أحلم بأن شخصا يطاردني، ويريد قتلي...فكيف الخلاص من هذه الأحلام؟

0 820

السؤال

أنا مغتربة بعيدة عن أهلي، وأعيش مع زوجي، وأعاني من كوابيس مستمرة، بدأت هذه الكوابيس منذ بداية زواجي، أنا متزوجة منذ حوالي سنة ونصف، قبل زواجي كنت أحب شابا، ولم يحصل نصيب بيننا لكي نتزوج، وتزوجت شخصا آخر، ولم يكن بيننا حب بيننا قبل زواج، ولكن الآن أنا أحب زوجي، وهو أيضا يحبني كثيرا، وأنا لم أرزق بالأطفال، حصل لي إجهاض مرة واحدة.

الدي ووالدتي لم يكونوا متفقين في حياتهم، والدي كان دائما يضرب والدتي، ويقول لها اذهبي من هذا البيت، واتركينا.

أنا أحب والدتي اكثر من والدي، دائما أحلم بأن شخصا يطاردني، ويريد قتلي، وأنا أصرخ بقوة، وزوجي يسمعني لما أصرخ ويوقظني.

أنا تعبانة كثيرا، وأحس أن الإجهاض الذي حصل لي سببه الكوابيس.

أرجوك ساعدني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Lana حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه.

بداية نرحب بابنتنا، ونسأل الله أن يؤنس غربتها، وأن يردها إلى أهلها غانمة سالمة، هو ولي ذلك والقادر عليه، ونرحب بها في موقعها بين آباء وإخون يسعدهم مثل هذه الأسئلة، مثل هذا التواصل مع الموقع، وأرجو أن أقول لك في عالم النت، وفي هذا التواصل في مثل هذه المواقع: لابد أن تشعري أنك بين أهل وإخوان وآباء، نسأل الله تبارك وتعالى أن يديم علينا النعم، وأن يتولانا جميعا برحمته، هو ولي ذلك والقادر عليه.

أما ما ذكرت من الكوابيس المستمرة، فإنا ندعوك أولا إلى المواظبة على ذكر الله تبارك وتعالى، خاصة أذكار الصباح وأذكار المساء، الرقية الشرعية، ويمكن أن تقرئي كذلك المعوذات، وقل هو الله أحد عندما تريدين النوم، وتنفثي في يديك، ثم تمسحي جسدك، وما استقبل منه، وأما استطعت أن تمسحي من جسدك، وهكذا كان يفعل رسولنا عليه صلوات الله وسلامه.

إذن مسألة الكوابيس تحتاج إلى أن نواظب على الأذكار، وأن نكثر من الاستغفار، وأن نصلي على رسول ربنا المختار، وأن نتوجه إلى الله الواحد القهار سبحانه وتعالى.

وأرجو كذلك أن تهنئي نفسك بهذه السعادة مع زوجك، فكم هي سعيدة من تجد زوجا يحبها، وهي كذلك تبادله المشاعر، فإن هذا باب واسع من أبواب السعادة، ولذلك فنحن ندعوك بأن تطوي صفحة الماضي، وحذار من أن تذكري لهذا الزوج الذي أقبل عليك ما كان بالأمس من محبة أو ارتباط برجل آخر، لأن المحبة الحلال والحب الحلال هو ما كان مع الرجل الثاني، لأن الحب الحقيقي هو الذي يحدث بعد الرباط الشرعي.

أما ما سواه فهو سفه، وجنون، ووبال على أهله، فأقبلي على زوجك، وأحسني إليه، واهتمي به، وأشعريه أنه الأول، والأخير في حياتك، وأنك لا تعرفين سواه، والشريعة تدعوك إلى إظهار هذه المشاعر، وسوف يبادلك كذلك المشاعر بأحسن منها.

كذلك ينبغي أن تدركي أن الإنسان إذا كان مع الله تبارك وتعالى، فإذا خاف الله أخاف الله منه كل شيء، وإذا خاف غير الله أخافه الله تبارك وتعالى من كل شيء.

أرجو كذلك أن تحاولي طي صفحة الماضي، إذا كان الأب يضرب الأم، وكانت الأسرة غير مستقرة، فليس معنى ذلك أن تسيري على نفس الطريق، بل لابد أن يكون لهذا الفعل ردة فعل معاكسة في الاتجاه، وأنت تستطيعين أن تصنعي سعادة مع زوجك، لأن السعادة لا توهب، هي نبع النفوس المؤمنة بالله، الراضية بقضائه وقدره، المواظبة على ذكره وشكره، النفوس التي تتخذ الأسباب ثم تتوكل على الكريم الوهاب سبحانه وتعالى.

فإذن ما حصل من الوالد قطعا من الخطأ الكبير أن تضرب الأم، وتضرب أمام أبنائها وبناتها، لكن إذا كان الأب قد فعل ذلك، والأم نالها ذلك الأذى، فتلك صفحة ينبغي أن تطوى وتبعد من الذاكرة؛ لأننا -ولله الحمد- مع هذا العلم والوعي الشرعي أصبح الناس يقتربون من هدي رسولنا - عليه صلوات الله وسلامه - الذي ما ضرب بيده امرأة ولا طفلا ولا خادما – عليه صلوات الله وسلامه – رغم أنه ربى أعظم جيل، وأعظم أمة فيها الكبير والصغير، والرجل والمرأة، إلا أنه ما ضرب بيده امرأة ولا طفلا ولا خادما – عليه صلوات الله وسلامه - .

هنيئا لك بحب الوالدة، وأرجو أن تحبي الوالد كذلك، لأنه يستحق ذلك لكونه أب، وتعوذي بالله تبارك وتعالى من الشيطان، وأقبلي على الله تبارك وتعالى، وأرجو أن تنامي وقد تطهرت وقد ذكرت أذكار النوم، ثم بعد ذلك لا مانع من أن تتواصلي معنا بعد أن تواظبي على أذكار الصباح والمساء، بعد أن تعطي كل مشكلة حجمها، فلا تستجلبي وتستجري معك الماضي الأسود، وتلك المواقف التي حدثت مع الوالدة، فإن الوالدة نفسها نسيت ما حصل، فلذلك ينبغي طي تلك الصفحة، والإقبال على الحياة بأمل جديد وبثقة في الله تبارك وتعالى المجيد.

نتمنى أن تجدي من الزوج، كذلك الدعم والمساندة حتى تتجاوزي هذه المرحلة، واعلمي أن كيد الشيطان ضعيف، وأنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون، فكوني ممن آمن وتوكل على الله تبارك وتعالى، كوني ممن سجد وركع لله تبارك وتعالى، وعندها لن يستطيع أهل الأرض، وإن اجتمعوا أن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وأبشري فإن الله تبارك وتعالى يدافع عن الذين آمنوا، فاحشري نفسك في زمرة أهل الإيمان، وتوكلي على من لا يغفل ولا ينام.

نسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يكتب لك الشفاء العاجل، وأن يلهمك السداد والرشاد، ثم تعوذي بالله من الشيطان الرجيم، ونتمنى أن نسمع عنك خيرا، ونسأل الله أن يأخذ بيدك إلى الخير، وأن يكتب لك السعادة، وأن يرزقك بالذرية الصالحة، هو ولي ذلك والقادر عليه.

مواد ذات صلة

الاستشارات