ألم في البطن على شكل حزام حول السرة ما التشخيص؟ وما الدواء؟

0 592

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أشكركم جزيل الشكر على هذا الموقع.

أنا شاب عمري 27 سنة من السعودية,
أعاني –يا دكتوري الفاضل- من ألم في البطن من أربعة أشهر تقريبا.
وفي بعض الأوقات يصل الألم بين الكتفين والظهر, وأحيانا تكون هناك حركة في الأمعاء, وانتفاخ بعد الأكل, وغازات عن طريق الفم, ونغزات في الصدر أحيانا, وإمساك, علما أن ألم البطن حول السرة على شكل حزام, والألم لا يؤثر علي في النوم, ولا أحس بأي شيء في النوم -ولله الحمد- وعندما أتحسس بيدي على بطني أجد حبوبا تحت الجلد, ووزني 108كيلو, وقد أتتني بواسير, وشفيت منها بنسبة 60%, وقد ذهبت إلى طبيبين أخصائيين في الباطنية:
الأول شخصه بأنه قولون عصبي.

والثاني بعد إجراء الأشعة شخصه بأنه قولون, ودهون على الكبد, ووصف لي:
GASEC 20MG
duspatalin retard 200
500 ملغ Amoxycillin
Dogmatil 50 mg
ولم أجد التحسن المطلوب, أرجو منكم تشخيص حالتي, ووصف الدواء المناسب.

ولكم مني جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

كلا الطبيبين شخص عندك القولون العصبي, وبسبب زيادة الوزن فإن هناك دهونا على الكبد, ولكي تتخلص من هذه الدهون على الكبد عليك بتنزيل الوزن إلى الوزن القريب من الطبيعي, والمشي اليومي, وتناول الفيتمينات المضادة للأكسدة, ومنها: الفيتامين A&C&E ويمكن أن تجدها في مجموعات الفيتامينات التي تباع في الصيدليات.

أما القولون العصبي: فالقولون العصبي مرض شائع جدا, ويقدر أن 20-25 % من الناس يعانون من أعراض القولون العصبي، وينجم عن اضطراب مزمن في وظيفة القناة الهضمية، وخاصة الأمعاء الغليظة (القولون), فينتج عن ذلك انتفاخ وآلام في البطن، مع اضطراب في التبرز من إسهال أو إمساك, وهذا ما تشكو منه.

وما يميز القولون العصبي أن الأعراض لا تكون في النوم, أي أنها لا توقظ الإنسان من نومه, ولا تؤدي إلى نقص في الوزن, ولا يكون هناك دم في البراز,
وفي مرض القولون العصبي فإنه لا يكون هناك أي خلل أو اضطراب عضوي، فالأعراض ليست بسبب التهاب أو جراثيم أو أورام، وإنما هي ناتجة عن زيادة الإحساس بتقلصات، واضطراب في حركة الأمعاء.

وتتردد الأعراض فتزداد في فترة معينة، وتخف في أخرى, أو تزول لفترة معينة, وتظهر مرة أخرى فيما بعد، ويلاحظ معظم المرضى أن الأعراض تزداد مع القلق واضطراب الحالة النفسية، كما أنهم يشعرون بالتحسن أثناء الإجازات, وفي فترات استقرار الحالة النفسية، ومن ناحية أخرى فإن الأعراض قد ترتبط بأنواع معينة من الأغذية والأطعمة: كالحليب, والبهارات, والفلفل, والبقوليات، وتختلف من مريض لآخر.

ويستطيع الإنسان مراقبة ارتباط الأعراض بأطعمة معينة, ويتجنبها, ويمكن مراقبة ذلك لكي تتعرف على هذه الأطعمة.

ومن أهم الأمور بالنسبة لهذا المرض أنه مزمن ومتردد، أي أنه غالبا ما يستمر مع الإنسان لسنوات طويلة، وقد يبقى معه طول عمره، وقد يشعر الإنسان بأعراض أخرى أيضا مثل:

1- شعور بالإرهاق والتعب العام.

2- شعور بالشبع وعدم الرغبة في الأكل، ولو بعد مضي وقت طويل بعد الوجبة السابقة.

3 - آلام أسفل البطن أثناء التبول، وأحيانا الشعور بالحصر.

4- آلام شبيهة بوخز الإبر في عضلات الصدر والكتفين والرجلين وغيرها.

وهناك أمر مهم ينبغي التنبه له:
إن تفهم هذا المرض من قبل المريض يفيده في التأقلم مع هذا المرض، وهي أن هذا المرض ليس عضويا، ولهذا فإن الفحوصات التي يجريها الطبيب غالبا ما تكون نتائجها كلها سليمة، وهذا المرض مزمن، وقد يستمر طوال العمر، فعليك أن تصبر وتحتسب الأجر عند الله، وتحاول أن تتكيف مع أعراض المرض.

ومهما طالت مدة المرض، فهو لن يؤدي إلى أي مضاعفات أو أمراض أخرى، فهو لا يؤدي إلى نزيف, أو التهاب, أو سرطان, ولا إلى غير ذلك.

والعلاج هو علاج الأعراض، والابتعاد عن الأمور التي تزيد الأعراض: سواء التوتر والقلق, أو الأطعمة المعينة، فعليك أن تتخير الأطعمة التي تراها مريحة بالنسبة لك، ولا بد وأنك قد تعرفت على كل الأطعمة التي تزيد الأعراض عندك.

وبما أنه مرتبط بالقلق والتوتر فإن ممارسة تمارين الاسترخاء تساعد كثيرا -بإذن الله- وذلك بالجلوس في مكان هادئ: كالغرفة قليلة الإضاءة، وألا تشغل نفسك بأي أمور حياتية، وتفكر في شيء سعيد وجميل، وتغمض عينيك, ثم تأخذ نفسا عميقا وبطيئا, ويجب أن تملأ صدرك بالهواء حتى ترتفع البطن قليلا، ثم بعد ذلك تمسك الهواء قليلا في صدرك، ثم تخرج الهواء عن طريق الفم, ويجب أن تخرجه أيضا بكل قوة وبكل دقة وبطء، وتكرر هذا التمرين خمس مرات صباحا وخمس مرات مساء لمدة أسبوعين أو ثلاثة، وسوف تجد أنه مفيد، والتمارين الرياضية وجد أنها مفيدة أي نوع من التمارين الرياضية -خاصة تمارين المشي أو الجري-.

وبالنسبة للعلاج الدوائي، فهو (دسباتالين) للتقلصات ثلاث مرات في اليوم, مع (دسفلاتيل) للغازات ثلاث مرات في اليوم, مع أدوية مضادة للقلق مثل: الدوغماتيل, ويجب الاستمرار على هذه الأدوية ما دامت الأعراض، وطالما أن الأعراض موجودة فإنه يجب الاستمرار على الدواء حتى تخف الأعراض, ثم تبدأ بالتوقف عنها, ويجب العودة إليها متى عادت الأعراض.

وبعض المرضى يحتاجون المهدئات النفسية, أو استشارة طبيب الأمراض النفسية، وكما ذكرت فقد تكون الاضطرابات النفسية هي السبب في اشتداد أعراض القولون العصبي, وفي كثير من الأحيان تفيد الأدوية المضادة للاكتئاب، والكثير من المرضى تتحسن عندهم الأعراض مع أدوية الاكتئاب مثل: الموتيفال, أو اللبراكس.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات