لي صديقة تتحدث مع شاب، كيف أنقذها منه؟

0 525

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أولا نشكر لكم جهودكم المبذولة، وجزاكم الله خيرا، مشكلتي تكمن في الآتي: إن لي ابنة خالة تعرفت على شاب عن طريق الهاتف، وهي تتحدث معه ليلا هاتفيا كل يوم، هذا الشاب ليس من مستواها الاجتماعي، فهي من عائلة غنية، بالإضافة إلى أن عائلتنا على قدر كبير من التدين، المشكلة أنني نصحتها عشرات المرات أن تترك هذا الشاب، وأن تتوب إلى الله توبة نصوحا، وبينت لها أن ما تفعله لا يرضي الله، ولا يرضي أهلها إلا أنه لا فائدة من كلامي مطلقا!

علما أن صديقاتها أيضا يحثونها على ترك هذا الفعل ولا فائدة، ولا أستطيع أن أخبر أهلها، لأنني أعلم أن النتيجة ستكون وخيمة، ولا يحمد عقباها، إني حائرة جدا في هذا الموضوع، وأشعر بتأنيب ضمير شديد حيالها إن هي استمرت على حالتها هذه، فأرجوكم أعينوني وأخبروني ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نرجس حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه

نرحب بداية بابنتنا الكريمة في موقعها، ونشكر لها هذه المشاعر النبيلة تجاه قريبتها، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يقر عينها بصلاحها، وأن يلهم بنات المسلمين السداد والرشاد، وهو ولي ذلك والقادر عليه.

نكرر شكرنا لك ابنتنا الفاضلة على هذا الاهتمام والحرص على مصلحة أختك وقريبتك، وهذا دور ينبغي أن تقوم به كل مسلمة ويقوم به كل مسلم كذلك، طاعة لله تبارك وتعالى، فإن المسلمين نصحة والمنافقون غششة، وهذا نصح في باب من أهم الأبواب، فعليك أن تواصلي النصح، وأن تجتهدي في إبداء النصيحة إليها، وأن تبيني لها عواقب هذا العمل، وأن تكرري النصيحة، وأن تثني على جمالها وعلى إيجابياتها قبل أن تنصحيها، واختاري الأوقات الجميلة والألفاظ الجميلة حتى تستجيب لنصحك.

لا مانع بعد ذلك إذا هي تمادت وأصرت ورفضت وأصرت على السير في هذا النفق المظلم أن تقولي لها ( أنا الآن في خيار صعب، فإذا لم تبتعدني عن هذا الشيء فإن الدين يأمرني أن لا أسكت، ديني يأمرني أن أتكلم، وأنا حقيقة ما أريد أن أحرجك)، وعليها أن تعلم أن الله تبارك وتعالى يستر على الإنسان، ويستر عليه، ويستر عليه، فإذا لبس للمعصية لبوسها وبارز الله بالعصيان هتكه وفضحه.

عليها أن تعلم أنها فتاة، والفتاة مثل الثوب الأبيض، والبياض قليل حمل الدنس، فعليها أن تتقي الله تبارك وتعالى، وتعلم أن الله يعلم السر وأخفى، عليها كذلك أن تراعي مصلحتها ومستقبلها، فإن هذا يشوش عليها في مستقبلها، فمثل هذه العواطف المحرمة خصم على سعادة الإنسان بعد دخوله إلى حياته الصحيحة.

كذلك في هذا العمل فقد لثقتها في نفسها، وثقتها حتى عند الذي يتكلم معها هذا الشقي، وستفقد ثقتها عند أهلها كذلك، ولن يصدقوها بعد ذلك، إنها بذلك أيضا تسيء لسمعتها وسمعة العائلة كما أشرت -وأحسنت- ولذلك ينبغي أن نبصرها بهذه العواقب، نبصرها بالعواقب والنهايات المظلمة لهذا الطريق؛ لأن المرأة وهذه الفتاة بالذات تحتاج إلى أن تبصر عواقب الطريق، وتحتاج إلى أن تنظر هذه الحياة المظلمة ولا تغتر بكلام هذا الذئب، ففي الشباب ذئاب يجيدون فن الاحتيال وفن الكلام الجميل، أمثال هؤلاء الأشرار يتغدى أحدهم بالفتاة ويتعشى بأخرى، ولا يبالي بسمعة الفتاة.

كما أن هذا الشاب قد يمسك عليها بعض الكلام ويهددها به مستقبلا، فهي تورث نفسها وتدخل نفسها في نفق مظلم، لذلك عليها أن تحاول الانسحاب وبسرعة، عليها أن تحاول الانسحاب وبحكمة، عليها أن تتوب إلى الله تبارك وتعالى.

بيني لها أن الدائرة تتسع، فأنت عرفت الآن وعدد البنات عرفن، وهذا الشقي أيضا ربما عرف آخرين على هذا العمل الذي يقوم به، لذلك ينبغي أن تنتهي وتتوقف عن هذا العمل فورا، فإن الله يتوعد الغافلين المقصرين، فيقول:{ فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}، فلا تعرض نفسها للسوء، ولا تعرض نفسها للشر، وعليها أن تتوقف عن هذا العمل الذي لا يرضي الله تبارك وتعالى.

أرجو كذلك أن تنبيهها إلى أن مثل هذا الشاب أولا أهلنا لا يقبلونه، أهل الفتاة لا يقبلونه، وإن قبلوا به فنحن لا ننصحها في أن ترتبط به، لأن من كان معها في المعصية، من كلمها من وراء أهلها سيأتي الشيطان الذي يجمعهما على الغفلات الآن هو نفس الشيطان الذي سيأتي ليقول (كيف تثق فيها) هو نفس الشيطان الذي سيأتي فيقول (كيف تثقي فيه)؟ لذلك ينبغي أن نعرف حيل الشيطان، ولا شك أن البدايات الخاطئة لا توصل إلى نتائج صحيحة، ولو حصل لو فرضنا أنه تم الزواج -وهذا يبدو أنه شبه مستحيل لاعتبار أن الشاب لا يرضاها زوجة، ولا يأمنها على بيته، ومهما كان الشاب فاسقا فإنه يقول: كيف آمن على مثل هذه الفتاة التي رضيت أن تكلمني- ولو فرضنا أنه رضي بها زوجة فسيهينها وسيلحق بها الأذى والضرر، لأنه لا يثق بها، وليست أهلا للثقة، وهو كذلك ليس أهلا للثقة، فكما قلنا ينبغي أن يكون واضحا أمامها.

كذلك هي ستخسر أهلها لأنها ستخرج في معارك طويلة معه من أجل أن يرضوا بهذا المستوى الاجتماعي، فالإسلام لا يقبل أي علاقة بين شاب وفتاة إلا في إطار الشرعية أو المحرمية، إلا في إطار الزواج الشرعي أو العلاقة الشرعية، أو في إطار المحرمية -أن يكون محرما لها- أما هذا فإن مثل هذه العلاقات لا يمكن أن تقبل، وليس فيها مصلحة.

إذا ندعوك مرة أخرى وثانية وثالثة إلى أن تظلي معها، وتكرري لها النصح، وتبيني لها خطورة ما تفعل، وتبيني لها أن هذا الشاب لا يمكن أن يتزوج بها، وأن أهلها لا يمكن أن يرضوا به، فالإنسان لا يرضى إلا بعلاقة عليها غطاء شرعي بمعرفة الأهل، عن طريق المجيء إلى البيوت من أبوابها، خطبة رسمية، ولا يرضى بعلاقة لا تنتهي بالزواج، وهذه علاقة لا تنتهي بالزواج لوجود هذه العواقب، ونحن أيضا لا ننصح أبدا بإكمال مثل هذا المشوار لما يترتب عليه من أخطار ومصائب كبيرة، كوني عونا لها ولا تتركيها للشيطان، وحاولي أن تتدرجي معها في النصح، وإذا اضطررت أن تخبري أهلها فمهدي لها، وهدديها بذلك، فإن توقفت وإلا فأرجو أن تكتبي إلينا حتى نبين لك الطريقة الصحيحة التي يمكن أن تتخذ إذا حاولت في حالة الرغبة في تصعيد هذا الأمر أو إذا لم يكن هناك خيار إلا هذا الخيار الصعب، عند ذلك أرجو أن تتواصلي مع الموقع لنتفق على خطة مناسبة بعد أن تنقلي لنا ماذا تقول هذه الفتاة عندما تنصحوها، هل هي من النوع المكابر، هل هي من النوع الذي يقول اسألوا الله لي الهداية، أو سأترك؟ لأن هذا أيضا له أثر كبير في الإجابة، وفي الوصول إلى الحل الصحيح.. نسأل الله أن ينفع بك وأن يقر عينك بصلاحها، وأن يجعل ذلك في موازين حسناتك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات