أقيم في الغربة وزوجتي ترفض القدوم إليّ، فماذا أصنع؟

0 460

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله بركاته..

عمري 29 سنة، متزوج منذ ثلاث سنوات -ولله الحمد- عندي بنت عمرها سنة، ولكن حياتي الزوجية مدمرة، بمعنى الكلمة، وبها الكثير من الخلافات والمشاكل، وتدخل أهلها، وتعنت والدها معي، وطوال ثلاث سنوات لم أعش معها غير أربعة شهور فقط؛ وذلك لأني أعمل بدولة أخرى، وهي ترفض أن تسافر معي لأنها تعمل، ولا ترغب في ترك عملها، بالإضافة أنها مادية، وكل ما يهمها فقط الأمور المادية، وتطالبني أن أرسل أموالا وهدايا لها ولأهلها.

وأنا لا أستطيع الرجوع إلى بلدي في الفترة الحالية؛ لأني لا أريد أن أضيع فرصة العمل في إقامتي، وفي نفس الوقت أنا متأثر نفسيا من عدم رغبتها في العيش معي، وتفضيلها العمل وأهلها علي، ولا أرغب في الطلاق كي لا أضر بابنتي الصغيرة، فما الحل الأمثل؟

مع أني خلال الثلاث سنوات قد قمت بشتى الطرق كي أقنعها ولكن لا جدوى! ولا أملك غير الصبر، ولكني أخشي على نفسي من غضب ربي عز وجل، وأنا أجد كل الطرق مغلقة في وجهي، ولا أعلم هل هذه الزوجة نقمة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هاني حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
نسأل الله تعالى أن يسهل أمرك وأن يغفر ذنبك، ونرحب بابننا الكريم في موقعه بين آباء وإخوة يحرصون على مصلحة شبابنا والفتيات، ونسأل الله أن يعينك على تجاوز هذه الأزمة، وأن يجلب لك الوفاق والوئام، وردد في ثبات ويقين وثقة في الله: { ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما}.

ابننا الكريم الذي يظهر لنا أن تدخل أسرة الفتاة في مشاكلها له علاقة وثيقة بالذي يحدث، وإذا كانت هذه الفتاة وهذه الزوجة طيبة ذات خلق ودين، وفيها امتيازات تميل إليها النفس، فإننا ندعوك إلى أن تصبر عليها إلى أن تحاول أن تعدل في تعاملك بينها وبين أهلها، فعليك أن تستخدم معها الحكمة والأسلوب الجميل حتى لا تتولد عناصر العناد بينك وبينها.

وأرجو أن تعلم أن كثيرا من الزوجات ربما تصر على العمل لمصلحة أهلها من أجل أن تنفق على أهلها، وقد يكون السبب في إصرارها على العمل هو عدم الشعور بالأمن، فأشعرها بالأمن والطمأنينة والحب والرغبة في مصلحتها، وحاول أن تكرر المحاولات وتدخل الوساطات من أجل أن تكون هذه الزوجة معك ولو إلى حين، ونقترح عليك أن تطلب منها المجيء في عطلتها الرسمية، وعندها سوف يتغير الوضع؛ لأنك عندما تنعزل معها وتعيش معها في مكان بعيد عن أهلها، بعيدا عن المؤثرات الخارجية فإن الصورة سوف تكون أمامك واضحة جدا، لكن ما دامت الزوجة مع أهلها، وما دام لها عمل ولها راتب، فإن الأمر يكون فيه صعوبة، ودائما حل المشاكل بالمراسلة بالتواصل بالهاتف قد يكون فيه صعوبة.

لكن عندما تكون الزوجة عند زوجها تأنس به ويأنس بها، ويتحاور معها في هدوء فإنهم يصلون بحول الله وقوته إلى حلول كثيرة بعيدا عن المشاكل، فنحن نقترح عليك إذن أن تحاول المجيء بها في عطلتها الرسمية أو تحاول أن تذهب معها إلى بيت الله الحرام في عمرة، وهناك وإلى جوار الحرم المبارك في تلك الديار المباركة تجلس وتحاورها بوضوح في منتهى الوضوح حول هذه المسألة وحول هذه الخلافات التي تحدث.

وأرجو كذلك أيضا أن تحسن إليها عند المجيء إليك، وتجتهد في أن تعاملها بالحسنى، وتنجح في أن تشبع رغبتها وحاجتها إليك، وأن هذه المسائل تساعد المرأة أن تكون مع زوجها، ولكن إذا فقدت العطف والحنان، ودخل جانب التحدي والعناد، فإن المرأة عند ذلك على الأقل ربما لن تقهر، والمرأة عندها قدرة على الصبر ربما تفوق الرجل في ذلك كثيرا، فأنت بحاجة إلى المسايسة، إلى المدارة، إلى التعامل مع هذا الوضع بهدوء بمنتهى الهدوء، ونتمنى ذلك، وقد صبرت كثيرا، فواصل مشوار الصبر، وأن يكون لك منهج في أن تكون هنا أو هناك، فأنت تكون معها أو تكون معك هي، وهذه أمور ينبغي أن تنظر إليها من كافة الزوايا، فإذا تبين لك وجه الصواب فعند ذلك يمكن أن تفعل وتنحاز لما تراه صوابا، وأرجو أن لا تستعجل في الطلاق لأنك لا ترغب فيه؛ لأن الطلاق لا خير فيه غالبا.

الظاهر أيضا أن المشكلة لها أطراف خارجية له أثر كبير، وعند ذلك قد يكون في الطلاق ظلم للزوجة لأنك لم تحاول أن تستغرق رأيها بمنتهى الوضوح لتتعرف على رأيها شخصيا وليس رأي أهلها؛ ولذلك أرجو أن تعطي نفسك فرصة وتكرر المحاولات وتنوع في الأساليب، وتحاول أن تلتقي بها بعيدا عن أهلها، وعند ذلك سوف تتعرف على وجهة نظرها الواضحة، والتي يمكن أن تبني عليها حياتك ومستقبل هذه الأسرة.

نحن نتمنى أن لا تضيع فرصة العمل، ونتمنى كذلك أن تتيح لها فرصة من أجل أن تعمل فأنتم لا زلتم في بداية تكوين الأسرة، وسوف يكون الأمر سهلا ومفهوما إذا عرفت أسباب إصرارها على العمل وإصرار رغبتها في الاستمرار في وظيفتها، فإن معرفة السبب تزيل العجب، وتعيننا بحول الله وقوته في إصلاح الخلل والعطب.

وإذا كانت السبل والطرق مغلقة فنحن ندعوك إلى أن تلجأ الله تعالى وأن تكثر من الاستغفار والتوجه إلى الله تعالى، وعليك أن تحرص على طاعة الله تعالى.

نسأل الله أن يجمع بينك وبين زوجتك على الخير، وأن يستخدم الجميع في طاعته وأن يحسن ختامنا، وأن يحسن خلاصنا، وأن يختم بالباقيات الصالحات أعمالنا، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات