السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طفلي عمره خمس سنوات ونصف، وهو هادئ إلى حد ما، لكنه خجول، يعني ما يشارك بأي حفلة، وما يرضى لو طلبت منه مدرسته أن ينشد إلا نادرا، ويكون صوته منخفضا جدا، وهو خجول جدا، ومتعلق بالتلفاز كثيرا، والرسوم أيضا، ويحب يقلد الحيوانات كثيرا، يعني أي حيوان يراه على التلفزيون يقلده في كل شيء.
أنا أحكي له لماذا لا تعمل هكذا؟ ما يرد علي! ولما أسأل عنه في الروضة مدرسته تمدحه، وتحكي عنه أنه ذكي، وأنا لما أراجع معه الدروس التي أخذها أجده حافظا.
علما أنه بطيء بالكتابة جدا، وأنا خائفة عليه من الخجل والانطواء على التلفزيون، وأن يتأثر في دراسته ونشاطه في المدرسة.
أرجو منكم إفادتي، ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ كريمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على السؤال.
هناك أمر أساسي في مثل هذه الصعوبات، وهو أنه في تعاملنا مع مثل هذه الصعوبة أن نجعل من المشكلة مشكلتين! وكيف هذا؟
أي أننا لا نشعر الطفل بأن لديه مشكلة أصلا، وإلا فالمشكلة أو الصعوبة ستتأصل عنده وتتعزز، وهو ربما لا يدرك كثيرا بوجود هذه المشكلة، وربما لا يحتاج أن يعرف بها، ومن ثم سيرتبك من مشكلته الأم، وينضاف إليها ارتباكه بأن عنده مشكلة، وأنه ليس كبقية الناس الطبيعيين.
لذلك يفيد أن لا نعلق على خجله، وأن نبتعد عن عبارات من مثل: لماذا أنت خجول؟ لماذا أنت لست ككل الأطفال؟ يا عيب عليك، أنت غير شجاع، فأنت خجول! "هيا كن شجاعا، ولا تخف .... الخ
إنه أمر طبيعي عن الأطفال في عمر طفلك أن يحاول تقليد الآخرين، سواء كانوا بشرا أو حيوانات، ومن منا لم يحاول يوما أن يقلد حصانا أو قطة أو نمرا....؟!
لا تخافي على خجله، فمعظم الأطفال الذي يعانون من مثل هذا الخجل ينمون ويتجاوزون هذا الخجل، هذا إن فتحنا لهم الطريق، ولم نثقل كاهلهم بهم هذا الخجل.
أفضل ما تفعليه لمساعدة طفلك، أولا أن لا تشيري لخجله، وكما ذكرت أعلاه، وأن تفتحي له مجالا للأنشطة والأعمال، وخاصة الأنشطة الرياضية، وما شابه مما يرفع ثقته في نفسه، ويعينه على تجاوز خجله وغيره، وإذا به يلد من جديد، الطفل الواثق من نفسه.
وبالله التوفيق.