السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كنت في الثانوية العامة، وكنت أشعر بمضايقات كثيرة من والداي أقاربي؛ لأني أكملت في مادة وأعدتها في الفصل الثالث، وكنت أتحمل المضايقات من ناحية معايرتي ببقية زملائي إلى أن أنهيت الثانوية العامة بنجاح، ولكن معاملة والدي لم تتغير إلا قليلا، ولا تزال سيئة نوعا ما حتى بعد دخولي الكلية.
ومشكلتي الأخرى أخوتي: لا أعرف كيف أتعامل معهم لأني في بعض الأحيان أتعامل معهم بحنية، ولكن فجأة ينقلب تعاملي معهم ولا أعرف ماذا أفعل بهذه الحالة؟
أرجو المساعدة، مع خالص شكري.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ شهاب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأهلا بك أخي الفاضل في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يحفظك وأن يبارك فيك، وأن يرزقك التوفيق في دينك ودنياك وأخراك.
أخي الفاضل: لا شك أن المضايقات التي حدثت لك من قبل والديك وبعض أقاربك أصابتك ببعض الأذى، لكن لابد أن تعلم أخي الحبيب أن الدافع إلى هذا الفعل من قبل والدك لم يكن بغضك أو معاداتك أو حتى مضايقتك، بل كان الهدف منه تحفيزك إلى أن تتجاوز المرحلة التي أنت فيها، وتذكيرك بالسوء من قبلهم الدافع إليه عدم العودة إليه.
فلن تجد أخي الحبيب أحدا في الدنيا يحبك حبهم، ويحرص عليك كحرصهم، ويتمنى لك الخير كما يتمنياه لك، تلك فطرة الله التي فطر الله الناس عليها.
وأما عن المضايقات التي تتحدث عنها مع بعض إخوانك فلابد أن له أسبابا أنت من تعرفها، وأنت من تجيد الإجابة عليها، لكن بصفة عامة لا يوجد بيت إلا وبين الأخوة بعض الاختلافات والمضايقات، وهذا ليس عيبا في حد ذاته، وإنما العيب في عيال فن إدارته، فإذا أحسنت التعامل معه هان وسهل.
وفن إدارة الخلاف تكمن في أربعة نقاط:
أولا: تفهم طبيعة الخلاف، وتقبل الرأي المغاير حتى ولو كان خطئا، فالله مايز بين العقول، فلكل رأيه، ولكل حقه في الاختلاف.
ثانيا: لا يعنى الاختلاف البغض أو الكره، ولا يعني من خالفك أنه حاقد عليك أو حاسد، وكما أنك تبرر لنفسك وتعتقد أنك على الحق فكذلك من خالفك يعتقد ذلك وعليك احترام وجهة نظره.
ثالثا: تحرير محل النزاع : وأعني بذلك وضع يدك على المشكلة دون النظر إلي فروعها ومناقشتها دون التطرق إلي تفريعاتها.
رابعا: البحث عن المشترك، فمن خالفك في أمر وافقك في غيره، وحين يبدأ النقاش بالمتفق عليه يسهل عليك الوصول للحق.
وأختم حديثي إليك بأن لا تكن حساسا حول إخوانك ووالديك، فالكرامة بين المحبين مهدرة.
أسأل الله أن يحفظكم جميعا من كل مكروه، والله ولي التوفيق!