السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
منذ سنة مضت وأنا أعاني من أعراض غريبة، وكنت أقول أنني أتوهم، ولكن مع مرور الوقت الآلام تزيد بشكل كبير، بحيث لم أستطع تحملها أكثر، ذهبت إلى المستشفى وأجريت التحاليل، فكانت النتيجة سليمة، لم أعد أعرف ما بي!
عند النوم أغمضت عيني فأرى خطوطا غريبة، وعينا تقترب بشكل مخيف، وأشعر بصداع رهيب جدا، وألم في المعدة، وخصوصا عند القراءة، أحس أن بطني ستنفجر، سابقا كنت أقرأ بدون توقف، ولا أعاني من أي مشكلة، ولكني الآن أحس بألم غريب، ولا أستطيع إكمال أربعة أسطر، وألم أسفل الظهر، وشعور بالغثيان، ورغبة في التقيؤ، وقلة الشهية، وشعور بالعطش، وأحيانا رغبة بالبكاء، لا أعلم سببها.
كذلك أعاني من النسيان بشكل كبير، حيث كنت سابقا أتذكر أشياء قديمة جدا لا تذكر، ولكني الآن لا أذكر ما حدث قبل ساعات، وأشعر بضيق في التنفس، وحرارة شديدة من الداخل، وكأن شيئا يستولي على قلبي، وشعور بالخوف، ووساوس أكاد أكره نفسي منها، وضعف في النظر، وشعور بآلام شبيهة جدا بآلام الدورة، وألم شديد في الرقبة والأكتاف، ورغبة كبيرة في النوم الدائم؛ حيث أنني لا أستطيع الاستسلام للنوم بسهولة وبسرعة، وأشعر بشيء عالق في حلقي، وتركيزي منخفض تماما، وأشعر برغبة بالفرار من المدرسة والمجتمع، وغيرها كثير من الأعراض تزيد مع الوقت.
جميع من أخبرته أخبرني بأنها مشكلة نفسية، ولكني أشك في ذلك، فقمت بالبحث في النت عن أعراض المسحور والمحسود فوجدتها متشابهة لحالتي، والأعراض كلها موجودة في، فأصبحت خائفة، وأنا أعلم أن حالتي نفسية، ولكن هل من الممكن أن تكون الأعراض النفسية هكذا؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إلهام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأنت لديك أعراضا جسدية قد يكون منشؤها نفسيا، أما بالنسبة للعين والسحر فنحن نؤمن بها إيمانا قاطعا، لكن لا أريدك أبدا أن تعتقدي اعتقادات خاطئة حول هذا الموضوع، فلا أحد يستطيع أن يحدد لك أن هذا الأمر ناشئ من السحر والعين، نعم نعرف أن هنالك من يتحدث عن أعراض معينة قد تكون ناتجة من العين والسحر، ونحن أيضا لا ننكر ذلك، لكن يصعب إثباته كثيرا، لذا نقول لمن يرى أنه معيون أو مسحور أو أن به مسا أو شيئا من هذا القبيل، عليه بالرقية الشرعية، وأن يعرف أنه في حفظ الله وفي معيته، وأن يكون حريصا على صلواته وأذكاره، وتلاوة القرآن والدعاء، والمسلم محتاج لهذا كله، حتى وإن لم يكن عرضة لسحر أو عين، فيجب أن تغلقي هذا الباب إغلاقا تاما، وذلك من خلال اتباع ما ذكرته لك.
أنت قلت أنك قمت بإجراء فحوصات عامة وكلها سليمة، وهذا أمر جيد جدا، لكن أنا أفضل أيضا أن تذهبي إلى الطبيب النفسي ليقوم بإجراء المزيد من الفحوصات، مثلا قد تحتاجين إلى صورة للرأس، فقط من أجل التأكد، وقد تحتاجين لفحص مستوى هرمون الغدة الدرقية، وهذا أيضا مهم؛ لأن كثرة النوم واضطراب التركيز كثيرا ما تكون مرتبطة بانخفاض في وظائف الغدة الدرقية، فأنصحك بمقابلة الطبيب مرة أخرى، والطبيب النفسي ستكون زيارته مفيدة جدا لك؛ لأن بعض الأعراض من الواضح أنها نفسية، لكن الأعراض الجسدية أيضا متجسدة وواضحة لديك، ولا أعتقد أنه سوف يكون من الحكمة أو الصواب أن نصف لك دواء من خلال هذه الخدمة .. هذا من ناحية.
ومن ناحية عامة أنت -الحمد لله- صغيرة في السن، وفترة المتغيرات البيولوجية والنفسية هذه سوف تنتهي قريبا -إن شاء الله- ويجب أن تكوني دائما متحفزة نحو المستقبل بنظرة إيجابية، ركزي على دراستك، شاركي أسرتك في كل الأنشطة الحياتية، وساهمي بقدر ما تستطيعين في أعمال البيت من الترتيب والنظام، ومن المهم أيضا أن تصرفي انتباهك تماما عن هذه الأعراض، وذلك من خلال الاجتهاد في الدراسة، وممارسة الرياضة، أي رياضة تناسب الفتاة المسلمة، وسوف تكون ذات فائدة كبيرة جدا بالنسبة لك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.