السؤال
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،
تحية من عند الله مباركة طيبة لكم جميعا ، و بعد:
أمي عمرها 59 عاما، و تمر بحالة من الاكتئاب الشديد، بدأت معها منذ حوالي 3 أسابيع في صورة اضطراب في المزاج، وضعف الشهية للطعام، وشعور بالتقصير في واجباتها، بجانب خوف و قلق حيث كان على ما يبدو يأتيها شعور بأنها على وشك الموت.
تناولت موتيفال 3 أقراص يوميا، و انتظرنا على هذا العلاج حوالي أسبوعين، ولكن التحسن كان بسيطا وغير ملحوظ، فأضفنا إليه الإيفكسر Efexor XR كبسولة واحدة 75 مجم يوميا، وخفضنا الموتيفال إلى 2 قرص يوميا، وتناولت حتى الآن حوالي 6 كبسولات من الإيفكسر و يوجد بعض التحسن البسيط.
علما بأنها تعاني من الضغط والسكر، ولكننا نتابع قياس الضغط لها باستمرار في المنزل، لعلمنا بأن الإيفكسر قد يتسبب في ارتفاع الضغط.
الاستفسارات كالتالي:
(1) هل تنصحون بإجراء أي تعديل أو تغيير في العلاج؟ على سبيل المثال هل تنصحون بأن نوقف الموتيفال تماما، و نكتفي بالإيفكسر؟
(2) هل يمكن أن تتناول دواء فاتح للشهية مثل Mosegor بجانب الأدوية التي تأخذها؟
(3) منذ بدء نوبة الاكتئاب، و هي كثيرا ما تشكو من دوخة، و عدم اتزان و عدم استقرار في الدماغ، وضعف عام في الجسم، فما الحل؟
(4) هل تستمر على دواء السكر (أماريل (glimepiride) بجرعة 1 مجم مرتين يوميا) رغم ضعف الشهية، و عدم تناولها لنفس المعدل الطبيعي من الطعام والشراب؟
شكرا لكم و جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.
لا شك أن الوالدة قد قامت بإجراء الفحوصات المختبرية المطلوبة في مثل حالتها، وفي مثل عمرها، والفحوصات المطلوبة منها وهي التأكد من وظيفة الدم، وظائف الغدة الدرقية وظائف الكبد والكلى والفحص التراكمي للسكر، ومستوى الدهنيات في الدم، وهي فحوصات أساسية، ومعروفة جدا لدى جميع الأطباء ومعظم الناس، فأرجو التأكد من هذا الأمر.
الاكتئاب النفسي في مثل عمر والدتك لا شك أن العوامل البيلوجية الداخية قد تكون لعبت دورا فيه.
كما أن 20 إلى 30 في المائة من مرضى السكر يعانون من اكتئاب نفسي، كما أن أدوية علاج الضغط في معظمهما قد تسبب اكتئابا بسيطا.
إذن الوالدة لديها عوامل كثيرة تجعل الاكتئاب يأخذ طريقه إليها، لكن أؤكد لك أن هذا الاكتئاب إن شاء الله سوف يزول ويتم علاجه.
أولى خطوات العلاج أن تجد المساندة والدعم الكامل منكم، وأعتقد أنكم على وعي وإدراك بذلك، وأهم أنواع الدعم هو أن نشعرها دائما بأنها دورها في الحياة لم يتقلص، بل على العكس تماما حكمتها ورشدها أنتم في حاجة إليها.
دائما نعطيها إشارات إيجابية، ويجب أن تشجع على التواصل الاجتماعي، زيارة الأرحام وعدم التخلف من المناسبات الأسرية والاجتماعية الحرص على الصلاة والدعاء، هذه كلها من أفضل الأنواع المساندة لنفسية الإنسان.
العلاج الدوائي: الإفكسر دواء ممتاز وفعال جدا، لكن معظم الناس الذين يعانون من الاكتئاب لا يستجيبون إلا لجرعة 150 مليجرام على الأقل في اليوم، علما أن هذه الدواء يمكن أن تكون جرعته حتى 300 ، فأوصى أن ترفع الجرعة إلى 150 مليجرام يوميا مع مراقبة ضغط الدم.
الإفكسر في بعض الحالات قد يؤدي إلى ارتفاع طفيف في ضغط الدم، ولا نعتبر أن ذلك سببا في التوقف عن الدواء، إلا إذا خرج مقاس الدم عن النطاق وارتفع إلى درجة مزعجة.
الوالدة تتناول الآن علاجا لضغط الدم، وهذا أمر جيد، ولا مانع في ضوء ذلك من أن يرفع الافكسر إلى 150 مليجرام في اليوم، تستمر عليها على الأقل لمدة 6 أشهر، أما إذا حدث أي اضطراب في ضغط الدم، فبالطبع يجب أن يتم سحب الإفكسر تدريجيا، واستبداله بدواء مثل (ميرتازبين)، والذي يعرف باسم (ريمارون)، وجرعته هي 30 مليجرام يوميا، ومدة العلاج لا بد أن تكون 6 أشهر، وبعدها ممكن أن تخفض الجرعة إلى 15 مليجرام يوميا لمدة شهرين، ثم يتم التوقف عن الدواء.
أما بالنسبة للإفكسر فالجرعة هي 150 مليجرام يوميا لمدة 3 أشهر على الأقل، بعدها يمكن أن تكون الجرعة 75 مليجرام يوميا لمدة 6 أشهر، ثم 37 ونصف مليجرام إذا وجدت هذه العبوة، وتستمر عليها لمدة شهر، ثم 37 مليجرام ونصف يوما بعد ذلك يوم لمدة شهر، ثم يمكن التوقف عن تناول الدواء.
أما إذا كان الـ(37) ونصف غير متوفرة، فبعد أن تكمل الستة أشهر على الـ(75) مليجرام يمكن أن تجعلها كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهر ثم بعد ذلك كبسولة واحدة لمدة ثلاثة أيام لمدة شهر آخر، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.
أما إذا كانت الوالدة سوف تتابع مع الطبيب النفسي وهو الذي نعتبره الأفضل من حيث الناحية الطبية، ففي هذه الحالة جرعة، ومدة العلاج سيقوم الطبيب بتحديدها.
عقار موتفيال لا أرى أن هناك داع له، ربما تتناول الوالدة عقار دوجاتميل بجرعة 50 مليجرام صباحا ومساء لمدة شهر، ثم 50 صباحا لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.
الدوجاتميل دواء جيد خاصة للأعراض النفسوجسدية مثل الدوخة وعدم الاتزان.
علاج السكر علاج صحيح وسليم، ويجب أن تتبع الضوابط المعروفة في قياس مستوى السكر.
لا أرى أن هناك داع MOSEGOR لأن الإفكسر سوف يحسن من شهيتها.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لها الشفاء والعافية والسداد.