أكتم مشاعري ولا أرد على من يستفزني...ما نصيحتكم؟

0 344

السؤال

عمري 30 سنة، أحس بأني عصبي جدا، ولكن لا أستطيع إخراج عصبيتي؛ لأني أحس عندما أعصب أغالي فيه، لذلك أكتم مشاعري بخصوص عصبيتي، فأحيانا أتعرض لمواقف تستفزني، فلا أستطيع التعامل معها، أحيانا بعض الأشخاص يستفزني، فلا أستطيع الرد عليه، وبعد ذلك أحدث نفسي، لماذا لم أرد عليه.

إذا طلب مني عمل شيء، أشعر وكأن أحدا ما يراقبني فأتوتر، يطلب مني أحيانا استشارات في مجال عملي، فلا أستطيع أن أتخذ قرارا، مع العلم أحيانا أنه عند السؤال عن استشارة بخصوصها لا أستطيع أن أفكر فيها أمام أحد، أما إذا اختليت مع نفسي، فمن الممكن أن أجد لها جوابا، أحس أن قدراتي العقلية والجسدية أحيانا أكثر من المنجز في الواقع.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإن العصبية والتوتر قد تكون سمة من سمات الشخصية، وفي ذات الوقت قد تكون ناتجة من احتقانات نفسية، وكثير من الإخوة والأخوات الذين يمنعهم الذوق والحياء عن التعبير عما بداخلهم ينتهي بهم الأمر إلى احتقانات نفسية شديدة، وكما يحتقن الأنف تحتقن النفس، فلذا في مثل حالتك لابد أن تلجأ إلى ما نسميه بالتفريغ النفسي، وهو تجنب الكتمان، وأن تعبر عن نفسك خاصة في الأمور التي لا ترضيك، بشرط أن تلتزم الذوق في مخاطبة الطرف الآخر.

دائما العصبية مرتبطة أيضا بالغضب، والغضب هو شعور إنساني، لا أحد يستطيع أن ينكره، والمشكلة ليست في الغضب، ولكن في الطريقة التي ندير بها الغضب، وقد علمتنا السنة النبوية المطهرة أن الإنسان إذا استشعر بدايات الغضب يجب أن يتخذ خطوات علاجية سلوكية مستقاة من الطب النفسي.

فحين تغضب وتنفعل إذا كنت واقفا فاجلس، غير مكانك، اتفل على شقك الأيسر ثلاثا، وهذا فيه نوع من صرف الانتباه وتحقيرا للشيطان الذي هو مصدر الغضب، وفي ذات الوقت إذا استطعت أن تتوضأ هذا أمر جيد، لأن الوضوء يطفئ نار العصبية والقلق.

إذن أمامنا عدة خيارات للعلاج، أهمها كما ذكرت لك هي التفريغ عن الذات، والتعبير عن النفس، تطبيق ما ورد في السنة المطهرة حول الغضب، فيجب أن تكون إيجابيا في تفكيرك، وحين تتعامل مع الناس حاول أن تقبلهم كما هم لا كما تريد أنت، هذا لا يعني أن تتنازل عن قيمك أو مبادئك.

أنت رجل والحمد لله تعالى لديك قدر كبير من العلم ووهبك الله تعالى وظيفة محترمة، هذا يجب أن يكون دافعا لك نحو التفكير الإيجابي، ولا تقلل من قيمة نفسك أبدا، يجب أن تؤكد على ذاتك أنك منجز، أنك مفيد لنفسك ولغيرك.

أخي: من أفضل وسائل علاج العصبية هي تطبيق تمارين الاسترخاء، ويمكنك معرفة كيفية تطبيق هذه التمارين بمطالعة الاستشارة التالية: (2136015).

الرياضة مفيدة جدا، دائما نحن ننصح بها، وعليك أيضا بالرفقة الطيبة، فالإنسان حين يرافق الطيبين والصالحين يحس بالسكينة والراحة وتنضبط مشاعره السلبية وانفعالاته التي قد لا تكون مفيدة.

أرى أنه سيكون من الجميل جدا إذا تناولت أحد الأدوية المضادة للقلق وللتوترات، والتي أحسب أنها سوف تساعدك كثيرا، من أفضل هذه الأدوية عقار بسيط جدا يعرف باسم (موتيفال)، وأعتقد أنه متوفر في فلسطين المحتلة، والجرعة المطلوبة في حالتك هي حبة واحدة، تناولها ليلا لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها حبة صباحا ومساء لمدة شهرين، ثم اجعلها حبة واحدة في المساء لمدة شهر، ثم حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء.

الموتيفال من الأدوية البسيطة جدا، ليس له آثار جانبية مخيفة، ربما يؤدي إلى زيادة بسيطة في الوزن، وهذه إن شاء الله تعالى يمكنك أن التغلب عليها من خلال ممارسة الرياضة وترتيب النظام الغذائي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات