ما مدى خطورة المشيمة النازلة علي وعلى الجنين؟

0 841

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله في جهودكم، وجعل ما تقومون به في ميزان حسناتكم.

أنا حامل منذ يومين وثلاثة أشهر، ومشكلتي هي استخدامي لحبوب منع الحمل جينيرا لمدة شهر وعدة أيام دون علمي بالحمل، وقبل أسبوع تقريبا حصل معي نزيف واستمر لمدة ساعتين تقريبا، مع نزول قطع كبيرة الحجم.

ولقد ذهبت للمستشفى، وقالت لي الدكتورة: أن الجنين بحاله ممتازة، وأعطتني إبرة مثبتة، وبعدها بيوم حصل معي نزيف مرة أخرى، ولكنه كان أقل، وبلون أغمق، مع آلام وشد بأسفل بطني، وعندما راجعت المستشفى، قالت لي الدكتورة: بأن المشيمة نازلة كليا, والآن الآلام في أسفل بطني مستمرة معي، بالرغم من استخدامي للمثبتات، وينزل علي بعض نقاط من الدم، وأكثر شيء أخشاه الآن، هو تأثير تلك الحبوب على الجنين.

وما مدى خطورة المشيمة النازلة علي وعلى الجنين؟ خاصة وأنني أعمل، ولا أستطيع أن آخذ إجازة.

وللعلم: فأنا لدي ثلاثة أولاد، وكانت ولادتي الأولى قيصرية، والثانية كانت المشيمة نازلة جزئيا, وكانت الولادة طبيعية للثاني والثالث.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم سيرين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نشكر لك كلماتك الطيبة، ونسأل الله العلي القدير أن يوفق الجميع إلى ما يحب ويرضى دائما، ونرحب بتواصلك معنا في الشبكة الإسلامية.

أما بالنسبة لسؤالك عن تأثير حبوب منع الحمل على الجنين حاليا؛ فأقول لك: بأنه لا تأثير لها - بإذن الله -، وذلك أن الهرمونات الموجودة في هذه الحبوب تشبه كثيرا الهرمونات التي تفرز من المشيمة, وهي بكمية قليلة جدا لا تكاد تذكر أمام الكميات التي تفرزها المشيمة, لذلك لا داع للخوف, فلن يكون لها تأثير ضار على الجنين - إن شاء الله -.

وفي بعض الأحيان عندما ينزل الدم بكثرة, رغم كون الجنين بوضع سليم, فقد يكون التفسير هو حدوث حمل توأم في البدء, أجهض أحدهما واستمر الآخر, ولكن المشكلة هي صعوبة الجزم بالتشخيص بأثر رجعي, أي بعد حدوث الإجهاض, ولكن يجب وضع هذا الاحتمال بالذهن في مثل حالتك, خاصة وأنك تعانين من ألم في البطن مستمر, لأن الإجهاض يسبب مثل هذا الألم, بينما نزول المشيمة يسبب النزف لكن بدون حدوث ألم في غالبية الحالات.

على كل حال فإذا كان نزول المشيمة في هذه الفترة من الحمل نزولا خفيفا, فإنه سيتحسن، وتصبح المشيمة بوضع طبيعي بعد تجاوز الحمل عمر 20 أسبوعا, وهذا يحدث بنسبة تصل لأكثر من 95% تقريبا من الحالات - بإذن الله-, حيث تنمو المشيمة، وتصعد للأعلى مع نمو الرحم، أما إن كان نزول المشيمة بدرجة شديدة, فهنا قد لا تصعد للأعلى, بل قد تبقى بوضع منخفض, ويستمر النزف, وهذا لا يتم التأكد منه إلا بعد عمر 20 أسبوع.

ويجب على كل حامل تعاني من نزف مهبلي, مهما كان سببه, أن تلتزم الراحة, إلا في حال تم التأكد بأن هذا الدم ليس صادرا عن الحمل, كأن يكون صادرا عن لحمية، أو قرحة في عنق الرحم مثلا, ولذلك فمن المهم جدا أن يتم عمل فحص بالمنظار النسائي لكل حامل تعاني من نزول الدم في الحمل, مع ضرورة أخذ مسحة من عنق الرحم, لنفي احتمالات أخرى قد تكون موجودة ولا ينتبه إليها.

وأرى أنه يجب أخذ تقرير طبي بالحالة من الطبيبة المتابعة, ويجب أن تذكر فيه حاجتك إلى الراحة، أو أخذ إجازة من العمل, إلى أن يتوقف النزف كليا - بإذن الله تعالى -، ولا بديل عن الراحة في هذه الحالات, فهي الأساس, وإلى جانبها يجب الإكثار من تناول السوائل المفيدة والماء, مع الاستمرار على المثبتات, وهذا كله نوع من الأخذ بالأسباب ليس إلا, لكن يبقى التوكل على الله عز وجل هو الأهم, فهو خير الحافظين.

نسأل الله عز وجل أن يكمل لك الحمل والولادة على خير.

مواد ذات صلة

الاستشارات