أدمنت جرح الحبوب التي في وجهي مما أثر على بشرتي.. فما الحل؟

0 470

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من حبوب بيضاء صغيرة جدا تحت الجلد منذ صغري, المشكلة أنني كنت أقوم بجرحها ظنا مني بأني أزيلها، مما سبب لي جروحا في وجهي، ولون بشرة غير موحد, وكلما أقوم بعلاجها يقول لي الطبيب أنه يحب أن أتوقف عن جرح الحبوب، والمشكلة أنها أصبحت عادة، ولست قادرة على تركها بالرغم من علمي بضررها الكبير على بشرتي ونفسيتي.

كيف أتخلص من هذه العادة السيئة؟ أرجو مساعدتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ليمار حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

يعرف أن بعض العادات السيئة قد نمارسها يحدث بمرور الزمن نوع من الربط الوسواسي للاستمرار في هذه العادة السخيفة، وقد ينتج عن ذلك نوع من الشعور الاستلطافي، وهذا نشاهده كثيرا وسط بعض اليافعين والشباب، خاصة فيما يخص الخدوش الجلدية، وقد وصفها البعض أنها نوع من الاستشعار النفسي الذي يؤدي إلى إفرازات لبعض المواد الكيميائية منها الأندرفين والانكفلين، وهذه يعرف عنها أنها مواد محفزة وتشعر الإنسان ببعض المردود الإيجابي.

إذن العادة السيئة قد يكون لها عائد إيجابي من الناحية النفسية، لكن يجب أن يتخلص الإنسان منها؛ لأنها في الأصل عادة سيئة مرفوضة، وسلوك سيء يجب أن يرفض، هذا الذي حدث لك هو نوع من التعود النمطي الوسواسي، ويعرف أن الشيء المكتسب الوسواسي يمكن أن يفقد، وذلك من خلال تعديل السلوك والتعليم المضاد، والذي أرجوه منك:

أولا: أن تجلسي مع نفسك، وتناقشي هذا الأمر بشيء من الانفتاح ومصارحة الذات، فهذا فعل مرفوض، وهذا فعل ليس جيد، فلماذا تقحمي نفسك به، لابد أن تكون هنالك ثوابت تقوم على هذا النوع من التفكير المعرفي الفكري، والأمور يجب أن لا تؤخذ ببساطة، ولا تطاوعي نفسك أبدا، اعزمي وقرري وخذي القرار الصواب، وأن هذا الفعل الوسواسي المشوش يجب أن لا يكون جزءا من حياتك أبدا، وهذا نسميه التغير المعرفي كما ذكرت لك وهو أساس العلاج.

ثانيا: قومي ببعض التطبيقات السلوكية الأخرى، ومنها أن تتأملي في أنك تقومين بهذه العادة أي عادة جرح الجسم من خلال محاولة إزالة الحبوب قومي بالتأمل والتفكر في هذا الفعل منذ بدايته، وفي ذات الوقت قومي بالضرب على يديك بقوة، وشدة حتى تحسين بالألم، الربط ما بين هذه العادة السيئة والمكتسبة وإيقاع الألم على الذات يؤدي إلى تفكك الفعل الوسواسي حتى، وأن لم يكن مريحا إذن كرري هذا التمرين الربط بين الاستشعار المؤلم، والعادة، ويجب أن تطبيقه عشرة مرات على الأقل .

يمكن القيام بمحاولة سلوكية أخرى، وهي أن تضعي يديك وأصبعك على بشرتك، وتتخيلي أنك تردين القيام بإيقاع هذه الجروح على نفسك، لكن لا تقومين بذلك أبدا، بل على العكس تماما قومي بصرف الانتباه، وذلك نزع يديك بصورة مفاجئة، وحادة، والتوجيه في اتجاه أخر، هذه حيل سلوكية جيدة جدا إذا طبقت بالطريقة الصحيحة.

نصحيه أخرى وهي أن تتدربي على تمارين الاسترخاء، فهي ذات فعالية جيدة لراحة النفس، والأمر الآخر ربما تكونين محتاجة إلى علاج دوائي بسيط مزيل للقلق الوسواسي، والدواء يعرف باسم فافرين Faverin والاسم العلمي هو فلوفكسمينFluvoxamine وتناوله بجرعة ( 50) مليجرام يوميا لمدة ثلاثة أشهر، والجرعة يتم تناولها ليلا بعد الأكل.

أعتقد أن هذا هو ما أستطيع أن أوجهك للقيام به، وأضيف إليه ما أسميه بصرف الانتباه العام، وهو أن تجتهدي في الدراسة، وتغيير نمط الحياة، وتكوني إيجابية في تفكيرك، وأن تضعي هدفا في الحياة، وتسعي من خلال آليات يمكن الوصول إليها وتطبيقها للوصول للهدف الأساسي، ولا تنسي الدعاء وهو شيء عظيم جدا، كما أنه هو وسيلة متى ما طبقناها سنغير الكثير من حياتنا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات