السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو الإفادة بما هي الحلول الشرعية بالزواج من أخت زوجتي؟ حيث إنها متزوجة حتى الآن وأنا متزوج حتى الآن، ولكن أشعر من داخلي برغبة في الزواج منها!
ما هي الحالات التي إذا حدثت يمكنني عندها الزواج منها؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نادر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
مرحبا بك أيها الأخ الكريم في استشارات إسلام ويب.
نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يقنعك بما رزقك، وأن يطهر قلبك ويحصن فرجك.
نصيحتنا لك أيها الحبيب أن تعلم علم اليقين بأن طمع النفس في النساء ليس له حد، ولا يقف عند غرض، فهذه طبيعة النفس البشرية، كلما أطال لها الإنسان الحبل ذهبت أبعد، ولذا فإن هذه الأفكار التي تراودك وهذه الرغبة التي بدأت تحس بها نحن نظن أيها الحبيب أنها بداية لتدمير حياتك، وخلق المشاكل والقلاقل في حياتك الاجتماعية، مع ما قد تقع فيه من مخالفات شرعية ومعاص لله تعالى وارتكاب لحدوده، وإذا كان الأمر كذلك فإن مصدر ذلك كله إنما هو الشيطان الذي يحاول أن يجرك خطوة خطوة لتقع في شراكه، وربما ندمت على بعض التصرفات حين لا ينفع الندم.
لمزيد من الإيضاح نحب أن نبين لك أيها الحبيب أولا أن وصولك للزواج من هذه المرأة لن يتم إلا بعد وقوعك في مخالفات شرعية، أهمها وأعظمها إفساد هذه المرأة على زوجها، وهذه كبيرة من كبائر الذنوب، فإن هذه المرأة متزوجة، ولا يمكن أن تتزوج بها أنت إلا بعد أن تفارق زوجها، وإفسادها على زوجها لتخرج من عصمته قال فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - : (ليس منا من خبب امرأة على زوجها)، فيكفيك هذا الزجر البليغ من النبي - صلى الله عليه وسلم – إن كنت تراعي حدود الله تعالى وتقف عندها.
ليس من المسلمين من عمل هذا العمل، هذا مع ما قد يسبقه وربما قد سبقه بالفعل من المعاصي الأخرى، كالنظر إلى هذه المرأة والتطلع إليها، وربما جر ذلك إلى فساد آخر من التحدث إليها أو مراسلتها أو الاختلاء بها أو غير ذلك، وكل ذلك ظلمات بعضها فوق بعض ومعاص ستندم عليها يوما ما، ولذلك نصيحتنا لك أن تكون حازما في أمرك، عاقلا متأنيا في تدبير أمورك، وأن تعلم بأن الأمور لا تؤتى هكذا، وأنك قد تجر على نفسك أنواعا من الويلات وصورا من العناء، مع ظنك أنك تسعى في راحة نفسك أو تحقيق ما تشتهيه، فليس الأمر كما تظن أيها الحبيب.
نصيحتنا لك أن تقف عند حدود الله تعالى، وأن تراعي حق زوجتك، وتؤدي إليها حقوقها، وأن تتذكر ما فيها من الجوانب الإيجابية والصفات الحسنة، فإن هذا يدعوك إلى الاكتفاء بها والقناعة بما فيها، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : (لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر.)
كما أنه لا يخفى عليك أنك لن تتمكن من التزوج بهذه المرأة إلا بعد مفارقة أختها وانتهاء عدتها، هذا إذا فارقت تلك المرأة زوجها، وهذا فيه ما فيه من تشتيت أسرتك والجناية على هذه المرأة بغير اكتساب منها، فإن الطلاق وإن كان مباحا إلا أن من العلماء من يرى كراهته إذا كان لغير حاجة تدعو إليه، بل من العلماء من رأى حرمته في مثل هذا المقام.
من ثم فلتعلم أنت أيها الحبيب أن هذا الذي تفكر فيه ليس هو الطريق الصحيح الذي ينبغي أن تسلكه.
نصيحتنا لك أن تغض طرفك عن هذه المرأة، وأن تسعى جاهدا في تناسيها، وأن تذكر نفسك باليأس منها، وأنك لن تصل إليها من غير الوقوع في غضب الله تعالى وسخطه، ومن غير الوقوع في كبيرة من كبائر الذنوب، وإذا يئست نفسك منها فإنه يسهل عليك أن تنسى تلك المرأة.
نصيحتنا لك أيها الحبيب أن تتعهد قلبك بما يحييه ويذكره بالله تعالى، فأنت بحاجة ماسة كما هو حال كل مؤمن، فإن الذكرى تنفع المؤمنين، فذكر نفسك بعاقبة الأعمال واستمع إلى بعض المواعظ التي تذكرك بالآخرة وما فيها، الجنة وما أعد الله فيها من النعيم لأوليائه وأحبابه، والنار وما أعد الله فيها من العذاب الأليم لمن عصاه، والقبر وما فيه من أهوال وشدائد، والوقوف بين يدي الله والعرض عليه، وكل هذه المواعظ موجودة مبثوثة على موقعنا وعلى غيره من المواقع الإسلامية المفيدة، فإذا أكثرت من سماع ذلك صلح قلبك، وإذا صلح القلب صلحت سائر الأعمال.
نسأل الله تعالى أن يصلح قلبك، وأن يرزقك الرزق الحسن في دنياك وطيب حياتك بما يسعدك في آخرتك.