السؤال
السلام عليكم وبركاته، وجزاكم الله خيرا.
1-كيف أتعامل مع زوجة أخي التي تنشر النميمة في البيت وتوقع بيننا؟ فهي تجمع الأخطاء لكل شخص وتنشر كل كلمة تسمعها مهما كانت وتأخذ من هذا الكلام وتوصله للآخر، ونحن ساكتون عنها خوفا من التصادم والشجار، وحبا في أخي وأولاده، فهل نواجهها أم ندعو الله أن يهديها؟
2-هل تعتبر غيبة عندما أحكي حكاية شخص دون ذكر اسمه؟ وهل عندما أفضفض عن مشاكلي لأحد ما وأذكر مشكلاتي مع ذكر أسماء أصحابها كأن أحكي مشكلة حدثت لي مع أم زوجي لأختي مثلا، هل أكون قد اغتبت أم زوجي؟
عفوا على الإطالة، وزاد الله في حسناتكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم صفي الرحمن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فأهلا بك -أختنا الفاضلة- في موقعك إسلام ويب ونسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك من مكل مكروه، وأن يصلح زوجة أخيك، وأن يهديها إلي صراط الله المستقيم، وقد أحسنت إذ راعيت وضع أخيك، وجزاك الله خيرا على تجنبك الصدام حبا في أخيك وألاده، وهذا هو عين العقل، ونسأل الله أن يبارك فيك.
أما عن كيفية التعامل مع الوضع فالأمر يحتاج إلى عدة نقاط:
أولا: الاقتراب منها والإحسان في التعامل معها، مع عدم ذكر ما يمكن أن يعد سرا وتنقله إلى غيركم.
ثانيا: عدم الاهتمام بما تنقله لكم من غيبة أو نميمة، وتوجيه الحوار إلي وجهة أخرى من دون تجريح أو تلميح إلى خطأ ما وقعت فيه، فإنها إذا لم تجد آذانا صاغية لما تنقله سيضغف الراغب الداخلي عندها في تناقل تلك الأخبار.
ثالثا: إيقاظ الإيمان المخدر عندها وتنميته عن طريق جلسة إيمانية تجمعكم على آية من كتاب الله، أو حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم، على أن تراعي أن تكون الحلقات الأولى في تلك الجلسات على أمر تفعله تمدح فيه، وأضرب لك مثلا: نفترض أنها تحب النفقة أو التصدق، فلتكن الحلقات الأولى عن فضل النفقة، أو تبر والديها فلتكن الحلقات الأولى على بر الوالدين، أو الذكر ... وهكذا المهم أن تشعر في داخلها أنها جيدة وأنها صالحة، وأن تحب تلك الجلسات التي تظهر دفائن الخير فيها، ثم بعد ذلك تتعرضون لآية أو حديث عن الغيبة، وأن تتعاهدوا عقب كل حلقة على الاجتهاد فيما بينكم على إنماء الخير وتعقب مظاهر الشر.
رابعا: الدعاء لها بظهر الغيب أن يرفع الله عنها هذا الأمر، فالدعاء سلاح أهل الصلاح، والله يستجيب لعباده الصالحين ويقلب الله القلوب حيث شاء سبحانه.
وفي الختام نذكرك -أيتها الفاضلة- بأن سر تحول زوجة أخيكم ينبع من شعورها بحبكم وحرصكم عليها، وهذا لا يتحقق إلا بأمرين:
الأول : مدح ما فيها من خير وإظهار محبتك لها عن طريق الثناء عليها ومساعدتها كلما احتاجت إلي ذلك من غير تفضل أو منة.
الثاني: عدم تصيد أخطائها، أو بالأحرى التغافل عن ذكر مساوئها والعمل الهادئ على إصلاح أمرها.
ولا أذكرك -أختنا الفاضلة- أن هذا الجهد في ميزان حسناتك وأنك مأجورة عليه بين يدي الله عز وجل، وفقك الله ورعاك ويسر أمرك وأمرها وجمعكم على الهدى والتقى وسائر المسلمين.
والله الموفق.