السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أنا عمري 24 سنة، أعاني من ألم في المعدة مع ارتجاع في المريء، وعدم الراحة في التنفس، وهذا الشعور كان متقطعا في الأول، والآن أصبح مستمرا ، وقد جاء لي منذ سنتين، وإلى الآن الحالة كما هي، وأخذت أدوية للارتجاع مثل الموتيليم والكونترلوك دون فائدة، مع العلم أني أجريت فحوصات دم كاملة، والحمد لله كلها سليمة، وهناك بعض الأعراض الأخرى، مثل الشعور برعشة في الجسم، مع الإحساس بالتنميل، والمشكلة الأكبر عدم قدرتي للنوم بسبب صعوبة التنفس، مع العلم أني عملت أشعة على الصدر، وكانت سليمة.
عند بداية النوم يأتيني شعور كأن نفسي انقطع، ومما يجعلني أستيقظ مفزوعا الإحساس أيضا كأن المعدة تطبق على الصدر وتمنعني من التنفس بصورة جيدة.
أرجو مساعدتي؛ لأني تعبت ولم أجد العلاج المناسب.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
لا بد وأن الأطباء الذين راجعتهم قد شرحوا لك أن السبب في هذه الأعراض هو الارتجاع نفسه، ولا بد وأنه من النوع الشديد عندك؛ لأنك لم تستجب على العلاج كما ذكرت.
وكما تعلم فإنه يوجد بين المعدة والمريء صمام يسمح بمرور الطعام من المريء إلى المعدة وليس العكس، ولكن عندما لا يؤدي هذا الصمام دوره بشكل سليم فإنه لا يعود هناك ما يمنع عصارة المعدة من الرجوع منها صاعدة إلى المريء، مسببة ارتجاع العصارة المعدية الحامضة إلى المريء، والذي بطبيعته لا يتحمل حموضة المعدة العالية، ولذا يحصل تخريش للمريء، وقد يسبب بالإضافة إلى الأعراض التهابا في المريء وتضيقا أحيانا، ومن أهم أعراض الارتجاع الإحساس بالحرقان في منطقة الصدر، وقد يصحبه عدم ارتياح أو ألم في المعدة، خصوصا بعد تناول بعض الأطعمة، وقد يسبب أعراضا بعيدة عن المريء مثل:
- الأنف: فبعض مرضى الارتجاع يشكون من التهاب في الجيوب الأنفية، وقد لا ينتبه أن المريء يعود إلى الارتجاع.
- الحلق: فبعض المرضى قد يحس بأن هناك شيئا في الحلق، أو يشعر أنه يحتاج لأن ينظف حلقه، أو يشعر بالمرارة، أو ألم في الحلق.
- وفي الفم يحس بطعم غريب، أو رائحة غير طيبة في الفم، وزيادة تنخر الأسنان.
ومن الأعراض الأخرى الإحساس بطعم حارق في الحلق أو الفم بسبب وصول الارتجاع إلى هذه المنطقة، وقد يصل إلى حد إيقاظ الإنسان من نومه وهو يحس بشرقة أو بضيق حاد في التنفس.
ومن أعراضه الكحة المزمنة، والتغير في الصوت، وصعوبة البلع.
بعض المرضى يشتكون من آلام في الصدر تشبه إلى حد كبير آلام القلب، وقد لا تتواجد كل هذه الأعراض في مريض واحد، فأعراض الارتجاع كثيرة ومتنوعة وتختلف من مريض إلى آخر.
ويجب الانتباه الى أن تناول ما يزيد إفراز الأحماض في المعدة يجعل من الارتجاع أكثر أثرا وأشد ضررا، وهناك عوامل تسبب هذا الارتخاء أو التوسع أو تسبب زيادة إفراز أحماض المعدة، منها ما يلي: (امتلاء المعدة بالطعام، والسمنة، وتناول بعض المأكولات والمشروبات مثل الدهون والمقليات، والمشروبات الغازية، والشاي والقهوة، والشكولاته، والفلفل والشطة، والمأكولات الحراقة، والنعناع، والكاتشب) كما أنه أحيانا يكون الارتجاع مترافقا بفتق فم المعدة مما يضعف كثيرا عمل الصمام الهام، وبالتالي تزيد الأعراض.
أما العلاج فإنه يكون بالأدوية المخفضة لحموضة المعدة، مثل: (Losec, pariet , Nexium , lansoprazol)، وهي تؤخذ مرة واحدة في البداية قبل الأكل بربع ساعة، وأحيانا نحتاج لأخذها مرتين والاستمرار عليها يوميا ودون توقف إلا بإشراف الطبيب، فإن أخذها المريض بشكل متقطع فإن الأعراض تعود.
ومن ناحية أخرى على المريض الالتزام بتجنب المأكولات والمشروبات التي ذكرتها، والتي يلاحظها المريض أنها تزيد الأعراض بزيادة الارتجاع، وتجنب النوم مباشرة بعد تناول الوجبات، بل لا بد أن يكون بين آخر وجبة والنوم مدة لا تقل عن ثلاث ساعات، كما ينصح من يشتكون من أعراض في منطقة الحلق بوضع مخدتين إلى ثلاث تحت الرأس بارتفاع مسافة 15 سنتيمترا حتى تكون الحنجرة في مستوى أعلى من المعدة، فتقلل الجاذبية وصول أحماض المعدة إلى الحلق.
والعلاج الدوائي قد يستمر لعدة أشهر وأحيانا لسنوات ونتائجه بشكل عام جيدة، وفي بعض الحالات المعاندة يلجأ للعمل الجراحي.
لذا: فإن كنت تناولت الأدوية بانتظام وما زالت الأعراض، فيجب أن تراجع طبيبا مختصا بالجراحة العامة، فقد يلزمك إجراء عملية، ففي بعض الحالات يكون هذه هو العلاج الوحيد الفعال.
والله الموفق.