السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة مخطوبة وزفافي بعد 3 أشهر، عمري 28 عاما، عندي سؤالان الأول هو أنني منذ شهرين أشعر بألم في الثدي الأيسر ويزداد هذا الألم مع قرب موعد الدورة الشهرية، وأقوم باستمرار بفحص الثدي حيث أنني لاحظت آن الثدي الأيسر عند رفع اليدين يوجد فيه نتوء بسيط، وثدي الأيمن يؤلمني فقط عند بدء الدورة الشهرية، وألاحظ انتفاخا في المنطقة البنية المحيطة بحلمة الثدي الأيمن وخاصة في الأسبوعين الذين يسبقان الدورة الشهرية،
أرجوكم ساعدوني، ولا أريد الذهاب للطبيب.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إسلام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بشكل عام إن كان الألم في الثدي له علاقة بالدورة, أي يظهر أو يزداد قبل الدورة , ثم يزول أو يخف بعد نزولها, فهو عبارة عن احتقان في الثدي, يحدث بشكل طبيعي, وهو ناتج عن هرمونات الدورة, ويمكن اعتباره في أغلب الحالات عرض من أعراض ما قبل الدورة, بل يمكن القول بأنه مؤشر غير مباشر على أن المبيض يعمل بكفاءة, وأن الخصوبة جيدة بإذن الله.
أما إن كان هذا الألم مستمرا وشديدا, ولا علاقة له بالدورة الشهرية, أو إن كان موضعا في ثدي واحد فقط أو يترافق مع الشعور بكتل داخل الثدي, فهنا يجب البحث عن السبب, فقد يكون ذلك عن ناتجا عن تليفات أو تكيسات معممة أو موضعية, أو يكون ناتجا عن أورام متفرقة في الثدي, أو بسبب ارتفاع في هرمون الحليب, أو غير ذلك من الأسباب .
أن احتمال حدوث أورام خبيثة في الثدي في مثل عمرك هو احتمال نادر جدا, ولكنه بالطبع ليس معدوما، وهذا يعني بأن الغالبية العظمى من هذه الحالات تكون حالات سليمة بإذن الله, ولا تكون ناتجة عن أورام خبيثة, وإنما عن تأثير الهرمونات على نسيج الثدي, لكن حتى هذه الحالات السليمة, يجب عدم إهمالها, بل يجب الاهتمام بها, فلا يجوز أن يتم تشخيصها بشكل افتراضي أو ظني, أو بناء على فحص سريري فقط.
إن التشخيص الصحيح والمؤكد يجب أن يتم وضعه عن طريق عمل تصوير تلفزيوني وتصوير ظليل للثدي, وإن لم يكف هذا, أي لم يتوضح التشخيص بالتصوير, فقد يستدعي الأمر سحب عينة بالإبرة من الورم أو الكتلة, للتأكد من سلامة الخلايا بداخلها.
أريد مساعدتك يا عزيزتي, ولكن لا يصح أن أقول لك أهملي نفسك, ولا يصح أن أطمئنك من خلال ما ذكرت من معلومات فقط, فهذا خطأ بكل تأكيد, لأن التشخيص الصحيح لا يتم إلا بناء على الفحص السريري والتصوير الظليل معا.
أشجعك على كسر حاجز الخوف والتوجه إلى طبيبة مختصة لفحصك ولعمل تصوير للثدي, فهذه هي الخطوة الأولى الصحيحة.
الخوف لن يحل المشكلة, وستبقين قلقة ومتوترة, وسينعكس هذا الخوف سلبا على جسمك كله, وعلى نفسيتك, مما سيحدث اضطرابا في الهرمونات لا قدرالله.
وتذكري بأن أجسادنا ليست ملكا لنا, بل هي أمانة عندنا, ويجب أن نحافظ عليها, فسنسأل عنها يوم يوم القيامة إن شاء الله.
أسال الله عز وجل أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية دائما.