تعلقت بشخص في حياتي، فما توجيهكم؟

1 418

السؤال

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ،،،

أنا أعاني من مشكلة تعلقي بشخص في حياتي، بدأت قصة الحب منذ 6 سنوات تقريبا، هو قريب لي، جمعتنا أوقات جميلة لا تنسى، تعلقت بهذا الشخص بشكل جنوني، كان خلال 6 سنوات يدرس، وبعد الانتهاء من المرحلة الدراسية الثانوية قرر العمل من أجل الارتباط بشكل رسمي، لكن رفض أهله هذه الفكرة، فقرر أن يكمل دراسته لعل الوقت أن يكون كفيلا بحل المشاكل مع والديه، والآن بعد تخرجه من الجامعة يبحث عن وظيفة، وللآن بلا جدوى، أصبح له سنة تقريبا، لكن المؤلم في الأمر أنه ابتعد عني بشكل مفاجئ دون أن يبرر لي سبب بعده.

قررت أن أبتعد وأتركه، لكني لم أقدر وخصوصا أنه قريبي، كل أخباره تصلني وأعرف كم هو يعاني لفراقنا، لكنه يكابر، قناعته بأن بعده لمصلحتي، واعتقادا منه بأنه إنسان ليس له حظ في الدنيا، ومجرد وجودي معه مضيعة لوقتي ويجري عمري دون فائدة، وكل ما زادت صدوده زاد تعلقي به، وصل الأمر لضيق دائم في الصدر،
والإحساس بالخوف وألم الفراق، أصبحت دائما أراه في أحلامي وأصاب باختناق وخوف وألم في الصدر إذا مر يوم كامل ولم أعرف عنه شيئا.

أتمنى أن تفيدوني، وأكون شاكرة لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فأهلا بك في موقعك إسلام ويب ونسأل الله أن يوفقك لكل خير وأن ييسر لك أمرك حيث كان.

أختنا الفاضلة : إننا مقدرون تماما لما ألم بك من تفكير سيطر على مشاعرك، ومتفهمون تماما للألم الذي تشعرين به، ومن هذا المنطلق نقول لك عدة نقاط:

أولا: إننا نؤمن -أيتها الفاضلة- بأن الأمور تسير بيد الله عز وجل، وأن الأقدار مكتوبة والله عز وجل يكتب للعبد ما يصلحه، ولو قدر الله أن يكون هذا الشاب لك فسيكون فلا راد لقضائه، ولو قدر الله عكس ذلك فهو الخير لك، فالعبد لا يعرف أين الخير، والله أخبرنا أن المرء قد يحب ما يضره وقد ينصرف عما ينفعه قال تعالى:{ وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون [البقرة: 216]}، وهذا يدفعنا -أيتها الفاضلة- إلي التسليم لقضاء الله وقدره والاعتقاد الجازم أن قدر الله خيرا لنا.

ثانيا: إن طول المدة التي قضيتها مع هذا الشاب في فترة صغرك لا شك أن لها دورا في التأثير عليك ومرد ذلك عدم الالتزام بأحكام الشريعة التي منعت مثل ذلك الحديث الجانبي بين الرجل والمرأة، وقد قال الله صيانة للرجل والمرأة على السواء قال تعالى:" قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون. وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن"، ولسنا هنا نستحضر الماضي للعتاب، ولكن نستحضره حتى نأخذ العبرة للغد، فليس لك علاج إلا في اتباع دينك والتزام أوامر الله مع الرضى بالقضاء والقدر .

ثالثا: من الأخطاء التي يجتهد الشيطان في زرعها أنك لن تجدي مثل هذا الرجل، وأن حياتك العاطفية تنتهي عنده، ويفعل هذا الشيطان عن عمد حتي يصيبك الحزن والهم مع كثرة التفكير الذي يدفعك إلى الغم ليحقق بذلك مراده من ضياع الوقت سريعا منك إلى سن قد لا يصلح معه الندم، وأنت لا زلت صغيرة والأمر ميسور فلا تنصاعي للشيطان وتفكيره.

رابعا: إن من الأخطاء التي تدفعك إلى مزيد من الهم والغم هو كثرة متابعة أخباره وسبب ذلك هو اقتناعك من الداخل رغم كثرة المصاعب أنه سيكون لك أو أنه ملكك في تصورك على الأقل هذا ما يجعلك حريصة على تتبع أخباره، وعلاج ذلك أن تعتقدي في داخلك أولا أن الأمور بيد الله وأن الرضى بالقضاء هو خير لك وهو ما ينفعك ويذهب عنك ما تجديه من قلق وهم.

خامسا: لقد أخبرك الشاب أن الابتعاد أفضل لك وله ولكن تتبعك للأخبار وتضخيم أمر معاناته عندك هو ما يعوق دون تجاوز الأزمة، والأصل أن ترضي نفسك بأن هذا قضاء الله وقدره ورضاك عن ربك ورضاك بالقدر هو المعين لك على تجاوز الأمر.

سادسا: عليك أختنا بكثرة الدعاء لله أن يرزقك الله الزوج الصالح أيا كان هذا الرجل المهم صلاحه وأن يذهب الله عنك ما يذهب غمك وهمك وأن يصرف قلبك إلى ما يرضي ربك عنك.

نسأل الله أن ييسر أمرك وأن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به والله ولي التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات