السؤال
السلام عليكم
منذ فترة زمنية، وأنا أسمع صوت شخص ما في ذهني, يكلمني من حين إلى آخر، لا أعرف من أين، ولكنه يدلني على حلول لأعمال، ومشاكل أواجهها في حياتي الشخصية ويبدأ مخاطبته لي باسمي.
والله شاهد على ما أقول، فماذا يكون ذلك؟ هل هي مشكلة نفسية؟ أم إلهام؟ فإنني في حيرة من أمري.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رائد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
شكرا لك على السؤال
للظواهر النفسية التي يمكن أن تمر بالإنسان نوعان، الأول ظواهر نفسية عبارة أن اشتداد أو مبالغة لأمور نفسية إنسانية، فمن الطبيعي أن يشعر الإنسان أحيانا ببعض الخوف والقلق والحزن.... ولكن عندما تزداد شدة هذه الأمور، فيصبح الخوف حالة من الرهاب أو الفزع، ويصبح القلق قلقا شديدا يصل لمرحلة المرض، ويصبح الحزن حالة شديدة من الاكتئاب، وتبقى كل هذه الظواهر متفهمة من قبل المصاب ومن قبل بقية الناس، فنحن جميعا يمكن أن نفهم ونستوعب ما هو الخوف أو القلق أو الاكتئاب.
والنوع الثاني من الظواهر النفسية هي ظواهر نفسية غير طبيعية، ولا تنسجم مع الظواهر النفسية الإنسانية الطبيعية، وهي خارج نطاق التجربة الإنسانية الطبيعية، ومنها ربما ما ورد في سؤالك عن سماع صوت من يحدثك، بالرغم من عدم وجود شخص أمامك يحدثك، فهذه ظاهرة غير طبيعية، وتحتاج لفحص طبي واضح ليحدد طبيعتها ومصدرها.
ونسمي عادة هذه الظاهر بالإهلاسات. وهناك عدة أنواع منها كالإهلاسات البصرية عندما يرى الإنسان أشياء غير موجودة أمامه، والإهلاسات الحسية عندما يشعر ببعض الأحاسيس على جسمه، والإهلاسات السمعية، كالتي مرت بك، وهي من أكثر الإهلاسات انتشارا.
وأحيانا يسمع المصاب هذه الأصوات وكأن أحدا أمامه يتحدث معه، أو كأن شخصين يتحدثان عنه، وأن هذه الأصوات تأتي من خارج رأسه ومن البيئة التي يعيش فيها، وأحيانا تبدو هذه الأصوات وكأنه يسمع أفكاره بصوت مرتفع، وأن هذه الأصوات تأتي من داخل رأسه لا من خارجه.
ولاشك أن المصاب بهذه الإهلاسات السمعية قد يصاب بالفزع والخوف من هذه الأصوات، وأحيانا قد يكون مضمون هذه الأصوات فيه الإساءة للشخص، وأحيانا يكون المضمون مشجعا وداعما للشخص، إلا أنه يبقى قلقا من هذه الأصوات، حيث أن هذا ليس من الأمور الطبيعية في حياة الناس.
وقد تكون بعض هذه الإهلاسات السمعية بسبب مرض عضوي، في الدماغ خاصة كبعض الأورام، أو بسبب تعاطي بعض المواد الكيميائية كالحشيش أو غيره من المخدرات، أو بسبب بعض الإضطرابات النفسية، كالفصام والاكتئاب الهوسي وغيرها.
ولم يرد في سؤالك تفاصيل أخرى غير سماع الصوت لنتبين ما هي حقيقة الأمر، ولذلك أنصحك بمراجعة طبيب عام والأفضل طبيب نفسي، وهو سيقوم بفحصك وبإجراء بعض الاختبارات الطبية لمعرفة سبب هذه الإهلاسات السمعية التي تعاني منها.
ومهما كان سبب هذه الأصوات، فهناك علاجات فعالة، ولكن ليس قبل تحديد التشخيص الدقيق.
والله الموفق.