السلام عليكم.

أنا طالب في كلية الطب البشري، وقد شارفت على التخرج، وأنا الآن دائما أفكر في التخصص الذي سوف أختاره، وطبعا أنتم تعرفون أن هناك تخصصات في الطب لا يوجد فيها احتكاك مباشر بين الطبيب والمريض، مثل تخصص علم الأمراض (pathology)، وتخصص جهاز الذبذبات فوق الصوتية في القلب (echo)، وأنا الآن أريد منكم أمرين مهمين:-

الأول: أن تشرحوا لي هذين التخصصين بالتفصيل، وما هي المخاطر التي يتعرض لها طبيب علم الأمراض وطبيب الـ echo؟

الثاني: أرجو أن تذكروا لي التخصصات الجديدة الأخرى التي ليس فيها احتكاك بين الطبيب والمريض، وتشرحوها لي شرحا مفصلا مع بيان مخاطرها كما في الأعلى؟

أرجو منكم أن تشرحوا لي كل شيء بالتفصيل الممل؛ لأنه موضوع مصيري بالنسبة لي!

وشكرا لكم.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنا أستغرب من هذا السؤال، وأنا لي خبرة في الطب تقارب 38 سنة، منذ تخرجي ولم أجد شعورا أجمل من أن ترى مريضا يأتي ليقول لك يا دكتور أنا رفعت يدي إلى السماء لأدعو لك لما عملته من أجلي! لقد خف الألم واستطعت أن أنام، فهل هناك أسمى من هذه المهنة التي تعتني بمعاناة الناس فتخفف عنهم هذه المعاناة، ولا يعرف هذه المعاناة إلا من تحصل عنده هذه المعاناة، وقد شعرت بها عندما أتاني مرة تقلصا شديدا بسب حصوة صغيرة كانت في الحالب، فكنت أشعر وكان قلبي سينفطر من الألم، فتذكرت كيف يعاني هؤلاء المرضى من هذا الألم، ومرة أخرى حصلت أمور أخرى وشعرت بشعور المريض، وتخيلت كيف ينظر المريض إلى طبيبه ويتعلق بكل كلمة يقولها حتى يخفف معاناته.

أما أنت فتريد تخصصا خفيفا وليس به مخاطر، وتريده بالتفصيل الممل، فهو موضوع مصيري بالنسبة لك!

فهل ترانا فقدنا شعورنا بهذه المهنة الإنسانية لكي نضيع وقتنا في الإجابة عن سؤال لطبيب أشرف على التخرج، ولا يريد أن يمارس التخفيف عن معاناة الناس، ويريدنا أن ندله على أي التخصصات لا تحمل المخاطر، وليس هناك احتكاكا مع المرضى؟!

نصيحتي لك أن تخرج من هذه المهنة، وتبحث عن عمل إداري يحتاج لشخص عنده خلفية طبية.