أخت زوجي تتحكم بزوجي وفي حياتنا...فكيف أتعامل معه ومعها؟

0 575

السؤال

زوجي لا يعتبرني موجودة في حياته، أخته بالنسبة له كل شيء، ويطلب منها كل شيء، ويقول لها كل شيء عن حياتنا، ودائما يمدحها، ويكبرها، بالإضافة أنه يتحكم في كل شيء في لبسي، وخروجي، وفي كل شيء، وأيضا يخطئ في حقي ويهينني أنا وأهلي، ولم أرد عليه حفاظا على كرامتي وعيشي معه.

أرجوكم أفيدوني، وخصوصا أنه يراني صغيرة، ولم أملئ عينه بالرغم أنه يحبني جدا لدرجة التملك.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمينة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بداية نرحب بك -ابنتنا الكريمة- في موقعك، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يلهمك السداد والرشاد، ونشكر لك التواصل مع هذا الموقع والاهتمام بالسؤال، فإنما شفاء العي السؤال، وكم نسعد عندما تأتينا مثل هذه الأسئلة التي تدل على وعي وتدل على نضج، لأن الإنسان قبل أن يتصرف ينبغي أن يسأل أهل الاختصاص ويستشير إخوانه، ولن يندم من يستشير أو يستخير.

ابنتي الفاضلة: لقد تفهمنا المعاناة التي تعيشين فيها، ولكن إذا كان زوجك يحبك إلى هذه الدرجة فأرجو أن تتسامحي في بقية الأمور، ليس لأنه على صواب، وليس لأننا نفضل ذلك، ولكن لأن طبائع الناس مختلفة، فهذه الأخت قد تكون هي الكبرى، أو قد تكون هي صاحبة الشخصية القوية، قد تكون هي المؤثرة عليه، وأحيانا تكون الأخت هي البديلة عن الأم، توفر له جرعات من الحنان، فارتباط هذا الزوج بأخته أو بأمه لهذه الدرجة يدل على أنه بحاجة إلى جرعات من العطف والحنان.

هذا طبعا على صلة بالطريقة التي تربى بها، والطريقة التي عاش عليها، فمن الرجال من يتربى تحت رعاية كاملة من أمه، ومنهم من يتربى تحت رعاية كاملة من أخت من أخواته، وبالتالي عندما تزيد جرعة الاهتمام ويعتاد هذا على الاتكالية وتصبح هذه الأم أو هذه الأخت هي المحرك، فإن هذا فعلا مصدر ضيق لكل زوجة، لكن أرجو أن تتفهمي هذا الجانب وتحاولي أن تخرجيه منه رويدا رويدا، ولا تظهري الضيق والضجر، وحاولي أن تطالبي بحقوقك وتأخذيها، وحاولي أن تدخلي إلى حياته وتهتمي به.

يبدو أن هذه الأخت أيضا تعرف المداخل إلى نفسه، فإننا نستطيع أن نسيطر على الإنسان إذا تعرفنا على اهتماماته، إذا تعرفنا على الطريقة التي يفكر بها، إذا تعرفنا على الأمور التي يحبها، إذا تعرفنا على الأمور التي يتضايق منها، فاكتسبي أنت هذه الثقافة، ووفري له هذه الأشياء، والإنسان يمكن إذا عاش مع شخصية وفهمها يستطيع أن يؤثر عليها مهما كان وضع هذه الشخصية، كما ذكر بعضهم في كتاب (كيف تدير مديرك) كيف يستطيع الإنسان يسيطر حتى على المدير من خلال هذه المعاني، معرفة نمط الشخصية، معرفة الطريقة التي يفكر بها، معرفة الأشياء التي يحبها، معرفة الأشياء التي لا يحبها، معرفة الأشياء التي يتطلع إلى تحقيقها، فيسارع الإنسان إلى تحقيق ما يريد، وتفادي ما يغضب، والتفاهم معه في الأمور التي تحتاج إلى مناقشة وفهم.

نحن نريد منك أن تسلكي هذا السبيل، والعلاج: هو أن تقتربي من هذا الزوج، ولا تذكري أخته إلا بالخير، وحاولي التعرف عليه والدخول إلى حياته، واحتملي منه ما يسمع، واحتملي منه ما يقول من أجل المصالح العليا، فلن يستطيع أن يهين أهلك لأنه اختارك من بين النساء، فأنت عنده غالية، وإذا تكلم عن أهلك بسوء فإن الله تبارك وتعالى يدافع عنهم، فلا تشغلي نفسك بهذه الأمور خاصة، والظاهر أنه لم يتكلم أمامك، وإنما أنت سمعت، وكأنك كنت ترخين أذنك لتستمعي إليه، فلا تلتفتي لمثل هذا الكلام، وقد أسرك من أرضاك ظاهره، طالما هو لا يشتم ولا يسيء في الظاهر، فالأمر بينه وبين الله تبارك وتعالى، ولن يتضرر أهلك من كلامه عليهم أو من ذلك الذي يحصل منه، بل هي حسنات تضاف إلى حسناتهم.

أرجو أن تشغلي نفسك بالأمور الأساسية، ولا تقفي عند مثل هذه الأمور الصغيرة، وإذا كانت أخته تأمره وتنهاه وتحركه وتتدخل في لبسه فهذا أمر نحن نتفهم أنه يضايقك، لكن نخاف أن تتدخل في حياتك أنت، أو تحول بينك وبين تحقيق المعاني التي يهدفها كل زوج وتهدف إليها كل زوجة.

مع كل ذلك فإن هذا الأمر لن يطول إذا أحسنت كما قلنا التعامل مع الزوج والاقتراب منه، وأنا حقيقة سعيد جدا بحرصك على الاستمرار وبرغبتك في المحافظة على بيتك، وهكذا ينبغي أن تكون العاقلة، ولا تقف المرأة عند الأمور الصغيرة، وإنما تتجاوزها وتمضي، وتذكري أن الشيطان هو الذي يضخم مثل هذه الأمور، وأن الشيطان هو الذي يريد أن يخرب البيوت، ولا يوجد إنجاز يفرح عليه الشيطان مثل أن ينجح أحد العفاريت من أجناده في أن يخرب بين زوجين ، ففوتي على الشيطان هذه الفرصة، وفوتي على شياطين الإنس والجن مثل هذه الفرص، واحرصي على أن تشغلي نفسك بالمفيد، وتوجهي إلى الله تبارك وتعالى، وأصلحي ما بينك وبين الله وسوف يصلح الله ما بينك وبين هذا الزوج ويكتب لك السعادة، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

وصيتي لك إذن بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ثم بالاقتراب من هذا الزوج، ثم بالصبر على شقيقته وأخته، ثم بالإحسان لها وله، ثم بالتغافل على الأمور الصغيرة، ولا تقفي عند كل نقطة وعند كل مسألة، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يقر عينك بصلاح الحال، وأن يطيل لنا ولك في طاعته الآجال، وأن يردنا إليه جميعا، إنه الكبير المتعال.

نسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات