة أعلى، كما لا ينصح أبدا وبأي شكل من الأشكال تفضيل القلع على التنظيف.

أما بالنسبة للنقطة الأخيرة: فبعض العيادات يتوافر فيها أجهزة الليزر التي تستعمل في معالجة الأسنان، ولكنها غير متوفرة في كل العيادات، ويختلف مدى استعمالها باختلاف الحالة.

أما عن الاستعمال اليومي للفرشاة والمعجون والخيوط السنية؛ فهي طريقة ممتازة للوقاية من المشاكل السنية، بشرط معالجة المشاكل السنية الحالية، والمواظبة على زيارة طبيب الأسنان كل ستة أشهر لإجراء الفحص السريري والشعاعي، والذي يساعد على اكتشاف أية مشاكل في بدايتها.

والله الموفق لكل خير.

مواد ذات صلة

الاستشارات