أرغب في الزواج من امرأة يتيمة... فكيف أقنع زوجتي بذلك؟

0 513

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ملخص الموضوع أن لي قريبة كنت قد أحببتها وتقدمت لها ووافق الأهل، ولكن قبل حفل الخطوبة حدثت مشاكل ولم يتم الزواج، ثم مرت الأيام وتزوجت بأخرى، وهي تزوجت من آخر، ولها منه بنت، ثم علمت أنها مازالت تريدني، وأنها على خلاف مع زوجها، وقد طلقها مرتين لسوء خلقه بشهادة بعض الأهل، ويريد أن يطلقها نهائيا؛ لأنه تزوجها ظنا منه أن لديها مالا ومسكنا، وأنا متزوج من حوالي ثلاث سنوات ولي ابن.

السؤال: هل يجوز لي في حالة طلاقها أن أتزوجها كزوجة ثانية لأكرمها وأحفظها؟

علما بأنها يتيمة الأم وأبوها متزوج، وزوجته تبغضها وترفض عودتها لمنزل أبيها، وهو ضعيف الشخصية، وهي لا تعمل، ولم تكمل تعليمها الجامعي حتى تجد وظيفة مناسبة، وكيف أقنع زوجتي بهذا لعدم جرح مشاعرها؟

علما بأن رغبتي في الزواج بها ليست رغبة جنسية على الإطلاق، فهي ستكون مطلقة ولها بنت، ولكن حبا لها وإكراما وصونا لها؟

أفيدوني جزاكم الله خيرا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ م ش حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه.
بداية نشكر لك التواصل مع الموقع، ونشكر لك كذلك هذه المشاعر النبيلة تجاه تلك اليتيمة، ونسأل الله أن يسهل أمرها، وأن يلهمها السداد والرشاد، وأن يعينها على إصلاح بيتها وذريتها، هو ولي ذلك والقادر عليه.

وحقيقة كم نأسف عندما يشعر الإنسان أن الأهل أحيانا يتدخلون بخصام ليس للزوجين فيه ذنب، فيكونون سببا في الفراق، وسبب لفشل الخطبة أو الزواج رغم ميل كل منهما للآخر، ولكن قدر الله وما شاء فعل، والآن أرجو أن لا تشعر تلك المرأة التي عندها مشاكل مع زوجها أنك أيضا تميل إليها وتؤيد الرغبة والعودة إليها، لأن ذلك من شأنه أن يعقد المشاكل، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينها على إصلاح حالها وأن يرد زوجها إلى الصواب.

لكن كما حصل وافترضت لو أنها وصلت إلى طريق مسدود وانتهى هذا الأمر إلى الطلاق دون أن تكون لك أي صلة لا من قريب ولا من بعيد، ولا تحاول حتى عن طريق الأهل أن تشعرها بأنك تشاركها الميل أو تشاركها الرغبة في العودة إلى الحياة الأولى أو الزواج منها، لأن هذا نخشى أن يدخل في مسألة أن يخبب الإنسان الزوجة على زوجها، لأن هذا مما نهت عنه الشريعة، فأرجو ألا يعلم أحد ما عندك من رغبة وما عندك من مشاعر، ودع الأمور تمضي في سبيلها، فإن كانت المشكلة لم تنته إلا بالطلاق النهائي وخرجت من عدتها، عند ذلك لا مانع من أن تفكر بهذه الطريقة، أن تفكر في أن تكرمها وأن تتزوج بها، فالشرع لا يمنعك من ذلك، وعليك أن تكون أهلا لهذه المسؤولية، فإن التعدد مما جاءت به الشريعة، ولكن شرطه العدل، شرطه كذلك أن يكون الإنسان عنده القدرة والاستطاعة، وعند ذلك ستؤجر بهذه الرغبة وبهذه النية الطيبة، وأرجو أن لا تقول أيضا ليس لي رغبة أو كذا أو نحو ذلك من الكلام، فإن أي امرأة تسمع هذا الكلام فإنها تتأثر بما تسمع.

وهذه الرغبة مشروعة، لأنها من أهداف الزواج، وبعد ذلك كونك تصحبها بنيات صالحة ورغبة في إكرامها ورعايتها وصون لها فهذه أمور إذا صدقت فيها فأنت مأجور أجرا عظيما جدا عند الله تبارك وتعالى، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يبارك فيك، ونشكر لك حقيقة هذه المشاعر النبيلة.

أما بالنسبة لزوجتك الحالية: فنحن نوصيك بإكرامها والإحسان إليها، والقيام بواجباتها، وأداء ما لها كاملا بقدر ما تستطيع، وعند ذلك إذا أردت أن تتزوج فإن رفضها وقبولها ليس شرطا في الزواج بالثانية، ولكن نحن نتمنى أن يحصل الوفاق وأن يحصل التفاهم، وعند ذلك حتى لو هي غضبت فذلك دليل على حبها لك ورغبة في أن تكون عندك وحدها، وهذا أمر مشروع ومقبول من المرأة، بل هو فطرة فيها، قد تكون هذه المشاكل وهذا الرفض دليل على شدة حبها وميلها لك، فأكرمها لأجل ذلك، واصبر عليها لأجل ذلك، وواصل إحسانك إليها وإن أساءت، لأن الرجل ينبغي أن يقدر هذا الجانب في المرأة خاصة إذا كانت وفية وتقوم بواجبها على أكمل وجه، وعند ذلك حتى ولو غضبت فإن الغضب سيكون له مدة محددة، ولن يزيد الغضب إلا إذا قصرت أنت بأن حصل منك ميل أو تقصير تجاهها أو تجاه زوجتك أو تجاه أو أولادك، فإذا أدى الإنسان ما عليه فإن الناس دائما يسكتهم العدل، وكم تمنينا ممن عددوا أن يقيموا هذا العدل وأن يقيموا الصورة المشرقة، من أجل أن يشجعوا الآخرين، ليكون في ذلك إقناع للأخوات.

فإنه للأسف هناك مواقف سيئة ممن عددوا، وأيضا الإعلام يضرب على هذا، وربما يأتون بمسلسلات كمسلسل الحاج متولي، الذي عمق النظرة السيئة لهذا الأمر الذي شرعه الله تبارك وتعالى وهو مسألة التعدد.

التعدد إذن هو حلال، لكن التعدد مسؤولية، وواجب الرجل أن يكون على قدر هذه المسؤولية، وعليه أن يحتمل من أهله سواء كانت الزوجة الأولى أو الزوجة الثانية، ويحسن للجميع.

والآن نوصيك بتقوى الله تبارك وتعالى، ثم بكثرة اللجوء إليه، ثم بعد ذلك بأن تكرم هذه الزوجة التي عندك وأن تحسن لها، وإذا خرجت المرأة المذكورة من عصمة زوجها وأصبحت بحاجة إلى من يأويها ومن يتزوج بها فلا مانع من أن تتقدم للزواج منها بهذه النية الطيبة وبهذه المشاعر النبيلة التي تقدمها، أما الآن فإننا نكرر وندعوك إلى ضرورة كتمان ما في نفسك من مشاعر تجاه تلك المرأة، لأننا نخشى أن تستمع لها فتزداد نفورا وتمردا على زوجها.

نوصيك كذلك بتقوى الله مرة ثانية، وبأن نشغل أنفسنا بالمفيد وبالتقرب إلى الله المجيد، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يبارك فيك، وأن يهيأ لك من أمرك رشدا، وفي كل الأحوال نحن نتمنى أن تساعدها إذا كانت في حاجة للمساعدة، فإننا نفترض أنها لو خرجت من عصمة زوجها وتزوجت بآخر رضيت به فعند ذلك ينبغي أن تكرمها، فإن هذه الأمور كما لا يخفى عليك الإنسان لا يستطيع أن يحددها، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يقدر لك ولها الخير، واجعل هدفك الآن أن تستقر، فإن حصل ذلك الطلاق والفراق دون أن يكون لك فيه يد فأنت ولله الحمد هيأت نفسك للقيام بدور عظيم ومهمة كبيرة، وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم.

نسأل الله أن يعيد الوئام والمودة والرحمة والعفو إلى بيوت المسلمين، وأن يلهمنا جميعا السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

مواد ذات صلة

الاستشارات