السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سأدخل في صلب الموضوع مباشرة، وهو أني أحببت فتاة تقيم في دولة مجاورة لنا، وكان هذا قبل عام ونصف، وكان من ضمن ما تكلمنا فيه أمر الزواج؛ لأني أحببتها حبا شديدا، وهي كذلك، وكنا ندعو الله أن يستجيب لنا، وهي ملتزمة بالدين وتحفظ نصف القرآن الكريم، وقالت لي: إن هذه أول مرة تحدث فيها شابا, فهي لم تعتد على المعصية، وبالتحديد التحدث للشباب, وأنا أيضا هذا هو حالي, وقد تجلى هذا حيث أني وفي أحد الأيام بينما كنت أتحدث إليها سألتها: هل تظنين أن الله سبحانه سيستجيب لدعائنا، ونحن نعصيه؟ فقالت لا, فقررنا ألا نعود للحديث إلى بعضنا إلى أن أصبح قادرا على الزواج منها، وأن نستمر في الدعاء, فالحب وحده ليس مما أصبوا إليه إن لم تكن خاتمته الزواج، وكان هذا قبل عام تقريبا، وما زلت أدعو الله أن يستجيب لدعائنا.. أحتاج إلى النصح, هل أستمر في الدعاء، عسى أن يجمعنا الله على خير أم ماذا؟
وأنا إلى الآن لا أدري ما ستكون ردة فعل والدي وأهلي عندما أحدثهم بالأمر، لن أحدثهم الآن بالطبع مخافة سوء الظن، والرفض القاطع، فأنا ما زلت طالبا في الجامعة، وأريد إخبارهم في حال أخذهم لكلامي بمحمل الجد أي في آخر عام في الجامعة، أو بعد التخرج إن شاء الله، وجزاكم الله عنا كل خير.
والسلام عليكم ورحمة الله.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ Abd Al Rahman حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،
فأهلا بك أخي الحبيب في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يحفظك ويرعاك، وأن يرزقك حبه وحب من يحبه.
أخي الحبيب: جميل أن ترزق الخشية من الله ومراقبته، وهذه من نعمة الله عليك، وجميل كذلك أن تبحث عن زوجة صالحة دينة تعينك على أمر دينك ودنياك، وجميل أن ترزق مقاومة نفسك فتكبح جماحها وتتوقف عما يغضب ربك، كل هذا جميل منك ونسأل الله أن تكون كذلك وزيادة.. وأنت تسأل أخي الحبيب هل تستمر في دعائك أم تتوقف؟
وأجابة على سؤالك نقول لك: إذا كان الدعاء أن يرزقك الله زوجة صالحة تقر بها عينك وتسعدك في الدارين، فهذا لا بأس به استمر فيه، أما إذا كان الدعاء أن يرزقك الله فلانة بعينها فلا نود منك ذلك لعدة أسباب:
أولا: إن كثرة الدعاء بامرأة بعينها يعلق قلبك ويشغلك، وفي هذا مدخل للشيطان كبير، فربما يعظم الأمر في قلبك حتى تشغل به عن فرائضك وضروريات حياتك.
ثانيا: أنت لا تعرف أين الخير؛ فقد يكون الخير فيها، وقد يكون في غيرها، فلا تضيق واسعا.
ثالثا: أنت لا تعرف متي تقدر على الزواج، ومتى تكون مستعدا، والإنسان إذا رغب فيما لا يقدر عليه عاجلا يظل أرقا ومضطربا ويقل تركيزه ويتشتت أمره، لذا ينصح المختصون ألا يعلق الإنسان قلبه بما لا يقدر عليه حتى يقدر عليه.
لكن يمكن أن يكون الدعاء: اللهم إن كنت تعلم أن هذه الأخت خير لي في ديني ودنياي وعاجل أمري وآجله فاقدرها لي واقدرني لها، اللهم أنك كنت تعلم أنها تصلح لي فهيء لي الأمر ويسره، وإن كانت الأخت لا تصلح لي فاصرفها عني وارزقني خيرا منها وارزقها خيرا مني، ثم تترك الأمر ولا تفكر فيه، ويساعدك على ذلك عدة أمور:
1- إيمانك اليقيني أن ما كان لك ستدركه لا محالة، وأن زوجتك في علم الله قائمة، وأن الله لو قدرها لك فستكون، فإيمانك بالقضاء والقدر يساعدك على ذلك.
2- الانشغال بضرورياتك: فأنت طالب وينبغي أن تنهي دراستك على أفضل ما يكون، وانشغالك بأي أمر فرعي ليس من مصلحتك وسيؤخرك لا محالة.
3- تجنب أوقات الفراغ ما استطعت، وأهم أمر ألا تدع قلبك فارغا، فإن القلب الفارغ محل لعب الشيطان.
4- المداومة على الصلاة في جماعة وكثرة الأذكار.
5- ممارسة أي نوع من أنواع الرياضة.
هذه الأمور تساعدك إن شاء الله على تجاوز تلك المرحلة، فإذا انتهيت من دراستك ساعتها ستتضح لك الأمور أكثر، وستكون في وضع يؤهلك لاتخاذ قرار صائب، والله نسأل أن يوفقك لكل خير، ونحن سعداء بتواصلك معنا، وفي انتظار المزيد من رسائلك والله يوفقك.